Le rénovateur: المصائب التى تؤخر موريتانيا عن اللحاق بالركب

ارتكب قادتنا فى مختلف الحقب وسياسيونا من مختلف الأجيال أخطاء فادحة فى مراحل حاسمة من تاريخ البلد لا زال الشعب يدفع ثمنها حتى اليوم. كل رئيس فى السلطة أ وخارجها ارتكب حماقات عجلت بسقوطه. فى البدء كان خطأ حرب الصحراء التى أدخل فى مستنقع من المصائب .

فى الحياة الإنسانية والخراب الاقتصادي فى المناطق التى كان يستخرج منها موردنا الطبيعية فى حين كانت البلد تسير فى مسار جيد بعد تأميم شركة ميفرما. تحمل نظام الأستاذ المختار ولد داداه(رحمه الله) تحت ضغط المغرب فاتورة باهظة دون مقابل اللهم إلا التخلى له عن جزء من أرض كانت ملحقة قبل أن نغادرها ونترك جنودنا الشجعان مدفونين فى تلك الرمال المتحركة. على الصعيد الدبلوماسي وقفت موريتانيا فى وجه الدولتين الأكبر على الصعيد العربي الإفريقي. وكذلك حدثت أزمات بسبب الخيارات السياسية للنظام وخصوصا فى المجال التعليمي حيث كانت هناك مشاكل إثنية بعد أخذ قرارات معينة. ومع ذلك استطاع نظام المرحوم المختار أن يحمي الوحدة الوطنية فى وجه التحديات. إلا أن نظام الجمهورية الأولى كان ضحية لجيشه الذى استوحى تجارب ثورات القصور التى اجتاحت القارة الإفريقية. بعد ولد داداه عرفت البلاد طوفانا من عدم الاستقرار المؤسسي الذى هز البلد. وأصبحت البلد تمر من أزمة إلى أزمة. وتعاقب العسكريون على الحكم، وتشابهت طرقهم في الوصول إليه. وكان الاستثناء الوحيد هو تخلى ولد لولي عن السلطة لصالح ولد هيداله، ثم جاء بعد ولد هيدالة الحكم الطويل لولد الطايع الذى كرس القبضة العسكرية القوية على مؤسسات الدولة، وتحكم العسكريون فى المصير السياسي للبلد. واختارت النخبة أن تسير فى ركابهم ، وقامت بتلك المهمة بحماس شديد. تلك هذه الطبقة الانتهازية الجاهزة لمساندة كل سلطة عسكرية تصل إلى السلطة. لكن رياح الديمقراطية التى عصفت بإفريقيا أثمرت حلما ديمقراطية على استحياء للأجيال التى خنقها التفكير الأحادي. ومع فتح باب التعددية الحزبية أفلح العسكر فى إسالة لعاب السياسيين وجرهم وراءه فى لعبة سياسية فصلت على مقاس العسكريين. والبلد سيظل فى حالة مرض ما دام العسكريون يمسكون بالسلطة الديمقراطية على هذا النحو.

Rénovateur N° 1325

ترجمة الصحراء