الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفة: المواطنون عُرضةٌ لاستعمال مياه ملوثة /عبد القادر ولد الصيام

أصداء كيفه / يكتبها عبد القادر ولد الصيام

كيفة: المواطنون عُرضةٌ لاستعمال مياه ملوثة /عبد القادر ولد الصيام

الأحد 19 آب (أغسطس) 2018  11:25

عبد القادر ولد الصيام - الولايات المتحدة

يحزّ في نفسي أن أَصِفَ مدينتي و بلدي و أهلَهُما بما لا يليق، و لكنّني أجدني -اليوم- مرغما على الحديث -بلغة لا أريدها- عن موضوع خطير يُهدّدُ سلامة و صحة و حياة مواطني مدينتنا و ساكنتها، و هذا الموضوع هو موضوع النفايات الطبية و الأوساخ.

و يمكن تعريف النفايات بأنها: "مواد لم تعد ذات فائدة بعد أن تم استعمالها لمرة واحدة أو عدة مرات، أو هي مواد نتجت من عملية معينة سواء كانت بيولوجية (مثل البراز والبول) أو صناعية (مثل نفايات المصانع). وفي حال عدم التعامل معها بشكل ملائم تشكل خطرا على الصحة وتهديدا للبيئة" (نقلا عن موقع الجزيرة نت).

وتشمل النفايات وفقا لـ منظمة الصحة العالمية: مجموعة واسعة من المواد، منها على سبيل المثال لا الحصر: البراز والبول، والذي يتم طرحه في أنظمة الصرف الصحي.

بقايا الطعام أو الأطعمة التالفة.

فضلات الحيوانات.

منتجات التنظيف التي تنزل مع المياه خلال استعمالها إلى الصرف الصحي.

المبيدات الحشرية.

الأثاث التالف أو غير المستعمل.

الركام الناجم عن انهيار أو هدم المباني.

الفضلات الطبية، مثل المحاقن، والإبر، والمباضع والشفرات الوحيدة الاستعمال، والتي منها أيضا المواد الكيميائية المستعملة في الطب مثل المواد المطهّرة وغيرها.

الحيوانات النافقة أو المذبوحة.

بطاريات السيارات.

المواد الإشعاعية، مثل المواد التي تستخدم في المعالجة الإشعاعية (المصدر السابق).

و بالنسبة لمدينة كيفة فإنها تتوفر على كَمٍّ كبير من النفايات الطبية حيث يقوم بعض أعضاء الطاقم الطبي برَمْي ما تبقّى من مُعدّاتِ و بقايا العلاج على الأرض أو في حاويات كبيرة ثابتة - قلّما يتم التخلّص منها بطرق مهنية-، و قد رأيتُ ذلك مرات في المستشفى القديم و في المستوصف المركزي، كما يقوم بعض أصحاب الصيدليات و المختبرات و المرضى بذلك- و لا تزال بقايا من هذه النفايات موجودة شرقي حائط سكن البعثة الطبية الصينية -شمال المستوصف القديم- (الصورة ١ و ٢ ،و يبدو جزء من بناية مدرسة الصحة في الصورة الثانية). و أثناء التقاطي لهذه الصور لاحظتُ وجود مرضى و أطباء يقدّمون استشارات لهم داخل المبنى -دون الاهتمام بالنفايات الطبية الموجودة شرق الحائط و التي يمكن أن تؤثر على هؤلاء عبر عدة طرق منها:

التنفس، و ذلك عبر استنشاق الرذاذ الملوث بالمواد الكيميائية من النفايات أو الجراثيم، أو استنشاق الهواء الملوث بالغبار.

الملامسة، مثل ملامسة النفايات لجلد الشخص أو أغشيته المخاطية.

الاختراق، مثل وخز الشخص بإبر مستعملة، أو جرحه من قبل نفايات معدنية حادة.

