الصفحة الأساسية > الأخبار > بيرام يعتذر ويشرح دوافعه لحرق كتب فقهية (بيان)

بيرام يعتذر ويشرح دوافعه لحرق كتب فقهية (بيان)

الثلاثاء 5 حزيران (يونيو) 2012  23:26

لقد أدى حرق بعض كتب الاجتهادات الفرعية لفقه المالكية إلى موجة من النقد والتنديد والقذف والقدح أحيانا في أوساط المجتمع بعفوية كبيرة وفي الأوساط السياسية سلطة ومعارضة بمكر سياسي كبير و تضليل للآراء والحقائق. وقد استوجبت مني هذه المواقف والضجة المثارة حولها والحيرة الشعبية المصاحبة لكل ذلك أن أوضح بعض النقاط التي أراها ضرورية و تعبر بصدق تام عن حقيقة وأسباب و دوافع ما حدث.

أولا: أن هذا التصرف لم يكن القصد منه إطلاقا المساس بشاعر المسلمين وإنما تعبيرا مني عن رفضي للمتمسكين بهذه الفروع لتبرير العبودية ممن تخلفت أفكارهم عن فهم الإسلام الصحيح وتنبيها مني للتحذير من الخلط الواقع بين عبودية وقعت في العصور الجاهلية وجاء الإسلام مخلصا منها وفاتحا أبواب القضاء عليها وانقضت أسبابها وانمحت آثارها. وعبودية أعرف بوصفي أستاذا للتاريخ أنها محض اعتداء جنس على جنس وغلبة في الحرب لبعض القبائل الإفريقية على بعض من حروب عمر الفوتي إلي ساموري توري فالإمارات البيظانية في الشمال مع الإمارات السودانية في الجنوب فوقع استعباد البيظان في الجنوب واستعباد السودان في الشمال فليعلم الجاهل و ليتذكر الغافل .

ثانيا: أن كل القوانين التي عرفتها موريتانيا في إطار مكافحة الرق والقضاء عليه ظلت حبرا على ورق لتعارضها في المخيلة الجماعية لجل الفقهاء والقضاة الموريتانيين مع هذه الاجتهادات الفرعية التي تصل لدى البعض درجة التقديس والعصمة من الخطأ، وهنا أنبه الجميع أنه لابد من إزاحة كل العراقيل أمام تطبيق القانون المجرم للاسترقاق واستصدار فتوى تفتح عقول القيمين على الشأن العام وتصحيح مفاهيمهم حول القضايا الجوهرية المرتبطة بحقوق الإنسان والمساواة بين البشر و احترام كرامة الإنسان .

ثالثا : إن قيامي للدلالة بحرق أبواب تشرع الاسترقاق من كتب أملكها و ليس فيها المصحف الشريف ولا كتاب حديث كما روج لذلك بعض المضللين هو لفت للنظر إلي وجوب رفع الاستدلال بها للتمسك بالعبودية، وقد سبقني على الرفض بالحرق المرابطون عندما احرقوا كتب الغزالي رفضا للتصوف والموحدون بحرقهم كتب المالكية رفضا للفروع وتمسكا بالأصول .

واعتمادا مني علي قول عمر رضي الله عنه، متي استعبدتم الناس وقد ولد تهم أمهاتهم أحرارا، واعتمادا علي فتوى محمدو بابا التينبوكتي في منع استرقاق مجلوب السودان. واعتمادا علي قول مالك رضي الله عنه كل كلام منه مأخوذ ومردود إلا ما كان من صاحب هذا القبر.

وعليه، فإنني أأسف لسوء الفهم الذي قوبلت به هذه الخطوة وأقدم اعتذاري للشعب الموريتاني وللشعوب الاسلامية و أجدد لهم صدقي في أن نيتي لم تتجه أبدا نحو المساس بالمقدسات ولا بمشاعر المسلمين .

واعتذاري لمناضلي حركة إيرا ممن أحرجهم هذا التعبير القاسي الذي لا يقصد منه أي مس أو انتقاص من القرءان الكريم أو السنة المحمدية الشريفة اللذين هما حجتنا في نضالنا وقدوتنا في كل حياتنا .

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.

بيرام بن اعبيد

السجن المدني، بانواكشوط 4 يونيو 2012

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016