الصفحة الأساسية > آراء حرة > الجهل و الفقر معوقان للوحدة الوطنية /إسلمو أحمد سالم

الجهل و الفقر معوقان للوحدة الوطنية /إسلمو أحمد سالم

الأربعاء 14 حزيران (يونيو) 2017  12:53

سال مداد كثير في موضوع الفوارق الاجتماعية ، وولدت منظمات و أحزاب و شخصيات حازت الشهرة ، لكن الواقع ينبئ أننا لا زلنا في بداية الطريق ، و لا زالت الهوة سحيقة و الفوارق كبيرة ، و يظل المناضلون و الباحثون في حدود التنظير و الاستغلال الإعلامي ، دون أن نلمس أثرا رجعيا ملموسا على الأرض يقضي على الظاهرة أو يخفف منها. ملأ أرجاء الوطن السياسيون بالصراخ و المطالبة بالقضاء على الفوارق الاجتماعية و قامت هيئات المجتمع المدني بذات العمل ، لكن رجالات هذا العمل أو أغلبهم ظلوا يعيشون الرفاهية أو يبحثون عنها ، و يتنقلون بين العواصم الدولية يسوقون القضايا ، و الريف المستهدف غائب عن حساباتهم.

بنظرة بسيطة ، قد يراها بعضهم سطحية، لا يوجد ما يفرق بين المكون المجتمعي الناطق الحسانية ، فهم يتقاسمون نفس الرغبات و يتطلعون لنفس الطموحات ، ففي حين يستعذبون تيدينيت ولد أباشه في الحوض ، و يسحرهم أزراك البلاوي في اترارزة و يحبون المدح في انشيري و البلح في آدرار ، و سمك أزول في حوض آركين ، و باسي بلبن الماعز في آفطوط و الكسكس في لعصابة و غيرها، فإنهم يمتلكون نفس أدوات التجميل و الذوق الفني للأشياء و الإحساس باللغة و جمالياتها و جمال الملابس و نفس العادات الاجتماعية .

خلال تجربتي في آفطوط ، أرى أن مجتمع الحراطين يتمتع بصفات عظيمة تثري الثقافة و تدعوا للإكبار ، أهمها الوفاء و الصبر ، كيف لا و قد ظلوا أدوات الإنتاج لمجتمع كامل عبر التاريخ ، يخدمونه و يدافعون عنه و يبذلون طاقاتهم مت أجل رفاهيته ، و يحبونه و يقدسونه و لا يتلقون نفس الإحساس.

لا زالت تجمعات الحراطين تعاني من نقص الخدمات الصحية و الإهمال ، و لا زال أبناؤهم أدوات إنتاج لذويهم على الأقل ، و لا زالوا يعانون من الفقر و الجهل ، و هي معوقات تحول دون تطوير البلد و تدفع في اتجاه شيطنة هذه المشاكل و استغلالها من طرف المتطرفين و تحويل هذا المجتمع إلى قنبلة موقوتة إن تفجرت فسيعم ضررها جميع مناطق الوطن .

لا يعقل أن تكون هذه التجمعات بمظاهر أخبيتها و مستويات أبنائها المعرفية و أنماط حياتها التي تنبئ عن فاقتها ، و بمدارسها المهملة من طرف المدرس و المؤطر و المشرف و الجهة الوصية و نقص خدمات الصحة و الصحة الإنجابية و غياب تطعيم الأطفال و الماء و الكهرباء و مظاهر الحضر ، أن نظل هي نفسها دون تغيير و كانه أريد لها أن تظل على هذه الحال .

لست من دعاة محاكمة التاريخ ، و لكنني أرى أن هذه الوضعية ملحة و تتطلب توجيه كل الجهود لتعليم و تثقيف هذه الشريحة و إدخالها في معترك الحياة السياسية بندية و مساواة.

إن الترسانة القانونية التي تمت المصادقة عليها في هذا المجال ستكون نصوصا جامدة غير مطبقة ، إذا وجهت الجهود لتنمية و تثقيف هذا المجتمع.

إنني أرى أن مجتمع الحراطين هو أبناء عمومة ، إذا تم تعليمهم و تثقيفهم و تمت معاملتهم بندية و عدل

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016