الصفحة الأساسية > آراء حرة > فوضي أَخَالِيطِ و" أَضْغَاثِ الأَفْكَار"ِ

فوضي أَخَالِيطِ و" أَضْغَاثِ الأَفْكَار"ِ

الأحد 13 كانون الأول (ديسمبر) 2015  00:54

المختار ولد داهي،سفير سابق
  • يُعبر القائمون علي مراكز الدراسات و "خزانات التفكير" و منابر الرأي و وسائل الإعلام السمعي البصري و الألكتروني و الورقي عن معاناتهم المريرة و القاسية في سبيل تأمين استدامة إنعاش المشهد الفكري و السياسي و الإعلامي.
  • و ذلك بفعل تحالف و "تمالئ" عوامل عديدة مادية و معنوية أبرزها نقص جودة "العرض النخبوي" أو "عرض المُنْتَجِ الفكري و السياسي"، ذلك أن ما هو متوفر من العرض النخبوي المستعد و القادر علي الإنعاش الفكري الإيجابي كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة!!.
  • وتتحدث دوائر مراكز الدراسات و خزانات التفكير عن تأجيل و إلغاء العديد من الندوات و المحاضرات المبرمجة في خطط عملها السنوية بفعل العجز عن تعبئة و وجود الكفاءات الفكرية الوطنية المتخصصة الجامعة بين خَصْلَتَيْ الأهلية و الاستعداد !!.
  • كما يُروي أن العديد من الوسائل الإعلامية الوطنية المرئية و المسموعة و المقروءة تلجأ دائما إلي إلغاء أو تجميد أو تأجيل بعض برامجها و نوافذها الأكثر تنويرا و إثارة و شهرة و متابعة بفعل شح "خطوط الإمداد الفكرية و النخبوية"!!.
  • و فعلا فإن خط الإمداد و التموين و الإنعاش الرئيسي لمنصات الفكر و الرأي و الإعلام عموما و في بلادنا خصوصا هو رجال العلم و قادة الرأي و "قُرًاءُ" المستقبل القادرون علي التفكير العَلِيمِ و التعبير القَوِيمِ و التًحْبِيرِ السًلِيمِ.
  • و الملاحظ أن هذه الفئة من النخبة في بلادنا ،باستثناء قلة قليلة قابضة علي الجمر، منقسمةٌ بين مُسْتَنْكِفٍ تَأَنُفًا و تَأَفُفًا و مُتَوَلٍ طَمَعًا و جَشَعًا و مُتَثَاقِلٍ عَطَلاً و كَسَلًا و أن المشهد الفكري و الإعلامي و السياسي في غالبه يعيش "فَوْضَي عَقِيماً غير خلاقة" اختلط فيها نَابِلُ قليل الافكار المفيدة الواضحة بِحَابِلِ كثير أخاليط و "أضغاث الأفكار"!!.
  • فكم من قارئ رأي مقالا مُقَدًمًا بعنوان جذاب، مَنْفُوخٍ و أَخًاٍذ حتي إذا قرأه وجده ضربا من "أخاليط الأفكار"و الأفكار المُهَلْهَلَةٌ و المتضاربة و "اللغة المريضة" و كما يقول الفرنسيون "قفز من الديك إلي الحمار"Passage du coq à l’âne و غُمً عليه التفريق بين المقدمة و الخاتمة و بين الفكرة الرئيسة و الأفكار المساندة و أعياه الخروج "ببنت فكرة واحدة"!!.
  • و قد قص أحد النابهين أنه فَاتَتْهُ مشاهدة برنامج حواري تلفزيوني أعجبه موضوعه صياغةً و مُنَاسَبِيًةً فطلب من أحد عِلْيَةِ القوم علما و فهما ممن شاهدوا البرنامج الحواري المذكور من أوله إلي آخره أن يُلَخِصَ له الافكار الرئيسة التي وردت علي ألسنة ضيوف البرنامج فأجابه بأن البرنامج كان مجرد "أضغاث افكار" و أنه عن تأويل أضغاث الأفكار من المتعففين.!
  • و سبيلا إلي مواجهة و محاصرة انتشار فوضي أضغاث الافكار التي تغزو خزانات التفكير و وسائل الإعلام السمعي و البصري و المقروء و لم تسلم منها المنابر الخطابية الإسلامية و لا المدرجات الجامعية و لا أعمال اللجان الوزارية العليا !! ففي اعتقادي أنه يجب علي أهل الاختصاص اتخاذ إجراءات تصحيحية و إصلاحية قد يكون من أوكدها:-
  • أولا: اسنتهاضُ همم "النخب الأصلية": و يقصد بذلك تصور جملة من الإجراءات تستنهض همم النخب الأصلية الحقيقية التي هي الآن في حالة أشبه ما تكون "بالبَيَاتِ الفِكْرِيِ" و ذلك من أجل تحمل مسؤوليتها الأخلاقية اتجاه المجموعة الوطنية عبر المساهمة النشطة في النقاش العام حول أمهات مستعجلات القضايا الوطنية و عدم ترك الهم الفكري و السياسي العام "للنُخَبِ المَغْشُوَشَةِ" التي لا تنتج إلا أخاليط و أضغاث الأفكار.!
  • ثانيا:زيادةُ مخصصات التمويل العمومي للإعلام الحر و مراكز البحث: و يقترح في هذا الصدد اقتطاع نسبة %0.5 من المحاصيل الجمركية السنوية توجه لزيادة التحويلات المالية المخصصة لدعم وسائل الإعلام الحر و مراكز الدراسات و الاستشراف و خزانات التفكير و مراكز البحث الجامعي سعيا إلي تنشيط المجال الفكري و المصالحة بين النخبة و المجتمع؛
  • ثالثا:تشجيعُ الإبداع و التميز العلمي: و يتعين في هذا الصدد إعداد سياسة وطنية متكاملة لتشجيع و تحريض التميز و الإبداع و الإختراع و أعلم أن بعض القطاعات الوزارية كوزارة التنمية و الاقتصاد و وزارة المعادن و النفط و وزارة الثقافة تحوز مشاريع أفكار حول موضوع تشجيع الإبداع و الاختراع لكن المطلوب و المرغوب هو إعداد سياسة وطنية متناغمة مشفوعة بخطط عمل و برامج تمويلية حول موضوع الإبداع و الاختراع تعيد لشنقيط ألقها و تميزها بلبوس حداثي متجدد!!

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016