الصفحة الأساسية > الأخبار > حَصِنُوا بُلْدَانَكُمْ بِتَرْسِيخِ الدِيمُقْرَاطِيًةِ!!

حَصِنُوا بُلْدَانَكُمْ بِتَرْسِيخِ الدِيمُقْرَاطِيًةِ!!

الجمعة 29 كانون الثاني (يناير) 2016  05:29

عاد السباق والصراع بين الديمقراطية و الأمن علي كسب مركز الأولوية و مكانة قَصَبِ السًبْقِ إلي المشهد السياسي و الإعلامي و القانوني بقوة بعد أحداث نوفمبر 2015 بباريس فانقسم المهتمون طرائق قِدَدًا منهم المطالبون باتخاذ مجمل التدابير والاحتياطات من أجل ضمان الأمن و لو علي حساب الديمقراطية.

و منهم المُنَادُونَ علي الحكام و ولاة الأمر المُسْتَنْصِحِينَ الحادبين علي أوطانهم من التهديدات الأمنية أن "حَصِنُوا بلدانكم بالديمقراطية"!! و منهم الداعون إلي أولوية الأمن مع التأكيد علي واجب الابتعاد عن الشطط المفرط في استخدام فَزًاعَةِ التهديدات الأمنية المستجدة ذَرِيعَةً للتراجع عن المثل و الخيارات الديمقراطية.

و المتابع للمسار السياسي للدولة الموريتانية الحديثة ملاحظٌ إمكانية تقسيم الخمسينية الماضية من عمر الدولة الموريتانية ( 1965- 2015) إلي ربع قرن لا ديمقراطي(1965-1990) و ربع قرن يمكن وصفه بالديمقراطي (1990-2015) مهما جادل في ذلك بشيئ من الحق أحيانا و بغُلُوٍ وشَطَطٍ أحيانا أخري بعض المُجادلين!!.

و قد شكلت دَسْتَرَةُ حزب الشعب الموريتاني حِزْبًا وحيدا أوحد يسمي "حزب الدولة" سنة 1965 رِدًةً عن التعددية السياسية و انطلاقة لربع القرن اللاديمقراطي الذي ُتوِجَ باثني عشر عاما (1978-1990) من القبضة العسكرية الفولاذية التي قتلت أو كادت أن تقتل الأخلاق و التقاليد و المُرُوءَاتِ السياسية و الإدارية بالبلد!!.

و إذا استثنينا محاولات الانقلابات العسكرية الناجحة و الفاشلة لضرورة منهجية فمن الملاحظ أنه خلال ربع القرن اللاديمقراطي شهدت موريتانيا العديد من الهزات الأمنية التي كلفت خسائر عديدة في الأرواح الزكية و الممتلكات السًنِيًةِ و التي كادت أن تعصف باستقرار البلد و سلمه الأهلي و كيانه المجتمعي!!. ومن تلك الهزات الأمنية العنيفة مثلا لا إحصاء عَدَدًا: الفتنة العرقية 1966 و الغليان العمالي و الشعبي سنة 1973 و حرب الصحراء عام 1975و الصدام العرقي 1979 و شبه الثورة الطلابية و النقابية سنة1984 والمحاولة الانقلابية العنصرية 1987 و ما شابه الحرب الأهلية1989...!!

و في المقابل فإن ربع القرن الديمقراطي الذي بدأ بأوبة التعددية السياسية من خلال دستور سنة 1991 إلي غاية يوم الناس هذا لم يشهد و الحمد لله هزات أمنية كبيرة من النوع الذي يخلف خسائر عديدة في الأرواح البشرية رغم خطر عدوي الاضطرابات الأمنية الهائلة التي يشهدها العمق العربي و الإفريقي و الإسلامي المُلْتَهِبِ.!!

وما يهمنا من خلال هذا الكَلِمِ هو تبيان الفرق بين الحالة الأمنية بموريتانيا خلال ربع القرن اللاديمقراطي و ربع القرن الديمقراطي سبيلا إلي إيضاح و استنتاج أن أمثل الطرق و أيسرها لتحقيق و تحصين الأمن هو إرساء نموذج ديمقراطي تعددي نظيف مُنَقَي من العيوب و الشًوَائِبِ...

و الواضح من استقراء الحالة الأمنية خلال رُبْعَيْ القرن الديمقراطي و اللاديمقراطي هو أن النموذج الديمقراطي الذي انتهجته بلادنا خلال ربع القرن الأخير رغم ما شابه من اللاإجماعية و التجاذب السياسي شديد السخونة أحيانا و الطعن في نظافة الانتخابات و مقاطعتها أحيانا أخري.

وكذا غياب أو تغييب فضيلة الحوار السياسي و رُجْحَانِ الشكل الديمقراطي علي المضمون المؤسسي و شيئ من شبهة المسحة الفولكلورية أو التجميلية فقد استطاع هذا النموذج الديمقراطي أن يُجنب بلادنا العديد من الهزات الأمنية المُزَلْزِلَةِ ذات الخلفية السياسية أو الاجتماعية.

و تأسيسا علي نجاح نموذجنا الديمقراطي في توفير مناخ الأمن و الاستقرار فإن "الطبقة العالمة" أجمعها علماء و مفكرين و نقابات و مجتمعا مدنيا،... مطالبة بتضافر و تحالف الجهود من أجل تشكيل مِنَصًةِ ضغط و رأي قوية التأثير تسعي بما أوتيت من القوة و القدرة علي حشد الرأي العام إلي دفع "الخلطاء السياسيين" من الموالاة و المعارضة إلي إرساء حوار سياسي عاجل مُوَطًإِ المواضيع و الآليات. حوارٍ يفضي إلي إيجاد أنجع و أكثر الصيغ إجماعية من أجل تحسين و إصلاح و تطوير نموذجنا الديمقراطي باعتبار أنه أثبت قدرته حتي الآن علي الاضطلاع بدور صِمَامَ الأمان و العَاصِمِ بإذن الله من جَائِحَةِ "اتسونامي" الاضطرابات الأمنية و السياسية و الطائفية التي تهدد العديد من الدول العربية و الإفريقية و الإسلامية.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016