الصفحة الأساسية > آراء حرة > رحماك ربي بالأم المكلومة

رحماك ربي بالأم المكلومة

الأربعاء 22 آب (أغسطس) 2012  01:07

حدامي محمد يحي

لايمكن لأي أم أن تتصور أن أبناءها ربما يذبحون ، وبدم بارد ، وحتى من قطاع الطرق الذين يأخذون المال ويدعون الأرواح . بيد أن الطبيب الحسين قلب المعادلة وأفجع كل أم لها رضيع ترضعه ، أوطفل وسيم تراقبه ، أن الموت ربما ينتظره وبأبشع صوره :(الذبح).

تلك الأم المسكينة كم سهرت من اليالي على أبناءها تتألم لآلامهم ، وتسأل عن رغباتهم ، وتبكي لفراقهم ، على حين غفلة تلقفهم الموت ، وذ بحوا بالسكين من ذبحهم؟

إنه الأب (بابا) كان الطفل المسكين يدعوه عند الخوف ، يناديه عند الفزع ، يحسب الدنيا كلها في أبويه ،فعدى عليه وغدى أسدا شرسا يفترسه ، ولأتفه الأسباب. من كان يظن ذالك أويأتي عليه خياله.

لوكانت الأم المسكينة حاضرة للمزجرة لقالت وعلى البديهة :فداءكم نفسي (اذبحني سيدي ودع عنك أبنائي).

بيد أنها ككل أم تخرج من هنا، وتدخل من هناك ، تشتري وتسوم ، لعل الأطفال الصغار يفرحون ويضحكون ، فتبسم لهم الحياة ، وتحسب الأم أن كل الدنيا ضحكت حينها. يا لله أي فاجعة كهذه؟ ولسان حال الأم يردد قول ابن الرومي: بكاؤكما يجدي وإن كان لايشفي ....فجودا فقد أودى نظيركما عندي ألاقاتل الله المنايا ورميها ....من القوم حبات القلوب على عمدي تنظر إلى الجاني المريض ولا أقول الطبيب فترى الأب يذبح أبناءه ماكان في قاموسها ولافي قاموس غيرها أن الأمر ربما يقع وحتى على سبيل الإفتراض.

جنون العيد

العيد وبأي حال عدت ياعيد؟ في ذالك اليوم يتعلق ضعفاء العقول بالماديات والأغراض التافهة ،ويحسبون جمال الحياة وروعتها في أمر كهذ ، أو في وجبة كهذه ، لايفقهون من السعادة إلا الإسم ،فلايعرفون طعمها ولاريحها. ويبقى الأب الحنون الصابر العاقل ، يبسم ويعطي فإن كان موسرا لايبخل، وإن كان معسرا لايذبح. مسكينة هذه الأم أول كلمة لنعي أبناءها تسمعها (أبشري فقد أرحتك من مشاكل العيد) أي فزع ينتظرها وأي صدمة كهذه؟

وأي مشكل سيدي كمشلك ، ألك عقل تفكربه ؟ أم لك دين تنتمي إليه؟ قال تعالى:( ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) . قلب الأم واحسرتاي على قلب أم ذبح أبناءها تضع يدها على قلوبهم وأجسادهم واحدا بعد واحد ، والدم يسيل منهم ، تجس نبض الحياة ، ولكنهم ماتوا. قلبها ريشة ، فهل ينفع الكمد؟أم هل ينفع العويل؟ . وكأنها تسميهم بأسمائهم يافلان مالك؟ فلان مابك؟ ولكنهم ماتوا. فيارب رحماك بالأم المكلومة.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016