الصفحة الأساسية > الأخبار > بعد أسبوع من القمة.. ماذا قال كتاب موريتانيا

بعد أسبوع من القمة.. ماذا قال كتاب موريتانيا

الخميس 4 آب (أغسطس) 2016  08:34

الأسبوع الثاني بعد القمة العربية التي احتضنتها العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الاثنين 25 يوليو الماضي، وقد بدأ المثقفون والكتاب الموريتانيون يتحدثون عن أول قمة تقام فوق أراضي موريتانيا، وبدأ نوع من استشراف مستقبل العمل العربي خلال العام الذي ستقود فيه موريتانيا هيئات جامعة الدول العربية.

عشرات المقالات والتحليلات كتبت عن القمة العربية، من طرف موريتانيين وعرب، ولكن محاولة التقييم لمجريات القمة ظلت محل خلاف واسع بين هذه الأقلام، وذلك ما يعيده المحامي والكاتب الموريتاني محمدّ ولد اشدو إلى أن "جل المحللين لا ينطلقون من واقع الحدث نفسه بقدر ما ينطلقون من مواقع وقناعات سياسية تفضي إلى أحكام مسبقة قد لا تكون لها علاقة بالواقع أصلاً".

أما الكاتب الصحفي والسفير السابق أحمد ولد المصطفى، فقد فضل في مقالٍ عن القمة أن يشير إلى أهمية التريث في إطلاق الأحكام حتى ينقشع غبار المعركة، فقال: "يرى نابليون بونا بارت بأنه للنصر آباء متعددون لكنه لا يكون حاسما إلا بعد انقشاع غبار آخر المعارك"؛ ويضيف ولد المصطفى: "لقد انتصر الموريتانيون قيادة ودولة وشعبا، موالاة ومعارضة في معركة استضافة القمة العربية".

كتاب آخرون عادوا في استنطاقهم لدلالات تنظيم القمة العربية في موريتانيا إلى عمق التاريخ الإسلامي والعربي لموريتانيا، من هؤلاء محمد سالم ولد محمد اليعقوبي، وهو كاتب وباحث مختص في قضايا الصحراء الكبرى، قال في مقالة مشبعة بالبحث العلمي والتأصيل التاريخي: "أسدل الستار على القمة السابعة بعد العشرين للجامعة العربية التي استضافتها بعز وإباء، بلاد شنقيط مهد الحضارة العربية الإسلامية والثغر العربي المفتوح على إفريقيا".

القمة والتاريخ

الباحث محمد سالم ولد محمد اليعقوبي استنطق التاريخ الموريتاني في مقالة نشرتها صحيفة "رأي اليوم" اللندنية، وقال إنه "لا غرو إن استضافت نواكشوط القمة غير بعيد من جزيرة (تيدره) التي انطلقت منها منتصف القرن الخامس الهجري، دولة المرابطين العملاقة موحدة المغرب العربي وناشرة الإسلام في غرب إفريقيا"، وتطرق لأمثلة من تأثير موريتانيا العلمي والثقافي في المنطقة العربية على مر التاريخ.

كما استعراض "مواقف مشرفة" لموريتانيا في العصر الحديث وقبل أن تنضم للجامعة العربية، وقال: "من تلك المواقف المشهودة، المواقف التاريخية للزعيم الوطني أحمدو ولد حرمه ولد ببانه رحمه الله تعالى (...) وفي مقدمة ذلك الموقف الجريء الذي اتخذه الزعيم حرمة ولد ببانه في البرلمان الفرنسي إذ عارض سنة 1948 تقسيم فلسطين وطالب فرنسا بوقف مساعداتها للكيان الصهيوني"، قبل أن يشير إلى استقالة ولد حرمه احتجاجا على الاعتراف بإسرائيل.

ويضيف الكاتب: "أما أبو الأمة ومؤسس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الأستاذ المختار ولد داداه رحمه الله تعالى، فقد ضرب عبر مواقف عديدة وتاريخية، الرقم القياسي في مجال النضال من أجل القضية العربية الأولى حيث رفض مصافحة غولدا مائير في ابيدجان بساحل العاج (...) ثم قام بعد حرب 1967، بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ثم قاد حملة قطع العلاقات الإفريقية مع إسرائيل التي لاقت صدى كبيراً".

وخلص ولد محمد إلى القول إن "القرار التاريخي القاضي بتطهير أرض المنارة والرباط من الرجس الصهيوني البغيض كان هو القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس محمد ولد عبد العزيز عام 2008 عندما أمر الجرافات بجرف سفارة العدو الصهيوني في رابعة النهار"؛ وأضاف: "لا غرو إذن إذا هب من هؤلاء اسلافهم، لاستضافة القمة العربية في هذا الظرف الحالك من تاريخ الأمة؛ ولا تعدو هذه المواقف كونها مواقف تعكس تشبث الشعب الموريتاني بعروبته وأصالته بعيدا عن أية مؤثرات".

