تم يوم أمس بمباني مقاطعة كيفه توقيع اتفاق بين عمدة "كورجل" ومدير شركة MTC التي تقوم بإنجاز طريق كيفه - كنكوصه ، وهوالاتفاق الذي يقضي بتوقف الشركة عن استخدام مياه بحيرة " أجار" بحلول ال 15 يوليو2012 ، حيث ستكون الشركة قد أوجدت مصادر للمياه عن طريق إصلاح "صونداج" سبق وأن كان بالمنطقة.

وقد جاء ذلك الاتفاق بعد زيارة قام بها المدير العام ل ATTM التي تتولى صفقة بناء الطريق وقامت بمقاولة MTC على بعض أعمالها.

هذا ونذكر أن وكالة كيفه للأنباء قد نشرت سابقا تقريرا تناول أوجه الضرر التي قد تلحق بتلك البحيرة الهامة جراء نشاط تلك الشركة ، وتعرض التقرير لآراء المسؤولين في الملف وكذلك وجهات نظر السكان المستفيدين من اسنغلال البحيرة. وهو التقرير الذي نريد إعادة نشره :

حقائق :

تقع بحيرة " أجار " على بعد 36 كلم ، تابعة لبلدية " كورجل " بمقاطعة كيفه. وهي عبارة عن بحيرة دائمة لا تنضب مياهها وتمتد على طول 4 كلم.

هذه البحيرة تحتضن الكثير من الأسماك ( أسماك المياه الباردة ) وتعيش بها أعداد كبيرة من الطيور وأصناف الحيوانات الاخرى كالأرانب والسلاحف والتماسيح، بالإضافة إلى كونها مشرب لا يغور لمواشي المنطقة ومكان تتجه إليه " أظوال" من كل أنحاء الولاية ؛ مما يمكن المنمين من العثور على مواشيهم الضالة.

وهي أيضا تشكل مصدر رزق للسكان الذين يقيمون على ضفافها زراعة الخضروات في جميع المواسم بما في ذلك فصل الصيف .ويجنون منها الكثير من القلات فيأكلون ويبيعون.

كذلك يعيش عدد آخرمن الناس على ما يصطادون من أسماك هذه البحيرة حتى أنها أصبحت وجهة للأجانب خاصة من دولة مالي ؛ يشترون منها الأسماك ويصدرونها إلى بلدانهم بعد تجفيفها بالطرق التقليدية .

وهي إذن وحدة بيئية متكاملة يعيش بشرها مع شجرها و حيواناتها في انسجام تام.

الخطر الطارئ :

بينما كانت بحيرة "اجار " آمنة ، مستقرة تحتضن الجميع وتمد بالحياة كافة مخلوقاتها ، جاء الخطرمن حيث لم تكن تحتسب ومسها الظلم من ذوي القربى.

ذلك أنه منذ ازيد من شهرين قامت شركة MTC التي تتولى بناء طريق كيفه – كنكوصه بوضع " ماكيناتّ" لشفط الماء من البحيرة في صهاريج كبيرة للشركة تقوم بنقله لاستخدامه في أعمال بناء الطريق؛ إذ تشحن ميئات الأطنان من مياه البحيرة يوميا في مشهد رهيب وكأن الشركة تريد القضاء على تلك البحيرة الهامة وتجفيفها في أسرع وقت.

لقد تفاجأت المجموعة السكانية المستفيدة من البحيرة من ذلك العمل غير المسؤول، واستشعرت خطره على بحيرتها في وقت مبكر، فرفعوا شكاوي للسلطات العمومية ثم أبلغوا وكالة كيفه للأنباء التي طلبوا منها مرافقتهم للوقوف على أهمية البحيرة وعلى جدية الخطر الذي اصبح يهددها.

وهو ما استجابت له الوكالة ؛ التي انتقلت في ال 27 من شهر مايو الماضي إلى عين المكان وعاينت ماله من أهمية أشرنا إليها سلفا ثم استمعت إلى شكاوي سكان المنطقة حول الموضوع والذين أجمعوا على استنكارهم ورفضهم لما تقوم به الشركة ، وعبروا عن استيائهم من تفرج السلطات على قضيتهم وتعنت الشركة وشددوا على أن بحيرتهم في خطر وهي التي تشكل المصدر الوحيد لرزقهم.

