لاشك أن مدينة كيفه عاصمة ولاية العصابه ثاني أكبر مدينة في البلاد من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة انواكشواط تئن تحت وطأة أزمة عطش خانقة منذ سنوات حولت حياة السكان إلى جحيم ، وبات الشغل الشاغل للمواطنين هو الحصول على شربة ماء تحول هذا الأخير إلى أغلى سلعة للبيع وحمل همه الصغير قبل الكبير في غياب شبه تام للسلطات العمومية.

وفي ظل هذه الأزمة الخانقة طفت على الساحة مبادرات شبابية للسقاية تحاول مساعدة السكان في محنتهم ، إلا أن الصادم أن هذه المبادرات ذات أنياب سياسية؛ فرسانها متسيسون جعلوا من هذه الأزمة فرصة لجلب الولاءات السياسية في فضيحة مكشوفة الخيوط من سماسرة تعودوا هذا النهج وأصحاب خبرة وباع طويل فيه، فباتوا يتاجرون بالماء لشراء ضمائر المواطنين العزل.

والمؤسف أن الذين جندوا في هذه العملية لا أخلاقية هم الشباب فزج بهم في لعبة سياسية تحت شعارات ومبادرات زائفة ضمن لعبة سياسة تتنافى مع مبادئ إعانة المحتاجين والمنكوبين و الأعمال الإنسانية فالإنسان كريم وكرامة فوق كل الاعتبارات .

ومن المخجل أن هؤلاء الشباب أطلوا علينا عبر خرجات إعلامية في القنوات التلفزيونية من أجل التهليل والتصفيق لمن أرسلوهم في مشهد يثير الشفقة ويحولهم إلى موضوع للسخرية والتهكم في محلولة منهم لاقناع السكان بأشياء تافهة كهذه.

إن مبادرات سقاية ضعيفة في عطائها ومردو ديتها على المواطنين فهي لم تدم غير ساعات فهل يحل هذا أزمة مدينة بلغ عطشها ما بلغ في صيف بلغ أوج حرارته.

ويحز في النفس ما يردده هؤلاء حول ما يقومون به ويذكر بدراما التركية أو الهندية . إنهم يغردون خارج السرب فلا حديث اليوم في مدينة كيفه و ضواحيها يعلو حديث العطش حتى الأطفال والنسوة الرضع باتوا يقطعون مسافات طويلة بحثا عن شربة ماء !!! هم شباب ضائع مدجن يرقص على ألام وأهات المواطنين الضعفاء و المحتاجين تستخدمهم ثلة من الأغنياء جمعت ما جمعت على حساب الشعب.

الشباب هم أمل الأمة وحامل مشعل التغير والبناء فيها وهم عمودها الفقري فحين يعوج العود نديا فمن المستحيل استقامته.

فعودوا أيها الشباب لى الادوار التحسيسية و التثقيفية والتوجيهية التطوعية فهذه المجالات منوطة بالشباب بكم ، ومدينتكم بحاجة إلى حملة توعية شاملة من تحريك المياه الراكدة وطرح مطلب الشراب بشكل منظم وقوي .