قمة التحدي

لم تكن استضافة القمة العربية وفي ظرف وجيز بعد اعتذار المغرب أمراً سهلاً بالنسبة لموريتانيا، ذلك ما يؤكده الكاتب محمدّ ولد اشدو حين استعرض في مقال عن "قمة الإنصاف" ما قال إنها التحديات التي جعلت القرار الموريتاني "قراراً شجاعاً" في رأيه، مشيراً إلى ثلاث نقاط بارزة: "أولا: أن موريتانيا التي لم تكن مرشحة ولا مهيأة لاستضافة القمة العربية السابعة والعشرين، قد هيأت نفسها لذلك على مختلف الأصعدة في زمن قياسي، وكسبت الرهان".

أما النقطة الثانية حسب الكاتب فهي: "أن موريتانيا التي لم تكن مرشحة ولا مهيأة لاستضافة القمة العربية السابعة والعشرين في ظرف دولي وعربي مضطرب وعصيب"، مؤكداً أن موريتانيا "حققت نجاحا منقطع النظير تجلى في قيادتها الحازمة لمؤتمر القمة"، وفق تعبيره.

وفي النقطة الثالثة يقول ولد أشدو: "إذا كانت موريتانيا قد نجحت في اختبارها، فإن الجامعة العربية قد نجحت هي الأخرى. فلقد عقدت قمتها بنجاح، ووضعت في نواكشوط أسسا جديدة للعمل العربي"، مؤكداً أن "إعلان نواكشوط" حمل الأمل في أن "تخرج جامعة العرب والعرب من (قمة الانحطاط) التي وصلوا إليها".

بداية الطريق

الكتاب الذين تحدثوا عن نجاح القمة العربية الأخيرة، لفتوا الانتباه إلى أن هذا النجاح ليس سوى بداية لمرحلة جديدة، فيقول ولد اشدو: "نؤكد على ألا يكون نجاح القمة العربية نهاية، بل بداية كما نبه على ذلك بحق أحد كتابنا الأفاضل؛ وأن يتجلى ذلك أساسا في الاتجاهات التالية: سيادة القانون، ومحاربة وقهر الفساد، وإضفاء صبغة جمالية على مدننا الكسيحة".

ولكن الكاتب الصحفي والدبلوماسي أحمدو ولد المصطفى فيرى في نجاح القمة فرصة لاستشراف مستقبل العمل العربي المشترك، ويطرح أسئلة محورية حول الدور الذي يمكن لموريتانيا أن تلعبه في عملية تطوير آليات عمل جامعة الدول العربية التي ستتولى قيادة هيئاتها خلال عام كامل.

ولد المصطفى في مقاله تساءل: "كيف نُنجح الرئاسة الموريتانية للعمل العربي المشترك على مدار السنة القادمة؟ وما هي الخطط والبرامج التنفيذية الكفيلة بذلك؟ وما هي الأوليات؟"، ليستعرض بعد ذلك جملة من الأفكار التي تلامس مختلف الهموم العربية في السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والتنسيق المشترك.

ولكن الكاتب الموريتاني أكد على نقطة يراها مهمة: "في البداية يجدر التأسيس على مكاسب تحققت خلال مجريات القمة"، مشيراً إلى وحدة الصف الداخلي التي تجسدت خلال القمة، والجهود الدبلوماسية الناجحة في الخارج؛ وذلك من أجل تحقيق الهدف الأول أمام الرئاسة الموريتانية والذي هو "تفعيل العمل العربي المشترك". وخلص إلى أنه "كما كانت قمة نواكشوط العربية ناجحة وشكلت بداية سليمة فلتكن الرئاسة الموريتانية للعمل العربي المشترك على مدار السنة القامة موفقة وناجحة إن شاء الله".

فاصلة بين حقبتين

من جهته نشر الكاتب الموريتاني شيخنا ولد محمدي الفقيه مقالاً في جريدة "الشعب" الرسمية وصف فيه انعقاد القمة العربية بنواكشوط "حدثاً كبيرا وعلامة بارزة في تاريخ دولتنا وتحولا كبير نحو حسن تسيير علاقاتها الخارجية"، مشيراً إلى أن ذلك "جعل البعض يصفه بالاستقلال الوطني الثاني".

ولكن الكاتب عاد ليضيف: "إننا نرى أن هذه القمة تفصل بين حقبتين في علاقات موريتانيا الخارجية بل وفي رؤية موريتانيا والموريتانيين لأنفسهم وهويتهم ودورهم الإقليمي في سياق النظام العربي"، مشيراً إلى أن "موريتانيا الجديدة أصبحت تنظر بعيون قادرة على فهم لعبة السياسة الدولية والإقليمية في وطننا العربي الكبير واستوعبت الدبلوماسية الموريتانية الرئاسية لأول مرة، أهمية التحرك والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في منطقتنا وفي العالم بعيدا عن انعدام الثقة في النفس والاقتصار على الدائرة الأصغر للعلاقات شبه الإقليمية".

وختم الكاتب مقاله بالقول: "إننا نتفاءل بأن هذه القمة المباركة يمكن أن تعيد الحيوية للجسد العربي والعمل المشترك وللنظام العربي، وتبعث الأمل في بناء الكيان العربي برمته والنظر في دوره الإقليمي والدولي من جديد وتفاعله مع التطورات في العالم من حولنا".

صحرا ء ميديا

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016