مواقف :

المزارع: المبدوع ولد بركه : نحن نرفض ما تقوم به هذه الشركة وسوف يدمر بحيرتنا ونطالب بالكف عن ذلك بسرعة .

المزارعة : أم الخيري السالمه : لقد أبلغنا السلطات بالأمر، وحتى الآن لم تقم بشيء وهو أمر يحيرنا . وأما بناء الطريق فهو شيء جيد.

المزارعة داده بنت أمبارك : كنا نغرف من البحيرة ونسقي مزارعنا عبر جميع السنوات وفي كافة المواسم وعندما بدأت الشركة في شحن الماء منها تراجعت المياه وابتعدت فلجانا إلى حفر هذه " الحسيان ".

الصياد أحمد طالب ولد السالك : نحن مرتاحون لبناء هذا الطريق ونشكر الحكومة على ذلك ولكن إذا جاء ذلك على حساب بحيرتنا فسوف يكون ذلك أمر صادم .

الصياد ولد أحمادو: إننا نأكل أسماك هذه البحيرة ونبيعها وقد لا حظنا تناقص الأسماك الكبيرة في شباكنا لست أدري إن كان ذلك ناتج عن أصوات صهاريج الشركة وماكيناتها وتسرب الزيوت منها الي البحيرة أم أنها ماتت بسبب تراجع الماء.

بعد معاينة المكان ومقابلة هؤلاء الناس التقت وكالة كيفه للأنباء بالمندوب الجهوي للبيئة حينئذ لغظف ولد امبارك واستمعت إلى وجهة نظره في الموضوع وسألته عن ما قام به قطاعه

اتجاه هذه القضية وقد قال :

تحتوي هذه البحيرة على بعض النباتات المختلفة أشكالاً وأحجاماً، التي تنمو تحت سطح الماء وبعض هذه النبات يظل ملتصقًا بالقاع، وبعضها يطفو قريبًا من سطح الماء. ومن هذه النباتات تتغذى الحيوانات الصغيرة والحشرات كالحلزون والأسماك وغيرها، كما تجد الدواجن السابحة مثل الإوز والبط وغيرها متعة كبيرة في السباحة في مياه البحيرة. وأما الحيوانات البرية فلها أيضًا نصيبها من خيرات البحيرة حيث الماء للشرب والغذاء من الأسماك والطير والنبات.

إن ما تقوم به الشركة سيؤدي إلى انخفاض مستوى البحيرة وقد ظهر ذلك بالفعل وهو ما يؤثر بشكل حقيقي على الموجود من الأحياء بالبحيرة وبمحيطها كما ستتضرر منه زراعة الخضراوات التي يمارسها السكان على الضفتين ، وما يدعو للتساؤل في هذا المضمار هو هل يمكن لهذه الشركة أن تكون قد بدأت في بناء الطريق دون أن تكون قد أنجزت دراسة متعلقة بالتأثيرات البيئية ؟

لقد قمنا - يقول المندوب - بإشعار الوالي ووزارة البيئة بالقضية عندما تأكدنا بأن نقل مياه البحيرة بهذا الحجم له انعكاس سلبي على البيئة وعلى معاش الناش .

كما استمعت الوكالة أيضا إلى رأي السيد محمد الامين ولد سيدي عمدة بلدية "كورجل " وقد قال : لقد اتصلت بالشركة مند حوالي شهرين عندما علمت باستخدامها لمياه "بحيرة أجار" وقد استفسرت القائمين عليها عن سبب ذلك ونصحتهم بإصلاح " صونداج " قريب من الطريق كان قد تعطل بسبب عطب في إحدى القطع وأخبرتهم أن لدي دراسة فنية أعدها المركز الوطني للمصادر المائية يظهر وجود مياه كافية في منطقة لا تبعد أكثر من 2 كلم عن الطريق ، وكان ردهم أنهم لم يجدوا مصدرا مائيا كافيا وأنهم مضطرون لاستخدام مياه البحيرة وإلا سوف يتوقفون عن العمل في الطريق بشكل نهائي.

