الصفحة الأساسية > الأخبار > رحلة العودة من عاصمة الشرق (كيفة) / إسلمو أحمد سالم

رحلة العودة من عاصمة الشرق (كيفة) / إسلمو أحمد سالم

الجمعة 26 أيار (مايو) 2017  16:28

(1) قمت بمراجعة رحلة العودة من كيفة ل(الألمانية) صباحا ، و لم يكن هناك ما يثير الانتباه ، فأطلقت عجلاتها للريح في حدود التاسعة ، كانت درجت الحرارة مرتفعة جدا مثل الضرائب ، و كان الغبار يغطي الأفق ، مثل سوق مقطع الأحجار في الأيام العادية .

سرحت بذهني أقتطف الصور و الأفكار ، و تارة أحاول التجويد ، على عدم جمال صوتي ، و قطعت المسافة حتى عمق سوق "كرو" دون أن أعلم.

لم أكن أراقب السرعة لأن مؤشرها تعود على الخمول مثل عمال قطاع التعليم ، و لا مؤشر الحرارة الذي تعود الاندفاع إلى أعلى مثل الأسعار.

كانت سوق كرو مزحمة كالعادة ، فلمحت رجلا ينتظر سيارة مغربة ، عرفت ملامحه لكنني لم أتذكر اسمه و لا أين عرفته.

أوقفني و قال بهدوء لافت : أريد حجز تذكرة ل "أشرم" ، قلت: السيارة خاوية و ليست للنقل العمومي ، و يشرفني أن تحملني أو أحملك .

تبادلنا الحديث ، لأعرف أنه صديق قديم كان مدرسا في مقاطعة المجرية و هو مدير مدرسة إبتدائية في بلدية "أشرم" و قد كان تعارفنا عندما كنت في إعدادية المجرية أيام التخرج . تغيرت ملامحنا و تغيرت الأفكار و الثقافات ، لكنه احتفظ بهدوءه و وقاره .

فور خروجنا من الغايرة لاحظت خشخشة و زفيرا و معركة شديدة، المشاركون فيها مندفعون و متفانون ، فتأكدت أن جماعة من شباب "وزير المالية" قد دخلت في المحرك..

أوقفت السيارة و كنت في (لكريع) ، فإذا المياه تتدفق ، فقلت لعل حفارة تجمع "المشروع" قد ضلت الطريق .

كان زيت المحرك ممتزجا بالمياه مما يوحي بأن انغجار كبيرا قد حدث ، فتأكدت أن أحد عمد الجنوب كان مع الشباب ، و أن هذا الزيت هو مداد وسم "تحالف البلديات طموح و انجازا٨ت" الذي اجتاح منتديات المقاطعة هنا عرفت أن القدر قد أراد أن أجد صديقي ليكن أداة حل المشكل .

اتصل الصديق بصاحب سيارة أجرة ليأتينا بميكانيكي .

بادرنا الميكانيكي بمحاضرة حول أحوال السيارة و الأعطاب و نسبة تضخم المحرك و نسبة النمو و المشاكل المستقبلية فظننته وزير المالية ، فتركته و قد نثر كنانته يقلب قطع السيارة يمنة و يسرة ، و جلست إلى الظل انتظر النتائج ، كانت هناك بيوتات مبعثرة صغيرة ذكرتني بالنقطة الصحية لقرية "تارحييت" التي بنتها بلدية جونابة .

(2) كانت الطريق من "كرو" إلى "كامور" مقعرة في مناطق كثيرة ، و قد مارست السيارة العديد من الرياضات من أهم القفز و القذف و الملاكمة ، و ربما كانت هي الأسباب المباشرة للعطب ، لكن هذا الطريق في كل الأحوال أجود من طريق "أملنا" المنطلق من مقطع الأحجار إلى "ابتسامة الجنوب /جونابة" ، مرورا ب"المشروع" و " واد أمور".

"كامور" جميل في كل الأوقات ، و البطحاء ساحرة في كل الأزمنة ، و عندما تقترب من "جوك" فإنك ستستجمع قواك لعملة "التسبيح" ، لكن المرور هذه المرة كان سلسا.

دخلنا "الغايرة" و هي مدينة جميلة بموقعها و سكانها و مبانيها ، لكن أهلها يفضلون الاسم ب"القاف" بدل " الغين" ، التفافا على المعنى القدحي للاسم ، غير أنها في هذه الفترة ، لوقع الحر ، ربما حق لها أن "تغير".

نعود إلى صاحبنا الذي طلب شراء "مضخة مياه" للسيارة ، فقلت لعله نسي أننا في منطقة حباها الله بمياه كثيرة ، فلسنا في جنوب المقاطعة و لا شمالها .

