الصفحة الأساسية > آراء حرة > وتبخرت أحلام الخلاخل والأقراط..

وتبخرت أحلام الخلاخل والأقراط..

الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012  04:50

محمد فال ولد سيدي ميله

بين غبار النحاس وعجاج الذهب، كان المشظوفي يحلم بكل شيء إلا أن يكون عنوانا عريضا حزينا في جرائد بلاده.. كان يفكر في خلاخل من نحاس وأقراط من ذهب هدية لعقيلته بعد أشهر من الكد والعرق والاستنزاف.. لم يكن يعلم بأن شركات النحاس والذهب ستهديه – بدل الخلاخل والأقراط- موتا دافئا، بهراوة جافة، يحملها كركدن في زي حرسي..

مات المشظوفي، وتبخرت كل أحلامه الجميلة، وطوى الصمت الأبدي صفحة الخلاخل والأقراط.. وعلى نعش مهترئ كتجاعيد وجه والدته الصبورة، حمله المشيعون إلى مثواه قبل الأخير: حيث مركز الاستطباب "السياسي".. هناك كان المشظوفي جثة هامدة، ترتسم على تقاسيم وجهها أحلام أخرى وآمال أخرى.. إنها أحلام العدالة وآمال الإنصاف.. لم يكن المشظوفي يتصور أن الطبيب والقاضي جـُـبلا في الأزل من ذات الطينة التي جبلت منها هراوة الحرسي ونفايات النحاس والذهب..

الآن وقد وارى الأحبة جثمانه في أحراش إينشيري، أضحى بإمكان المشظوفي أن يفهم، في إغفاءته الأبدية المريحة، أن القاضي والطبيب والحرسي والهراوة والذهب والنحاس، عصابة لا يهمها أن تفهم كم هي ثمينة لديه أحلام الحياة المفعمة بهدايا الخلاخل والأقراط.

زاوية "قزحيات"/ جريدة "صوت العمال"

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016