الصفحة الأساسية > الأخبار > أخيرا.. انقسمت المعارضة

أخيرا.. انقسمت المعارضة

الثلاثاء 1 كانون الأول (ديسمبر) 2015  04:00

  • منذ سنوات ، يخوض النظام الحاكم في موريتانيا حرب أعصاب ضارية مع اكبر تجمع للمعارضة الموريتانية، متمثل في المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة. ويبدو أن هذه الحرب قد كسبها ، في النهاية، النظام .
  • فبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الوطنية المستقلة ، فإن المنتدى قد انقسم على نفسه فيما يتعلق بالموقف من الأجوبة المكتوبة التي قدمها ممثلو النظام تلبية لشرط كان المنتدى قد وضعه سابقا على النظام، فيما يعرف ب "ممهدات الحوار"؛ وظل النظام يناور حول الردود كتابيا على تلك القضايا الواردة في تلك الوثيقة. ومن المعلوم للرأي العام الموريتاني أن المنتدى يضم مكونات مختلفة منها القطب السياسي الذي يعني الأحزاب، ومنها قطب النقابات والمنظمات الحقوقية، ومنها قطب الشخصيات السياسية المستقلة. وكانت وثيقة "الممهدات " المثيرة للجدل تهدف، طبقا لقيادات المنتدى، إلى اختبار نية النظام وسبر " ورائياته" في دعوته الحارة و المفاجئة للمنتدى إلى الحوار ،فضلا عن حرصه وتعطشه إليه. وفيما كان الرأي الغالب في المنتدى يميل إلى القول إن النظام يواجه أزمة متشعبة وعميقة على كل الأصعدة ، وأنه يسعى إلى انقاذ نفسه من خلال الدعوة للحوار الذي ظل يرفضه مطلقا إلى وقت قريب، إلا أن رد النظام بقبول العودة لنقاش ممهدات الحوار كما اشترطها المنتدى قد فجر ، هذه المرة، الخلافات بين أقطاب المنتدى حيال هذا الرد الإيجابي.
  • فبينما اعتبر حزب تكتل القوى الديموقراطية – بزعامة أحمد ول داداه الذي يعد الوجه الأبرز في المعارضة الموريتانية – مع تشكيلات أخرى أن ما تقدم به ممثلو النظام من ردود هو مجرد مناورة للالتفاف على تلك القضايا الواردة في وثيقة " الممهدات" بهدف شق صف المنتدى الذي يسعى له النظام منذ وقت طويل، اعتبرت أحزاب أخرى وازنة في المنتدى - مثل اتحاد قوى التقدم، وحزب التجمع من أجل الإصلاح والتنمية وحزب حاتم الذي يتزعمه رئيس فرسان التغيير- أن تلك الردود كافية لاستئناف الجلسات مع النظام والدخول معه في صلب مواضيع الحوار السياسي والاجتماعي ، الذي طالما تطلع إليه الموريتانيون لعله يأتي بتوافق سياسي ينهي حالة الاحتقان الشديد والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يعاني منها المواطن الموريتاني العادي. وهكذا، انقسم المنتدى ما بين متفائل بحسن النية عند النظام هذه المرة، و بين من يعتبرونها مناورة ناجحة لتفتيت ما تبقى من المعارضة، مثلما نجح النظام في ذلك في مناورته بالحوار سنة 2011 . ومن الطريف أن المعارضة الموريتانية تعيد للأذهان قصة الأطفال التي يكونونها عن طائر (تاوكت) الذي ، يقول الأطفال إنه يقول لهم " أنا أعرف أنكم تسعون لتخويفي ، ولذلك لست خائفا فجربوا حظكم، إذن". وعندما يقوم الأطفال بتخويفه عبر حركات معينة، فإن
  • ( تاوكت) تقول " ويلك يمي" أي آه.. ما أشد فزعي.. ثم يقع ما كانت تحذر منه وتستعد له.
  • مهما تكن نهاية نبوءة هؤلاء وهؤلاء فيما يتعلق بنتائج معاودة الجلوس مع النظام طلبا للحوار "المرغوب" و "المرهوب"، فإن النظام قد نجح، بحق، في تقسيم المنتدى إلى "جزر"، كل بما لديهم فرحون، على غرار "جزيرة" المعاهدة التي فصلها سنة 2011 عن جسم المعارضة بمشرط الحوار..

أقلام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016