الصفحة الأساسية > الأخبار > خطة عزيز للبقاء (تحليل)

خطة عزيز للبقاء (تحليل)

الأربعاء 8 آب (أغسطس) 2012  14:54

المظاهر خداعة والجنرال عزيز حائر وخائف وغير مطمئن لما تخبئه الأيام الحبلى بالمفارقات... فتصاعد altالاحتجاجات وتنامي مطالب الرحيل وسقوط ورقة توت الإصلاحات واندثار شعارات محاربة الفساد وفتور التحالفات مع فرنسا وتذبذبها مع المغرب والجزائر كلها بالنسبة لعزيز أمور غير مطمئنة يحاول بل يكابد أن يتعامل معها بما يضمن بقاءه ويعصمه من السقوط...

ففي الشأن الداخلي وظف خبرة مسعود مدعومة ببيجل وأحمد سالك ولد أبوه وعززها باحتضان بوميه ولد ابياه ليعمل على إضعاف خصومه، فمسعود ينتج المبادرات المربكة للمعارضة ويعلن فك ارتباطها بولد عبد العزيز الذي لا يتبناها ويدعمها في الخفاء ويوجه طابورا حزبيا كان في الموالاة مشكلا من سبعة أحزاب من أحزاب المحافظ لتبنيها ودعمها، كذلك ينجح مسعود في الحصول على مواقف متباينة من أطراف منسقية المعارضة ويظل مؤملا جذب بعض رفاقه في جبهة الدفاع عن الديمقراطية المندثرة ويظل يملأ حيزا من الفراغ السياسي القاتل في انتظار أن تنكشف أمور الانتخابات، أما الآخرون فمن مهامهم شق صفوف أحزاب المعارضة وخاصة تواصل والتكتل ورصد ورعاية العناصر الجانحة للمشاركة في الانتخابات لتدفع إلى شق صفوف تلك الأحزاب حال إعلان تاريخ تلك الانتخابات... وما حديث عزيز عن قرب الانتخابات إلا ضغطا في هذا الاتجاه، ويعمل عزيز وفق أجندات مدروسة ومدعومة ماديا على فرضية تنظيم انتخابات لا تشارك فيها المعارضة ككيانات حزبية وإنما كخوارج وشخصيات مارقة، وقد اوعز لمسعود وأحزاب أخرى بتشكيل منسقية معارضة وسيطة بديلة تكون غير مرتبطة ارتباطا عضويا بالأغلبية بل منتقدة لها رغم وحدة الأهداف، وكل من يتعاملون مع مبادرة مسعود وينظرون إليها بشيء من الإيجابية يشكلون في الحقيقة نواة المنسقية الجديدة التي بدأت تتشكل لتوفير بديل للمعارضة الحقيقية التي يخشى عزيز أن تظل اهدافها منطلقة من تنحيته، وفي هذه الأجواء يناور مسعود ويتحرك وتتحرك دوزينة من الأحزاب الدائرة في فلك الموالاة التي تنتظر حسب مصادر عليمة دعوة للمشاركة في الانتخابات مشفوعة بتعهد بالشفافية يصدرها عزيز مباشرة بعد عيد الفطر لتعلن مشاركتها وتشكيلها لمنسقية جديدة تقودها قيادة تشاركية تحاول ما وسعها ذلك أن تظهر بمظهر المعارضة الحقيقية خداعا للأطراف الخارجية...

وفي موازاة هذا الجهد السياسي باشر ولد عبد العزيز جهدا أمنيا موصولا فهو أعاد هيكلة تشكيلات حرسه الرئاسي وأعاد تموقعها واعاد تحديد قواعد عملها وزودها بما يلزم من وسائل ووطد خضوعها لوصايته المباشرة، وهذه التشكيلات جاهزة للردع وإفشال أية محاولة انقلابية وقد تستخدم لتصفية بعض أركان النظام من أصحاب الرتب الكبيرة عند الاقتضاء فمهمتها الوحيدة هي أمن الرئيس وضمان استمرار حكمه...

أما على الصعيد الإقليمي فوظف ولد عبد العزيز خدمات وزير الخارجية السينغالي السابق الشيخ تيجان غاديو ليكون سفيره الغير مصنف في الفضاء الإقليمي، وبدأ يتجه إلى مسك العصا المغاربية من الوسط فهو يحاول أن يحتفظ بشعرة معاوية مع المغرب ولا يدير ظهره للجزائر ولا يغيظ البوليساريو، ولم يعد مندفعا في مجازفات إقليمية خطرة... ويرى المقربون منه أنه سائر نحو منح فرنسا والولايات المتحدة ما تطلبانه من نقاط ارتكاز وقواعد على الأراضي الموريتانية مقابل دعمه وحماية نظامه...

وبالإضافة إلى مسارات البقاء الداخلية والخارجية يعيد عزيز إنتاج نظام ولد الطايع، وبدأت تستهويه لعبة الدومينو القبلية وتدوير المنافع والكراسي كي يربط اكبر عدد من أصحاب المصالح المشبوهة ببقائه أو سقوطه... لكن المشكل أن فسيفساء البقاء هذه ليست متناغمة ولا متجانسة والجنرال أخفق في تسويق رغبته في البقاء بطرق سياسية مقبولة، فمن حوله مجرد طلاب مصالح ومنافع وبقدر ما يمنحهم يمنحوه، ولأنه شحيح وبطيء في منحه لا يستبعد أن تعطي تحركاته بعض النتائج العكسية... وقاصمة الظهر التي لا يحسب لها عزيز والمهرولون حوله حسابا هي أن المعارضة قد تشارك في الانتخابات ضمن مقاربة تصعيدية سقفها تسويق المطالبة بالرحيل خلال الحملة الانتخابية ووضع آلياته من خلال إقصاء مرشحي النظام وطابوره الخامس، وعندها ستتكاثر الظباء على خباب فما يدري ما يصيد!، مما يعني أنه في أجواء كهذه سيتخلى عزيز عن كل هذه الأحزاب الوسطية الوسيطة ليتفرغ لتحقيق نتائج لموالاته، وحين تشارك المعارضة الحقيقية وينشغل عزيز بشأنه الخاص لا يستبعد أن تنهار حسابات وتتبخر آمال وتفضي الانتخابات إلى مشهد جديد لن يكون كما يتوقعه أحد، فقد تطلق انتخابات بهذا الزخم التنافسي القائم على تناقض الأهداف وتباين المنطلقات رصاصة الرحمة على شخصيات وأحزاب كان سر بقائها هو توفرها على أجندات تحقيق مكاسب انتخابية في غياب المعارضة... فقد تخسر هذه الأحزاب كل شيء وعندها يكون تجدد الطبقة السياسية الذي طالما تحدث عنه الرئيس ولد عبد العزيز قد حصل في الجهة الغير متوقعة وفي الوقت غير المناسب، ويكون موضوع الرحيل الذي سعى عزيز ما وسعه ذلك لإنهائه أصبح أفق مرحلة ما بعد الانتخابات... وستقتضي الحكمة والنجاعة ساعتها أن يحور الجنرال خطة البقاء إلى خطة رحيل مبرمج بأكبر فائدة وبأقل كلفة ولكن ربما بأسرع مما يتصور.

التهامي ولد امحيمدات

الرأي المستنير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016