الصفحة الأساسية > الأخبار > ارهاب دموي آثم وآخر إلكتروني رجعي

ارهاب دموي آثم وآخر إلكتروني رجعي

الثلاثاء 26 أيار (مايو) 2015  06:40

د. محمدو ولد لمرابط ولد الجيد نائب رئيس جامعة العلوم الاسلامية بلعيون-
  • إن الهجوم على المصلين في المسجد بقرية لقديح وقت صلاة الجمعة أو على موقع وزارة الخارجية السعودية ، كلاهما ارهاب ، فالأول ارهاب دموي آثم والثاني إرهاب إلكتروني رجعي ، وبما أن الإرهاب لا وطن له والإنترنت لا وطن لها كذلك ، فقد حدث الزواج بين الطرفين فاتحدا في الهجرة، هجرة من يوصفون بالإرهابيين فهم في أغلب الحالات بلا وطن، وهجرة من يجوبون الفضاء الإفتراضي بدون وثائق سفر ، فهم أيضا بلا وطن حتى وإن كانوا على المستوى الواقعي داخل أوطانهم. يلتقى مهاجرو الإنترنت بمهاجري من يصفون أنفسهم بالمجاهدين، ليشكلوا ما يصطلح عليه البعض بالإرهاب الإلكتروني أو الرقمي أو الإفتراضي أو الجهاد الإلكتروني، وغيرها من المصطلحات الجديدة في قاموس العلاقات الدولية، والسياسة، وتكنلوجيا الإتصال،وتعتبر شبكة الإنترنت في أدبيات الجماعات الإرهابية وسيلة مساندة ومساعدة لوجستيكية وذلك على عدة مستويات تبدأ من الدعم المادي والمالي في جمع التبرعات وتجنيد الأنصار واستقطابهم إلى الدعاية والإعلام لنشر عقائد الجماعات الإرهابية وايديلوجياتها وجمع المعلومات، كالخرائط والبيانات والإحصائيات لاستغلالهما في إدارة الصراع مع الأطراف المستهدفة على أرض المعركة.
  • لذا ازداد الاهتمام بشبكة الإنترنت من قبل الجماعات الإرهابية لما تقدمه هذهالشبكة من مزايا تواصلية تتمثل خاصة في قلة التكلفة، وسرعة الإنتشار،وضعف الرقابة المؤسساتية، وقوة التأثير على الرأي العام. كما أن الإحتضانالحميمي للجماعات الإرهابية لشبكة الإنترنت يعتبر استجابة تكتيكية تحولتإلى خيار إستراتيجي لفك حصار وحرب دولية ضدها على الأرض.
  • تلك هي حالة الجماعات الإرهابية المتحالفة مع الشيعة في اليمن ، فبعد تكثيف ضربات التحالف الجوية عليها، لم تجد تلكالجماعات من خيار غير هجر الفضاء الجغرافي إلى الفضاء الإفتراضي، لفك الحصارالأرضي على نحو يبدو هدفه تعويض خسائر المعركة غير المتكافئة أمنيا وعسكريا في ساحة القتال التقليدي مع أجهزة دول العالم مجتمعة.
  • لقد فككت الضربات الموجعة للجماعات الإرهابية المتحالفة مع الحوثيين في اليمن من قبلالتحالف الدولي ، البنية التحتية الهرمية التقليدية لها، فتحولت تلك الجماعات إلى جماعات بلا قيادات وبلا بوصلة ولا مرشد تهتدىبه،ومن هنا جاءت محاولة إيجاد الحل السحري في شبكة الإنترنت ذات البناء الأفقي كبديل عنالبناء العمودي التقليدي للجماعات الإرهابية الذي تهاوى ليصبح النظام الإلكتروني لبعض المصالح المرتبطة بالمواطنين، والبريدالإلكتروني والرسائل المشفرة والفيسبوك، وصور الفيديو القبلة التي يتجهإليها زوار وأنصار الجماعات الإرهابية. وأصبحت الحرب الإلكترونية قمة الصراع بين الجماعات الإرهابية العابرة للحدود والدول ، فهي عملية انتقال الهجمات إلى رحاب الفضاء الافتراضي بغرض تدميرها أو تعطيلهاأو تشويه محتوياتها،وتعطيلها، مما يشل ويعيق وسائل الاتصال ، إنها مجموعة مستحدثة من جرائمالإرهاب عبر شبكة الانترنت التي باتت تهدد الاستقرار الأمني للمجتمعات،وقد انتشرت هذه الجرائم بسرعة مذهلة لم تستطع معها التشريعات مواجهتهاأو تحجيمها ، ومن هذا المنطلق أتساءل كيف تحولت شبكة الإنترنت إلى فضاء للإرهابوالتطرف أكثر منها فضاء مجتمعي ، والسؤال المركزي الذي يطرح نفسه هو هل-حقا-انزلقت شبكة الإنترنت عن سياقها ومدلولها الاجتماعي لتكون وسيلة لما أصبح يعرف بالإرهاب الالكتروني؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016