الصفحة الأساسية > آراء حرة > لا تحولوا زيارة الرئيس إلى النعمة من نعمة إلى نقمة

لا تحولوا زيارة الرئيس إلى النعمة من نعمة إلى نقمة

الخميس 21 نيسان (أبريل) 2016  06:39

عال ولد يعقوب

من أفضال الديموغرافيا، و نعم المحاصة الجهوية على ولاية الحوض الشرقي أنها تستأثر بنصيب وافر من المقاعد الوزارية - من بينها منصب الوزير الأول- في معظم التعديلات والتشكيلات خلال الحكومات المتعاقبة التي عرفتها موريتانيا، لدرجة أصبح هذا التقليد معطى سياسيا ثابتا في البلد.

و رغم الأهمية العددية و الرعوية لولاية الحوض الشرقي، فإن البعض يرى أنها لم تحظ سابقا بالقدر الكافي من تثمين قدراتها و الاهتمام بمشاكل ساكنتها كما يحدث الآن، فمشروع "أظهر" و مصنع الألبان و جهود التوطين، و فك العزلة، و فرص الاستثمار كلها دلائل صادقة على الاهتمام الذي يوليه الرئيس لهذه الولاية.

و في هذا الإطار تتنزل زيارته المنتظرة والرابعة خلال السنين الست الأخيرة، و هو معدل مرتفع مقارنة مع ولايات الوطن الأخرى خلال نفس الفترة، ربما يؤكد تزايد اهتمام الرئيس بتنمية الولاية، و حرصه على لقاء سكانها، حيث لا تخلو زيارة من مزايا، لعل أهمها الوقوف على مدى تقدم الأشغال في المشاريع قيد الانجاز، و تذليل العقبات لتسريع وتيرة التنفيذ، و محاسبة المسؤولين عن التأخير، و زيارة اترارزة الأخيرة خير مثال، إضافة إلى أنها فرصة بالنسبة للرئيس لتفنيد مزاعم المعارضة، و كشف الحقائق، و تقديم بعض الإجابات على بعض الأسئلة الملحة على الساحة الوطنية (المأمورية، و الحوار، و الذهب ...)

وإذا كان من أفضال الزيارة تقاطر الأطر، و عودة بعض رجالات الأعمال، و الوجهاء و المنتخبين إلى مدينة النعمة عاصمة الولاية، و ما سيرافق ذلك غالبا من انتعاش الاقتصاد المحلي ولو بشكل مؤقت، إلا أنها فرصة أيضا لتسليط الضوء على نواحي التقصير، و مستوى ضعف الخدمات داخل المدينة، من خلال وسائل الإعلام الخصوصي، و المستقل التي ترافق الرئيس عادة، في مثل هذه الزيارات.

و لكن زيارة الرئيس، و فرصة لقائه قد تحل نقمة على المدينة، بفعل التجاذب السياسي الحاصل، و الصراعات الدفينة بين الأقطاب ، و الأحلاف في الولاية، و هو ما ظهرت بوادره في خطوات التحضير لهذه الزيارة، إذ يحرص كل طرف على تحجيم خصمه وتقليص دائرة نفوذه، و إفشال جهوده التحضيرية، و بذلك يجد المنغصون، و بعض العناصر المدسوسة الفرصة ليدقوا الأسافين بين هذه الحساسيات، لكشف مساوئها لتحل عليها لعنة الرئيس فيبدأ في إقالة أطرها، و ربما تصنيفها.

لكن المهم في هذه الزيارة، و في لقاء الرئيس هو مستوى حرصه على الاجتماع بالضعفاء، و المظلومين و المهمشين، ممن لا قرابة لهم ببطانة الرئيس و لا بجنرالات العسكر، ولا حول ولا قوة لهم في الوصول إلى الصفوف الأمامية من المستقبلين، أحرى مزاحمتهم في حلبة الصراع حول لقاء الرئيس ، و الاستماع إليهم، هؤلاء هم شعب ولد عبد العزيز، لا أولائك القادمون من نواكشوط في سياراتهم المكيفة، و ثيابهم الأنيقة، الباحثون عن الرخص، و التعيينات ، و صفقات التراضي و المسكونين بحب الظهور .

1 مشاركة

  • لا تحولوا زيارة الرئيس إلى النعمة من نعمة إلى نقمة 21 نيسان (أبريل) 2016 14:05, بقلم مواطن غيورعلي وطنه

    ياأسفارجعنا اللعبة والعقلية المعاوية القديمة ولوكنا ماقطعنا شعرة معاوية ابدا عنها في الممارسات سواء كانت عندٱستحقاق أوقبله هي نفس الاجندة مع الأسف اللتي تداربها الدمقراطية إن جاز إطلاق هذ الاسم عليها وأنا آسف لهذ الشعب العظيم وأربوا به أن يستمرفي إهدارطاقاته ومواهبه الخلاقة من علم وأصالة وأخلاق أن يظل يركض تحته النعل الغليظ الي متي هذ

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016