، فقلت لهم نحن نعتبر أننا اول مستفيد من هذا الطريق وكذالك سكان "أجار" ولا نريد أن يتوقف المشروع ولكن حرصنا على الطريق يماثله تماما حرصنا على البحيرة , والتزموا عندئذ بالقيام بإصلاح " الصونداج" المذكور وقد أمهلتهم شهرا للقيام بذلك. وعند انتهاء ذلك الشهر ولم يجد جديد في الموضوع أخبرت السلطات الإدارية وما زلت أنتظر ردة فعلها و أراقب البحيرة وحين أتأكد من تضررها بشكل واضح وبقيت السلطات الإدارية متغاضية فإنني سأتحمل مسؤولياتي بالوقوف مع السكان للدفاع عن البحيرة !

أما المسؤول الإداري والمالي لمشروع MTC بكيفه السيد داداه ولد سيدي فقد تحدث في الموضوع قائلا : نحن شركة مسؤولة ونضع في الاعتبار الجوانب البيئية والاجتماعية في عملنا بهذا الطريق ونسدي للسكان الكثير من الخدمات كنقلهم وحمل امتعتهم وعلى طول الطريق لم نجد ما يمكن الاعتماد عليه كمصدر للماء , ونستخدم مياه البحيرة مؤقتا في انتظار إصلاح " الصونداج " الذي ذكره العمدة ومع ذلك لا نعتقد أن ما نقوم به يؤثر على البحيرة فنحن وطنيون ولا نسعى لغير الإصلاح ومساعدة الناس وأهالي بحيرة "أجار" يعرفون ذلك ويرحبون بنا ولم نسمع منهم أي تذمر أو رفض لما نقوم به .

وحرصا منا علي الاطلاع علي كل وجهات النظر في الموضوع التقينا بالسيد محمد ولد بلعمش والي ولاية لعصابه الذي قال إنه على إطلاع بتلك القضية و أمر المصلحة المكلفة بالبيئة بإعداد تقرير حول كافة حيثياتها وعلى أساس ذلك التقرير الذي لم يصله حتى الآن سوف يكون له موقف وسيتخذ ما يناسب ذلك من إجراءات.

أخيرا :

لقد استبشر أهالي المنطقة بقدوم هذه الشركة واعتقدوا أنها بالإضافة إلى بناء الطريق سوف تقوم بحفر الآبار وإقامة منشآت وبنى تساعد في ازدهار التنمية القاعدية بدلا من تدمير مصدر واحد للقوت لدى هؤلاء .

لا أحد هنا يشك فيما سيسببه فعل الشركة بهذه البحيرة الهامة من دمار وإذا قدر الله أن تكون أمطار هذه السنة كسابقتها ، فإن البحيرة ستجف وسيموت ما بها وما حولها من أحياء وستهاجر ميئات الأسر إلى المدن ولن يكون بمقدور أحد بعد ذالك استرداد تلك الوحدة البيئية الرائعة في بحيرة أجار،

ولا ندري لماذا تتباطؤ السلطات العمومية في تحمل مسؤولياتها ووضع حد لهذا التخريب الذي يمارس على مرآها ومسمعها في حق البيئة.

أم أن هذه السلطات حسب العارفين تشعر بشدة نفوذ ملاك هذه الشركة وسطوتهم ، وكل يخشى أن يفقد وظيفته بسبب الكلام في أمرها ، وهي الشركة التي يرجح المراقبون هنا أنها هي السبب في إعفاء المندوب الجهوي السابق للبيئة من منصبه بشكل مفاجئ لجديته في متابعتها في موضوع البحيرة .

إذن في موريتانيا " الجديدة" تعيش MTC ولتراكم ما شاءت من أرباح وليمت فقراء بلدة "أجار" جوعا في سبيل ذالك ولتسقط السماء علي الآرض !!