- 28 يوليو 2015؛ يعد هذا اليوم العظيم إنه عيد ميلادكم و انتهاء مساركم المهني، إنه يوم تخليد حياة مليئة بالمحبة و الإنسانية والسخاء و السمو و العظمة ولكن بالدرجة الأولى الصدق و الاستقامة.
- لقد فقد الحرس الوطني إحدى ركائزه مجسدة بالقيم الفضيلة و الكبيرة و النادرة في أيامنا هذه.
- وللأسف فإنه لم يتم التخليد بقدر ما تستحقونه و إن لم يكن الأمر يتعلق إلا بى وبالذين يقدرون عاليا رجال أصحاب القيم مثلكم ، فإنه سيتم تدريس سيرتكم الذاتية في الكتب المدرسية .
- بالنسبة لي فإن اسمكم مرادف للوطنية و الشجاعة، الجرأة في التعبير عن أفكاره و الشجاعة في انتقاد الظلم وقول الحق مهما كانت التأثيرات سلبية على مصالحكم الشخصية و المهنية.
- وإلى أمي التي بكت هذا اليوم و التي قالت أنكم لم تحصلوا على رتبة جنرال و للوظائف التي تستحقونها ، أقول لها أنشفى عنك الدمعات ، أمسحها إن الرتب و الوظائف كثيرة هي ولكن قليلون هم الأشخاص الذين لديهم الصفات التي بحوزة أخيك .
- إننا نعيش في عالم مادي و في بعض الأحيان ننسى الأشياء الأساسية في الحياة و تعد أولوية بنسبتنا كمسلمين.
- إننا نفضل الفيلات الفاخرة و الرواتب العالية و السيارات الجميلة على حساب الاستقامة و الصدق و الدفاع عن حقوق مواطنينا.
- والدتي أنشفى دموعك و خلدي ميلاد أخيك و خلدي مساره المهني و كوني مسرورة.
- أطلب من الذين لا يعرفونك قراءة كتاب ( كنت في ولاة ) والذي تم إهداء أحد فصوله لك ومن أجل معرفة كيف شجبتم و بكل احترام و إنصاف ما يتلقونه مواطنينا المعتقلين في تلك الحقبة من ظلم وجور.
- أتذكر أيضا عن هذا الموطن المسمى لامين كان الذي بدلا من أن يناديني باسمي يقول لي ( ابنة أخت العقيد عمر ولد بيبكر).
- لن أنسى ذلك المقال الذي كتبتموه ونشرتموه على الانترنت والذي تحدثتموا عن والدكم المرحوم الشيخ ولد بيبكر الذي لم يترك بعد وفاته سوى ميراث يتكون من 7000 أوقية في جيبه و الباقية من راتبه الأخير و مذياع وساعة و كتب و رأس مال هائل من الشرف و حب العدل .
- ما أجمل هذه الإشادة التي قدمتموها عن والدكم المرحوم و جدي الذي لم أعرفه و لكنني سمعت الكثير من الشهادات النيرة و البالغة عنه والذي أعجبني من خلالها ، لقد كرمتم و احترمتم و واصلتم جميع القيم النبيلة التي علمك إياه .
- و لن أنسى والدتكم التي كان بفضل الله أنى تعرفت عليها و التي ما زلت أبكى وفاتها يميها بنت طلحة و التي تصفونها في مقالكم بأنها امرأة سخية و مثقفة و أضيف لها هذه الصفات: ( امرأة ورعة ، تقية ممتلئة بالمحبة و الإنسانية).
- و في وجهة نظري إنه لديكم أيضا جميع الصفات المتوفرة في والدتكم الفريدة و الاستثنائية.
- أفكر هذا المساء في السيدتين يميها والدتكم رحمها الله و يميها ابنتكم الصغيرة و التي تحبونها كثيرا وهى هذا اليوم مسرورة و فريحة بمساركم المهني المجيد وأعرف أن لها مستقبل مشرق و ليس لدى شك أنكم سترسخون فيها جميع قيمكم وصفاتكم .
- فيما يخص الحرس الوطني أذكرهم بالمقولة الرائعة لجورج بوبيدوه إبان موت شرل دكول ( أن فرنسا أرملة) . اليوم وقد ذهبت للتقاعد فإن الحرس الوطني أصبح رميلا.
- فلنخلد جميعا مساركم المهني، إننا فرحين: أسرتكم، أقاربكم و جميع من ساعده الحظ في التعرف عليكم ، الكل مسرور و معجب بكم .
- و أنا متأكدة أن أعدائكم و الذين كانوا غير عادلين اتجاهكم معجبين بكم خفية لأنكم قمتم بالكثير الذي لم يتمكن الآخرون فعله ، لقد كنتم هكذا طيلة مساركم المهني و لم تتركوا نقودا و لا أشياء مادية تغريكم .
- ذكرى سارة و أطلب من الله العلى القدير أن يمدكم بطول العمر، خالي العزيز.
- بقلم/ إمان باباه