الصفحة الأساسية > الأخبار > إعلان الفراغ الرئاسي بموريتانيا أصبح وشيكاً

إعلان الفراغ الرئاسي بموريتانيا أصبح وشيكاً

الثلاثاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2012  10:29

أثار الوضع الصحي للرئيس ولد عبدالعزيز جدلاً واسعاً في البلاد ويرخي بظلاله على الوضع السياسي في موريتانيا، في الوقت الذي حذر فيه المراقبون من استمرار غياب الرئيس عن السلطة وإخفاء حقيقة وضعه الصحي عن الشعب وسط الشائعات التي يتناقلها الموريتانيون عن انتكاسة وضعه الصحي، ومحاولة عزله من قبل جنرالات في الجيش.

ويرى المراقبون أن عجز الرئيس (56 عاماً) عن تصوير خطاب متلفز واكتفائه برسالة خطية قرأها مذيع التلفزيون الرسمي، يؤكد أن حالته الصحية لم تتحسن بعد مرور أسبوعين على الحادث، وفي الشارع الموريتاني الذي بدا منشغلاً بأخبار الرئيس بدأ القلق يساور عامة الناس في ظل غياب أخبار رسمية عنه وكثرة الشائعات التي تداولها البعض مؤخراً، خاصة أنه لم يستطع توجيه خطاب العيد للشعب كما اعتاد عليه الموريتانيون في مثل هذه المناسبات.

وخاطب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، الشعب الموريتاني من دون صوت ولا صورة، وقال في رسالة خطية بثها التلفزيون الرسمي إنه يشكر الشعب الموريتاني على مظاهر التعاطف والتضامن معه إثر الحادث الذي تعرض له مؤخراً، وتحدث عن تحسن مطرد في صحته بعيد حادث إطلاق النار والعملية التي أجراها في المستشفى العسكري في نواكشوط.

الحكومة معطلة

ومنذ غياب الرئيس تعطلت جلسات مجلس الحكومة وتوقفت مجمل المشاريع الوزارية والقضايا المحلية والدولية، كتوقف المشاورات الإقليمية بشأن الحرب في مالي.

وفي حال استمرار غياب الرئيس من المتوقع أن يتم تفويض رئيس الوزراء "الوزير الأول" مولاي ولد محمد لغظف لإدارة شؤون البلاد وترؤس مجلس الحكومة.

وكان مولاي ولد محمد لغظف قد ترأس صلاة العيد في سابقة من نوعها في البلاد، وسط حضور عدد من قادة الجيش البارزين وسفراء الدول الإسلامية وعدد من الوزراء والشخصيات العامة بموريتانيا.

شح المعلومات

وفي ظل شح المعلومات وتضارب الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام، وعجز الحكومة عن تقديم تفسير للأسباب التي جعلت الرئيس يخاطب الشعب من دون صوت أو صورة، هيمنت أخبار صحة الرئيس على أحاديث الموريتانيين وعاد الجدل حول روايات وملابسات إطلاق النار عليه.

وكان الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز أُصيب بطلق ناري مساء السبت، من طرف كتيبة للجيش الموريتاني على بُعد 40 كلم شمال العاصمة نواكشوط، وتم نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة فور الحادث، ثم نقل أمس الأحد إلى فرنسا لتلقى العلاج في أحد مستشفياتها.

وقال حمدي ولد المحجوب وزير الاتصال الموريتاني، في لقاء مع إذاعة موريتانيا، عقب الحادث: "إن الرئيس الموريتاني أُصيب بطلق ناري من طرف "نيران صديقة" عن طريق الخطأ في إشارة للكتيبة".

وكان ضابط في سلاح الجو قد اعترف بإطلاق الرصاص على الرئيس ولد عبدالعزيز عن طريق الخطأ، وهي الرواية التي ما زالت المعارضة تشكك في صحتها وتدعو السلطات إلى الكشف عن ملابسات الحادث ونشر تقرير طبي عن حالة الرئيس نظراً لما يترتب عليه من أمور أبرزها معرفة ما يتعلق بشغور منصب الرئيس من غيره.

فراغ سياسي

وبعد هذه الحادث، والوضع الصحي للرئيس وسفره إلى فرنسا أصبح الشغل الشاغل في الساحة الموريتانية هو من سيتولى أمور البلاد في هذه الفترة، فثمة تداعيات واستفسارات كثيرة مرتبطة بهذا الحادث الأول من نوعه.

الاستفسار الأول مرتبط بحقيقة صحة الرئيس ولد عبد العزيز وفترة غيابه عن البلاد، حيث لا يوجد في الدستور الموريتاني منصب نائب للرئيس يسير شئون البلاد، وإنما هناك تقاليد مطاطة بأن يتولى الوزير الأول "رئيس الوزراء" تسيير الشئون العامة والضرورية.

ولكن رغم ذلك، إلا أن هناك معلومات تؤكد أن مقاليد الأمور الآن باتت بيد الجنرال القوي محمد ولد الغزواني، قائد أركان الجيش، وضباط محدودين في الحرس الرئاسي أقوى وحدات الجيش الذي لا يخضع لقيادة الأركان، وإنما يتبع مباشرة للرئيس.

أما الاستفسار الثاني متعلق قدرة جنرالات المجلس الأعلى للأمن القومي، على الوفاء لرفيقهم ورئيسهم المصاب الذي لا يتمتع بمؤسسات سياسية حقيقية وفاعلة تحميه، وإذا تم الأخذ بالاعتبارات الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية في هذا الإطار، فإن هناك ضغوطاً كبيرة كانت تمارس على الجيش من المعارضين المناوئين بالتخلص من ولد عبد العزيز باعتبار حكمه "حكماً قبلياً كارثياً" على البلاد وعلى ثرواتها.

أما العامل الثالث فهو موقف المعارضة التي جمدت بعض نشاطاتها في انتظار استجلاء الصورة الكاملة للحادث و"تمنياتها بعودة ولد عبد العزيز إلى أسرته سالماً"، بينما أحجمت المعارضة عن بلورة موقف عام صارم من هذا الحادث، وكأن واقع حالها يميل مرة أخرى إلى استبدال عسكري بآخر .

وجدير بالذكر أن هذا الحادث جاء في وقت يتم فيه تحضير المنطقة لحرب إقليمية ضد الفرع المغاربي للقاعدة وتحرير شمال مالي من الجماعات الإسلامية المسلحة، وفي حين تعول فرنسا وأمريكا والدول الإفريقية على دور "طليعي" للجيش الموريتاني في الحرب المنتظرة.

المحيط

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016