الصفحة الأساسية > الأخبار > الصحة والخريف

الصحة والخريف

الأحد 12 تموز (يوليو) 2015  12:14

  • بدخول النصف الثاني من شهر يوليو كل عام تهفوا نفوس الموريتانيين إلى رياح الجنوب الموسمية وأمطار الخريف وحنين العودة إلى مواطنهم الأصلية للاستمتاع بجو الريف الوديع وهوائه النقي وتَشِمْ كل مجموعة منهم برق جهتها، مبتعدة عن جو العاصمة الذي يصبح فضاء طاردا تتعارك فيه مياه الأمطار ومقذوفات المجاري مع روائح القمامة والدخان ولسع البعوض وارتفاع الرطوبة الشديد وجوها البليل مساء وصهدها الكامد نهارا،
  • وما يصاحب ذلك من انتشار أمراض مستوطنة : المالاريا والتيفوييد قبل أن تضاف إليهما قبل سنة حمى الضنك أو ما عرف عندنا ب( حمى تيارت)، التي خلفت آثارا كارثية على الصحة العامة فاقت بكثير ما كانت تخلفه المالاريا والتفوييد مجتمعتين، حين اكتظت مستشقيات العاصمة ومراكزها الصحية بضحايا هذا الوباء في وقت أكدت الأبحاث الطبية أنه لا يوجد إلى حد الآن تطعيم عن هذه الحمى وأن وسيلة الوقاية الوحيدة منها هي مكافحة البعوض الناقل ليرقاتها بإزالة بؤر تراكم المياه الحاضنة له أو معالجتها . وفي غياب أي افق مرئي أو بعيد لإقامة صرف صحي في عاصمتنا الذي هو شرط الحياة الآمنة والنظيفة والصحية في المدن الكبيرة، قبل أن يكون شرط مظهرها الحضاري اللائق، ومعيار تطورها العمراني الأول، وفي غياب أي إجراء آخر بديلا له للتعامل مع المياه والبرك والمستنقعات الأسنة التي تخلفها أمطار الخريف الموسمية في طرق وساحات العاصمة العامة، لابد من طرح سؤال استباقي وجيه: ماذا اعدت السلطات العليا للتعامل مع موجة جديدة من الأوبئة قد تأتي مصاحبة للخريف وماذا أعدت للحد من انتشار البعوض الناقل لها في ظل استحالة القضاء النهائي عليه إلا بوجود شبكات صرف صحي حديثة وفعالة داخل كل أحياء المدينة، وماذا أعدت من تجهيزات لمساعدة المواطنين على حماية أنفسهم من البعوض سواء جيله القديم أوجيله اللاحق حامل حمى الضنك وماذا أعدت للتقليل من خطر تعرضهم للسعه بدءا بالسيطرة على اليرقات واليعاسيب وانتهاء بمحاربة البعوض البالغ المتحرك بأجنحة توزع المرض والأنين والألم والموت ، وهل فكرت في وضع خرائط تحدد المناطق الأكثر عرضة لانتشاره في العاصمة وحولها يتم التركيز عليها بالرش أو توزيع المواد المنفرة له أو إقامة مزيد من شبكات مصائده، وكيف ستكون درجة الحزم والصرامة في هذا الموسم على الأقل في تجميع النفايات بصورةٍ منتظمة والتخلص منها سريعا سواء بالترميد أو الطمر بعيدا من المجال الحضري كي لا نزيد من معاناة الناس ونسبب لهم مشاكل صحية من نوع آخر.. هل ينتظر من السلطات العمومية أن تكتفي بالانتظار حتى تحل الكارثة أم عليها التحضير العاجل للبدء بهذه الإجراءات وغيرها من إجراءات الصحة الوقائية وما يلزم أن يصاحبها من حملات توعية واسعة للمواطنين حول خطر الأمراض السارية المصاحبة لموسم الخريف وسبل تجنبها والحد من آثارها كي لا تكون نقمة دائمة تُنَغِصُ نعمة الخريف والمطر وتحولها إلى كارثة سنوية يعيش الناس رعبها في المدن الكبرى، وبقدومها تصبح كل عائلة مهددة بإصابة جماعية تنقل بعدها مجتمعة إلى مصحات قليلة تنقصها الأمصال ويخيم عليها شح الأدوية وما وجد منها يكون غالي الثمن ومشكوك في جودته غالبا وأبعد من ذلك مشكوك في صلاحيته اغلب الأحيان

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016