بادر صاحبي و أرسل لمضخة و جيء بها بسرعة من "الغائرة" ، فتعجت كيف أن منتخبينا يذكورن قدوم حفارات و مضخات في إبريل ثم ينسون ذلك في مايو ، و هذا الرجل أتى بمضخة في لمح البصر.

و لعلمكم الغايرة مركز تجاري كبير ، تستفيد كل المناطق من التموين منه ، من جوك حتى أشرم.

جلسنا في متجر صغير بجانب السيارة و بادرنا ملاكه بالشراب البارد ، فقفز إلى ذهني شاعرنا ديدي ادولد بونه و هو يرصع منتدياتنا بشعره العذب للمطالب بالماء ، مناجيا عمدته الذي تنتقي أذنه بعض الأصوات و ترفض بعضها.

و قدم لنا ملاك المتجر شايا ممتازا عتقت نكهته إرادة الإتقان العفوية التي اختفت لدى عمال البناء في مشاريع التضامن و مقاولات الاتحاد الأوروبي و "أكرت" ، هذه المؤسسات يسعى عمدنا إلى محوها من الوجود بتبني مشاريعها.

ركبت المضخة بعد تنقيب سريع و لملمة لأعضاء السيارة ، و تم سقيها بالماء و الزيت ، و أمرنا الرجل بالانطلاق، لكنني لاحظت أن الرجل لم يكن وزير المالية لأنه لم يكن مقنعا فربما كان وزير الثقافة أو العدل.

انطلت السيارة ، و أمر صاحبي صاحب سيارة الأجرة بمرافقتنا ، و ما إن وصلنا "السياسة" حتى عدنا لنقطة الصفر ، و هكذا هي السياسة عندما تدخلها عليك أن تتعود على الأصفار .

أصر الصديق على تركة السيارة هناك و الذهاب إلى "أشرم" لأخذ قسط من الراحة ، فقد كانت القيلولة و كانت درجة الحرارة 47° ...

(3) انطلقنا من السياسية و ليس زهدا فيها ، لكن الجهد قد بلغ منا كل مبلغ ، و مررنا في "أشرم" على الميكانيكي ، فوجدنا أن محله مغلق مثل مقرات بلديات الجنوب . اتصلنا به لنجد أنه مسافر ، فسألت الرجل هل هو عمدتكم ، فقال لم ؟ ، قلت لأننا تعودنا على سفر عمدنا إلى العاصمة و غيابهم عن الواقع و اهتمامهم بالافتراضي..

ذهب بي الرجل إلى عمق "حلة أهل اسويد أحمد" في مكان ينبض بالوقار و الهيبة ، و أنزلني منزلا فسيحا مكيفا ، و ووفر كل وسائل الراحة ، الشراب البارد ، و لحم طير مما يشتهى ، و "الكسكس: عين الصط" باسم " كيفي" و نكهة محلية . الشاي المعتق النكهات ، كل ذالك على حديث هادئ ينبض بالحكمة و الوقار مع الرجل .

بالمناسبة الرجل يسمى : حمود ولد الشيخ أحمد من أبناء عمق مجتمع "انبيكة" و السيدة طبيبة ، من عمق "الحلة". هنا في الحلة تزاحمك صور الماضي التليد ، و مسحة الارستقراطية و حضارة "تكانت" بثقلها و عزتها..

برمجت رحلة "جر" السيارة مع أحد أبناء المقاطعة ، لتنطلق المغامرة الأخيرة مساء ، من السياسة حتى مقطع الأحجار. كان علي أن أختار بين أن أكون جارا أو مجرورا ، فقلت سأختار أن أكون مجرورا على غير عادتي ، حتى أتصادف مع أبناء المقاطعة .

يتطلب الأمر التركيز الكبير و المتابعة في كل صغيرة و كبيرة ، و قد خرجت بقناعة أن التبعية صعبة و لا يضطر لها غير من سدت عليه الطرق.

وصلنا إلى مقطع الأحجار ليلا ، بعد عناء و تعب ، لتبدأ رحلة اصلاح السيارة في الصباح ...

وجدت أن الرحلة قد أفسدت (كيلاص و اجوينه د كيلاص) ، دون أن أحسب اليد العاملة و ثمن الجر ، و من العجيب أن المجرور بدفع قمنا غاليا رغم أنه عادة يظن أنه المدفوع له..

ملاحظة : سأجمع فكاتير لكل تكاليف الرحلات إلى كيفة و أطالب وزارة المالية بتعوبض مل التكاليف ، عندما تتوفر إمكانية ذلك .

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016