الصفحة الأساسية > الأخبار > تامشكط .. عطاء لا ينضب ومعاناة فوق الوصف / محمدو مختاري

تامشكط .. عطاء لا ينضب ومعاناة فوق الوصف / محمدو مختاري

الخميس 2 شباط (فبراير) 2017  14:09

سلام وإرسال السلام من البعد @ دليل علي صدق المحبة والعهد

سلامي لتلك المدينة الوادعة التي تنام بعيدا وتراقب بصمت ما يدور من حولها هدوء وصمت أطبقا شفتي ذاك التل الرملي الجميل. مدينة معلقة في سماء الحضارة والعراقة كتبت تاريخها بأحرف من ذهب.

كانت ولا تزال محاظرها ومدارسها وجهة ومرتع كل طالب علم وباغي خير، فخرجت العلماء والفقهاء والقضاة والشعراء. تامشكط بمقدراتها السياحية والتنموية الهائلة، فآلاف القطعان التي تجوب المراعي وتزود الأسواق سنويا (كيفه والطينطان) ومنها ما يذهب مباشرة إلي العاصمة نواكشوط ناهيك، عن رحلة الشتاء تلك التي تذهب للزويرات (أزلاي).

ساهمت تامشكط منذ نعومة أظافرها بجيل ذهبي شارك في تأسيس الدولة الموريتانية لم تتغيب عن الاجتماع الوزاري تحت الخيمة الموريتانية الأصيلة فهل كوفئت؟

من هذه القلاع مر "لكري" و"شافانص" وغيرهم، تعاقب الحكام الفرنسيون، أسسوا مستعمرتهم لا لسواد أعيننا إنما لأطماعهم وأهدافهم في ربط المنطقة بلعصابة والحوض وتكانت في الشمال، شيدوا تامشكط القديمة التي ازدهرت وذاع صيتها 40 كلم شمال شرقي البلدية المركزية وتستقبلك مدينة آوداغوست التاريخية عاصمة مملكة غانا حيث التاريخ والآثار الشاهدة علي قيام تلك الشعوب والمماليك.

لم تسلم آوداغوست من غزوات الفرنسيين، بل وبمباركة من الحكومة الموريتانية استنزفت حفريات "روبير" كنوز آوداغوست الدفينة فهل انصفونا؟

أربعين ألف ساكن في مدينة بهذا الحجم وذاك الصيت تعاقبت عليها الأنظمة كتعاقب الليل والنهار، كتب لها النسيان لا لشيء إنما لأنها ربت وأنجبت وناضلت من أجل وطن ظل يفتقد ذاته في جنبات الحياة

لم يشفع لها التاريخ ولا الجغرافيا، صبرت تسعين عاما من الحرمان والخذلان، كبرت وأقعدتها الليالي والأيام لكنها لم تمت بعد وما زالت تسبح بحمد ربها وتأمل من أحفادها ما تغاضى وتجاهله الأبناء.

إن يحبسوك فحبس الخيل مكرمة - وليس يسرح إلا الإبل والحمر

أو يكسفوا ضوءك البادي فلا عجب - فليس يكسف إلا الشمس والقمر

أو ينكبوك عن العليا فلا عجب- لا ينكب الدهر إلا من له قدر

أو يأخذوك بلا عذر فلا عجب - فالثور يضرب لما عافت البقر

اليوم وبعد 90 عاما تأمل تامشكط في لفتة كريمة من سيادة الرئيس تتمثل بتعبيد الطريق الذي يعتبر مطلبا جوهريا بل حلما يراود ساكنة المنطقة لما يمثله من أهمية بالغة فبدونه يستحيل التنقل من وإلي المدينة خاصة في فصل الخريف فما بالك بالحالات المستعجلة كنقل مريض مثلا لأقرب مكان للعلاج ؟!

وبوجود الطريق يختزل الظرف الزمني وتدفع عجلة الاقتصاد والتنمية، لذلك فإنه مطلب السكان الموحد والضروري لفك العزلة الخانقة التي أثرت وتؤثر بشكل كبير علي المدينة.

فارتفاع الأسعار وتردي الخدمات من صحة وتعليم ينعكس سلبا علي المواطن الصابر المحتسب. فهل من فجر جديد يفرح صاحبة العمر المديد؟

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016