الصفحة الأساسية > الأخبار > سقاة كيفه شكرا لكم ولكن ... !!(افتتاحية)

سقاة كيفه شكرا لكم ولكن ... !!(افتتاحية)

الأربعاء 23 شباط (فبراير) 2022  18:35

عطاش بحي المطار يتجمهورون حول مياه أحد السقاة - كيفه

بعد استفحال أزمة العطش بمدينة كيفه منذ 8 سنوات خرجت عدة مظاهرات مطالبة الحكومة بالتعجيل بالحل حيث ؛نظم سكان حي المطار اعتصاما في خيام ضربوها على قارعة الطريق ،وخرج سكان "أقليك ول سلم" في احتجاج مماثل، وفي شرق المدينة أغلق سكان النزاهة المدخل الشرقي للمدينة عدة ساعات وعند أبواب مكاتب الولاية تجمهر سكان دبي يحملون الحاويات الفارغة ويرفعون الشعارات، ولم تتوقف هذه الاحتجاجات إلا بتدخل الشرطة وباعتقاد المحتجين ان رسالتهم وصلت وينبغي الانتظار حتى تطور جديد.

وباتت المدينة برمتها على موعد مع انتفاضة كبيرة ستفضي حتما إلى تحقيق النتيجة المرجوة.

وفي هذا الظرف بالذات انطلقت مبادرات الخيرين من أحزاب ومنظمات وشخصيات في تدخلهم لمساعدة السكان في أزمة العطش، وعند هذه الفاصلة بالتحديد توقف الحراك المطالب بالماء وتم إجهاض الفعل الجماهيري في محاولته لفرض هذا المطلب الملح.

ويومئذ انصرف تفكير المواطنين في هذه المدينة المنكوبة إلى الطريقة التي يملأون بها حاوية أو إناء من تدخل فلان أو علان، ولم يعد الناس ابتداء من هذا المنعطف يطالبون بأكثر من إيجاد شربة ماء يومية و بطريقة مهينة وقاسية من لدن هؤلاء الخيرين الذين صاروا محل شكر وإمتنان السكان الذين منحوهم نصيبا كبيرا من الدعوات والابتهال.

ولأن من بين هؤلاء المتدخلين رجال أعمال كبار جهزوا سيارات صهريج لتوزيع المياه في المدينة بشكل كبير ومستمر فإن هذه التدخلات تركت أثرا كبيرا في الأحياء الأكثر تضررا ومكنت من مساعدة العطاش الذين يتعلقون بكل بارقة ويكبر في أعينهم كل شيء مهما كان تافها.

ومع أن كافة المواطنين هناك يقدرون هذه الجهود ويحسبونها جنبتهم كارثة محققة بعد تخلى الحكومة عنهم فإن القوى الحية والمراقبين يرون أن هذه التدخلات أضرت بالسكان أكثر مما نفعتهم إذ غيبت لديهم خصلة "الوعي الشقي" وصرفتهم عن الاستمرار في طرح قضيتهم مع العطش بشكل قوي يرغم الحكومة على إيجاد حل سريع ويؤكد صحة هذا الاعتقاد جمود فكرة إضافة مياه آبار "أمبيقير" واختفاء أي حديث رسمي عن أزمة عطش مدينة كيفه.

إن الأسلوب الذي اتخذه هؤلاء السقاة مشكورين يخفي وراءه وجها آخر لا يخدم في نهاية المطاف غير رسل السلطة وكبار المستفيدين من امتيازاتها إذ يجنون مقابل هذه السقاية ثمرتين:

الأولى هي كسبهم الدعاية لدى الجماهير وتنامي شعبيتهم تحضيرا للمواسم السياسية القادمة من خلال هذه الرشاوي الناعمة.

الثانية هي تحقيق هدف حيوي عند السلطة هو تهدئة المواطنين العطاش بأي وسيلة وتنكيبهم عن ازعاج هذه السلطة بمطالبهم.

لقد كان من الأحسن أن يترك هؤلاء السقاة السكان وشأنهم وعندها سوف يشربون وبشكل دائم ولو من المحيط الهادي فلا شيء يمكنه الوقوف في وجه الجماهير عندما تعرف ا الطريق الصحيح إلى استعادة حقوقها ولنا في مدن موريتانية قريبة إسوة حسنة عندما تحرك أهلها من أجل الماء وفهمت السلطات ما جرى فهرعت لتوفير ذلك المطلب بشكل سريع ولافت.

لا يمكن لتاجر أو حزب أو منظمة أو أي كان أن يسقي مدينة بحجم كيفه وهو بطبيعة الحال ليس مكلفا بذلك وليس الأمر واجب يتحتم عليه.

إن تنظيم وقفة أو رفع لافتة كما كان يفعل حراك "أروايت كيفه" لأفضل بكثير لعطاشنا من قارورات مياه يهديها هؤلاء الناس.

ومن الأسلم في هذه الحالة أن يساعدوا السكان في ميادين أخرى كثيرة كإقامة السدود الصغيرة ودعم التعاونيات النسوية وتقديم العون المباشر للأسر الفقيرة ولأصحاب الاحتياجات الخاصة والتدخل لدى النوائب والكوارث الطبيعية إلى جانب دعم السكان في مطالبهم المتعلقة بإيجاد حل دائم ونهائي لمشكلة عطشهم.

لقد حقق هؤلاء المتدخلون لأنفسهم وللحكومة التي أرسلتهم خلسة أكثر مما حققوه للسكان؛ فكفوا أيها السقاة عن استغلال محنة السكان وامسكوا عليكم صدقاتكم فهي في نهاية المطاف وبال على المدينة وأهلها.

وكالة كيفه للأنباء

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016