الصفحة الأساسية > آراء حرة > الاستفتاء بين القائد والشعب ؟

الاستفتاء بين القائد والشعب ؟

الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2017  12:28

سيدي محمد ود احمدو ولد الشيخ

أود في البداية أن أصل الموضوع بتوطئة تضعه في صلب الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي الموريتاني الخالص . ونظرا لأهميته فإنني سوف أجمل تلك التوطئة في سياق الزمان والمكان عن طريق عصارة من الحقائق التاريخية العصية على النقض والتشكيك والتي تبين خصوصية المجتمع الموريتاني من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية .

يشهد : د/ محيي الدين صابر بقوله : (( كانت صورة الشناقطة ولا تزال في البلاد العربية أنهم الممثلون الأوفياء للثقافة العربية الإسلامية في نقائها وأصالتها وأنهم سدنتها في قاصية ديار الإسلام المرابطون في ثغورها حفاظا عليها ونشرا لها وإشعاعا بها )).

ويشهد العدل المبرز العلامة الورع الذي كتب اسمه بماء الذهب الخالص الذي قدمته المنابر والمحابر المختار ولد بون الشنقيطي إذ يقول :

ونحن ركب من الأشراف منتظم أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرســة بها نبين دين اللــــــه تبيانـــــــــا

ويشهد : المحتل الفرنسي لأرض المنارة والرباط على لسان :ج ابييري مفتش في عهد الإستعمارالفرنسي بقوله : ((لا يوجد أي مجتمع بدوي يبلغ مبلغ الشناقطة في العلم بالعقيدة والتاريخ والأدب والفقه وعلوم العربية )).

لقد حافظ المجتمع الموريتاني بكل مكوناته على انتمائه المحلي وولائه لوطنه وقد ترجم ذلك على أرض الواقع عندما حاول الغزاة الفرنسيين أن يمدوا أيديهم لاحتلال الوطن إذ هب الشعب بأكمله يدافع عن وطنه وخلد أبطاله ملاحم تاريخية كتبت بالدم الأحمر على علم التضحية والنبل والشرف والعزة ومن بين حماة الوطن والديار أبطال المقاومة الذين ضحوا بدمائهم الزكية في ساحة المعركة :

الشهيد : سيد بن ملاي الزين

الشهيد : الشيخ ماء العينين

الشهيد : بكار بن اسويدحمد

الشهيد :فودي ادياكلي

الشهيد : سيد احمد بن عيد

الشهيد : مامدو الأمين

الشهيد :الشيخ عبدوك

الشهيد : احمد الديد

الشهيد :سيد الغوث

وهناك العديد من الشهداء الآخرين الذين ضحوا من أجل الوطن في القلاوية ولمقيطي .....

ما ذكرناه من خصوصية المجتمع الموريتاني من الناحية المعرفية ومن ناحية المقاومة المؤصلة لا يمكن للعقل الحديث ولا لما بعد الحداثة فهمه بشكل علمي نظرا :

للبداوة وحداثة الاستقلال والوضع الاقتصادي وجدار صحراوي يحد من التواصل مع المراكز العلمية والثقافية وأماكن العدة والعتاد وأقل مايقال عن الشعب الموريتاني أنه شعب عظيم في ثقافته ومقاومته ولكن ماذا تبقى من عقيدة المقاومة للدولة الموريتانية الحديثة ؟.

بقى الخلف يسير على نهج السلف حماة الوطن والديار الجيش والقوات المسلحة وقوات الأمن فقد قدم رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة وقوات الأمن ما لم يقدمه أي نظام للشعب الموريتاني يتمثل في إعادة تأسيس الجمهورية على أسس صحيحة تتماشى مع الهوية والاعتبار للمواطن والوطن وترسيخ الديمقراطية فقدم مشروع التعديلات الدستورية تثمن المقاومة وتعزز التنمية المحلية ولكن طعن من الخلف من داخل حزبه . انبرى القائد محمد ولد عبد العزيز يحمل راية المقاومة والإصلاح السياسي والاقتصادي وعقد مؤتمرا صحفيا يشرح فيه لموريتانيا الأعماق حقيقة ما جرى وكان موفقا إلى حد بعيد في ذلك المؤتمر يقول العرب تحدث من حيث تسمع لقد سمعت موريتانيا الأعماق الكلمة والرسالة وصلت ومضمونها نقل ملف التعديلات الدستورية من النخبة السياسية إلى الشعب والقائد والهدف هو تصويت الشعب بنعم على تلك التعديلات ويرى المواطن البسيط أن القائد محمد ولد عبد العزيز قبل تصويت بعض الشيوخ ليس هو القائد محمد ولد عبد العزيز بعد تصويت مجلس الشيوخ فالقضية ليست خيار بين مواد دستورية لعديل الدستور بشكل دستوري بل القضية تطاول على القائد ولا علاقة لها بممارسة حق دستوري لأن من صوتوا ضد التعديلات الدستورية يعلمون علم اليقين أن الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب وبالشعب وليس حكم الدستور للدستور وبالدستور وجميع فلاسفة القانون الدستوري الذين اكتشفوا الديمقراطية أصلا اعتبروا أن الدستور نوعين :دستور سماوي لا دخل للإنسان فيه ودستور أرضي من صنع الإنسان وهذا النوع من الدساتير يتحكم فيه الرئيس والشعب فإذا تقدم مثلا الرئيس بتعديلات دستورية إلى الشعب تناقض جملة وتفصيلا باب التعديلات الدستورية وصوت الشعب على تلك التعديلات تصبح دستورية لأن فلاسفة القانون الدستوري اعتبروا أن السلطة والسيادة للشعب ومحل النظر هو الأصل .والأصل أن الطبيعة والطبيعة الإنسانية منحها فلاسفة القانون الدستوري الحكم والسيادة ونقلوها من السماء إلى الأرض وأسسوا القانون الدستوري على أساس وضعي وكلمة الفصل للشعب والعلاقة بين الرئيس والشعب علاقة عضوية عصية على الانفكاك والتحلل . إذا الكلمة اليوم أصبحت كلمة الرئيس والشعب نقطة رأس السطر.

والمطلوب من فخامة الرئيس أن يشرف بنفسه في أدق التفاصيل على قيادة الشعب وتوجيهه الوجهة الصحيحة . فالشعب يقف خلف القائد محمد ولد عبد العزيز ويعرف جيدا من بنا موريتانيا في كافة المجالات .

كما نطالب القائد بالنزول إلى الميدان والتعرف على أحوال الناس ووضع الجميع أمام مسؤولياته ابتداء بالحكومة وحزب الإتحاد من أجل الجمهورية والنواب والعمد فمن الملاحظ أنه كل ما نزل الرئيس إلى الساحة الشعبية كل ما ارتفعت معنويات الشعب وأحس بقرب القائد منه وتعزز رص الصفوف بين القمة والقاعدة .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016