عظم الأحداث تدل على عظم مواقف الرجال، فقد عصفت بنا أحداث حتى زلزلت كيان وجدان الفرد فينا، وهزت كنف أركان الدولة التي نعيش فيها،فهؤلاء الدعاة في سبيل الله تعالى مثلا قتلوا صبرا في بلاد جارتنا جورا وعدوانا، وهذا رمز الدول ووجودها كان غرضا لرصاصة "خطأ" في بوادينا. فكم بت مهموما بمواقف نخبتنا وتفاعلها مع الحدث، وإنك لترى فيهم من الفتور والتراخي ما يميتك كمدا، ومن الغفلة والتلاهي عن الشأن العام ما يريبك أمدا.

تفاعلوا مع حدث الدعاة بصوت مبحوح، وتهاون مفضوح. والآن مع حدث الرئيس مساء السبت وليلة الجلل باتوا في قمقمهم و مخبئهم يدوكون أمرهم ويضربون أخماسا بأسداس.

فمنهم من هو في سبات عميق له غطيط حتى الصباح، ومنهم من هو في سمر أو سهر مشدوه أمام الخطب الجلل وهول الحدث في القنوات والمواقع.

ترتعد فرائصهم ، وترتعش جوارحهم ، وتخفق قلوبهم ، وتتلعثم ألسنتهم ، وتتأتأ أفواههم مساء السبت كوزير الإعلام.

خارت قواهم وحارت ألبابهم ومواقفهم من الأمر.فهل يصدحون بالتأييد إن كان انقلابا ؟ أم يصدعون بالتنديد ؟ أم ينزوون كما فعلوا كالعامة في جحورهم حتى تزول الغمة وتنكشف الظلمة ويأمنون مخاطر القول والزلل؟.

أمرهم شتى ما بين خائف من ما مضى ، وطامع في كعكة عسى أن تكون فيما هو آت، بل حيران مرتبك كالسكران كأن على رؤوسهم الطير؟ .

  فآه لقوم يجمعهم الطمع من كل فج ، ويسوقهم التملق مع كل منعرج ، وينفضون لأول صرخة كأغلب الأغلبية !
  وآه لقوم جمعهم الحقد على الرئيس حتى أحرق أقلامهم و أكل أكبادهم كبعض الكتاب والمواقع !
  وآه لعقلاء بلا دليل يهديهم بين بنيات الطريق ، ولا قارب ينجيهم في خضم موج الأحداث ، ولا عقد جامع يأويهم أمام عواصف الأيام كالمعارضة !
  فعلى كل معارض شريف أن يكتب على جبهته الآن قبل غد هذه ثوابتي :
  لا أحد منا يرغب أن يوخز الرئيس محمد ولد عبد العزيز ولا أي رئيس آخر لموريتانيا ولو بشوكة و أحد منا آمنا مطمئنا في أهله.
 
  ولا أحد منا يؤيده بل يعارض أفكاره ويريد رحيله فنحن نعارض الأفكار ولا نعارض الأشخاص لذا فإننا نفدي روحه بأنفسنا ونكون قنبلة في يده يرميها على من يريد أذاه في ذاته أو في أهله .
  ولا أحد منا يؤيد الغدر والانقلاب بل ديمقراطية عرجاء وعوراء أحب إلينا من دكتاتورية خرساء وحمقاء، فعزيز له بيعة في الرقاب لا انفكاك منها إلا برحيله طواعية عن حكمه، أو انتخابات شفافة تزيحه عن كرسيه ، أو انتهاء مدة انتخاب مأموريته.
  فكم وكم نحيي الشيخ محمد الحسن ولد الددو على زيارته للرئيس حيث واكب الحدث في معمعته وصنعه فأخرس الحاقد و أرشد الحيران. وكم نحيي الرئيس على ترفعه وعلو همته وسعة صدره بالتماسه العذر لمن أخطأ في حقه.

ونشكر المنسقية على تداركها الأمر وإلغائها كل الانشطة التي توحي بمعارضته الآن تعاطفا معه في محنته.