الصفحة الأساسية > آراء حرة > وجه آخر مغيب من زيارات الرئيس!.

وجه آخر مغيب من زيارات الرئيس!.

الخميس 14 أيار (مايو) 2015  10:45

بقلم/غالي ولد الصغير
  • منذ أن أعلن هذا النظام انقلابه وهو يبدع في فنون الحملة الانتخابية ووسائلها ؛ فيشتري ذممها ؛ ويجيش جمهورها ويبرم ولاآتها ؛ ويقيم شعائرها قبل دخول وقتها؛ حتى يحسمها و يقطف ثمارها قبل بدوّ صلاحها.فهذه الحيلة وما فيها من غبن لخصومه السياسيين وإجحاف لهم ؛ الكثير يعتبرها مكيدة وخدعة للرأي العام .
  • وكذالك أضف إليها جريمة أخرى في حق هذا الوطن حين يجعل النظام مآسي الوطن فرصة للدعاية وجلبا للخواطر؛ فمن يشاهد تغطية قنواتنا الرسمية لبعض مآسينا وفواجعنا ككارثتي (ورف) في نواكشوط و(المدان) في كنكوصه على سبيل المثال ؛لا يظنّ سوى أنّها مراسيم تكريم سوف تقام في حفل الفائزين؛ فالأول وزّعت عليهم مبالغ رمزية وقطع ارضية ؛والثاني ساعدتهم الدولة بخمسة عشر مليون أوقية؛وما أروع هذا العمل؛إنّه واجب أخلاقي؛قد تخلت عنه الدولة (الطائعية) خاصة؛ واحتفت به الدولة (العزيزية) ؛ لكن المأخذ فيه هو ما يخيّله إليك إعلامنا الرسمي ويريدك التسليم به أنّ معجزة قد تحققت من خلال هذه المواساة ؛وانجازا ضخما قد تم من خلال تعاطفه مع كلّ فاجعة تهزّنا.
  • إلا أنّ الذي يشدّ انتباهنا من حيل هذا النظام و يستحق الاقتفاء عندي والاهتمام معا من لدنّ معارضيه؛هو توظيفه حيث حلّ لعادات المجتمع الموريتاني والانضباط بها ؛ خشية الفضيحة في العرف الاجتماعي ؛والرغبة في الذكر الحسن في وسطه؛ من هدية لوجيه لا يمارس السياسة إن مرّ به؛ وما أكثرهم !؛ و (كشوة ) لمولود ما زال في غرفة الأمومة إذا غشاه؛ ووقع التودد من أهله بتسميته عليه كما فعل في ولاية النعمة ؛ وإرضاءه لطامع تقليدي ألف الطمع؛ولجمه لشاعر شعبي بتحفة؛ وترفعه عن سفيه يراد له إثارة حفيظته ؛ وتواضعه لعجوز أعرج يشكو قسوة الحياة بخفض جناحه وحسن الإصغاء له ؛ هذه صور تكررت في كلّ زيارة للنظام ؛ حتى أنّ المواطن البسيط صار يحسبها هي هدف زيارته.
  • هذه أللفتات العابرة من قبل هذا النظام؛ صنعت له معجزات من حيث يدري أو لا يدري لا أعرف أيّهما؛ وبمبالغ زهيدة أحيانا لا تكلّفه مائتا ألف أوقيه ( طلبته معتوهة نفس المبلغ في مطار كيفه فاستجاب لها )؛ ومما زاد الأمر قبولا واعتبارا لدى المواطن واستعذابا خروج هذه أللفتات عن أضواء الإعلام الرسمي؛ مما يوافق سجيته .
  • فالأنظمة العسكرية المتعاقبة كانت تعيش انفصاما مع مجتمعنا من حيث الثقافة والسلوك ؛ فهم ترعرعوا في مدارس المستعمر وشبوا فيها ؛ حتى صاروا في الأصول منّا ؛ وفي السلوك واللسان غرباء علينا ؛أمّا هذا النظام فهو من الجيل الثاني للدولة الموريتانية ؛الذي تحرر شيئا ما من قيود ثقافة المستعمر؛و تعلّم معرة المجتمع و(سترته)؛ بل ومن حسن حظه؛أنّ مراحل دراسة رئيسه وتكوينه العسكري كانا في وطنه وبين جيرانه المغرب والسنغال؛ فصار أقرب إلى نفوس المواطنين بحسانيته السلسة وعربيته المفهومة ؛ وسجيته الصحراوية. لذا كان له السبق في هذه الحيلة ؛ في حين أخفق فيها أقرانه من رؤساء سابقين وأحزاب سياسيين في الحلبة الآن يعاركونه.
  • 22005898
  • غالي بن الصغير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016