البلع، مثل تناول طعام أو شرب ماء أو سوائل قد تسربت لها النفايات، مثل شرب ماء تلوث بتسرب من مياه الصرف الصحي. ( المصدر السابق بتصرف يسير)، كما أن هذه النفايات كانت موجودة قبل انتقال الطاقم الطبي الى المستشفى الجديد مما يعني تعرّض الكثير من الأشخاص للخطر المحتمل في هذه النفايات، و من هذه المخاطر وفقا لمنظمة الصحة العالمية:

نقل العدوى للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية وعامة الناس.

انتشار كائنات مجهرية مقاومة للأدوية انطلاقاً من مؤسسات الرعاية الصحية.

إصابات ناجمة عن النفايات الحادّة مثل الإبر.

تسمّم وتلوّث من خلال إفراز منتجات صيدلانية.

تسمّم وتلوّث عن طريق مياه الصرف الصحي.

تسمّم وتلوّث بعناصر أو مركبات سامّة، مثل الزئبق، أو الديوكسينات -وهي من المواد التي تسبّب السرطان لدى البشر- وتنبعث خلال عملية الترميد (حرق النفايات). انتهى الاستشهاد / نقلا عن المصدر السابق.

و الغريب في الأمر أن هذه النفايات الطبية تقع بالقُرب من مصدر رئيسي لتوزيع المياه عبر العربات المحمولة على الحمير يملكه رجل أعمال "كبير" ينافسه رجل أعمال شاب غير بعيد من المكان نفسه -على الضفة الشرقية ل"لمسيلة" -: و المنهل العذب كثير الزحام!

و هو ما يعني أن كثيرا من أهل كيفة عُرضةٌ لاستعمال مياه ملوثة بنفايات طبية، و اذا لم يشرب أهل كيفة من هذه المياه فان احتمال تضررهم بها عن طريق أخرى وارد ، و ذلك لأن الجانب الشرقي ل"لمسيله" يستخدمه بعض العمال الماليين لغسل الملابس- بأسعار زهيدة-من المياه السطحية الموجودة هناك- و يقومون بِرَمْيِ الملابس على الأرض حتى تجفّ، و هو ما قد يؤدي إلى مخاطر صحية كثيرة تنتج عن التعرّض لهذه النفايات ، و منها على سبيل المثال -لا الحصر-:

التهاب الجلد (dermatitis).

التعرض لبكتيريا الكزاز (Clostridium tetani).

الهباء الحيوي (Bioaerosol)، وهي كائنات دقيقة تتحرك في الهواء، وترتبط عادة مع النفايات التي تخزن في بيئة رطبة ودافئة، إذ تتكاثر هذه الكائنات الدقيقة بشكل كبير. وقد يؤدي استنشاقها بكميات كبيرة لفترة زمنية طويلة لإحداث حساسية.

التعرض للجراثيم من البراز، مثل بكتيريا "إي كولاي" و"السالمونيلا"، وفيروسات قد تؤدي لالتهاب الأمعاء. وأيضا التعرض لفيروس التهاب الكبد "إيه" الذي ينتقل عبر تناول طعام ملوث ببراز شخص مصاب.

الطفيليات التي ترتبط مع فضلات الحيوانات، مثل (toxoplasma) الذي يوجد في براز القطط بشكل خاص، ويؤدي للإصابة بداء المقوسات، والذي إذا أصيبت به الحامل فإنه قد ينتقل للجنين ويؤدي لمضاعفات خطيرة.

الجراثيم من بؤر الحيوانات مثل القوارض، مثل "داء البريميات" (Leptospirosis)، وهي عدوى ترتبط ببول الجرذان، وقد تقود إلى اليرقان والتهاب السحايا وحدوث تلف في الكلى.

الفيروسات التي تنتقل عبر الدم، مثل التهاب الكبد الفيروسي "بي" و"سي"، وفيروس "إتش آي في" المسبب لمتلازمة نقص المناعة المكتسب "إيدز". وهذ يحدث عبر وخز الشخص بإبر ملوثة بالفيروسات، وهي مشكلة تواجه خاصة من يتعاملون مع النفايات الطبية.

في حال تكدس النفايات فإن المخاطر الصحية قد يكون من الصعب حصرها، وذلك نتيجة لجذب هذه النفايات للذباب والحشرات والفئران، والتي جميعها قد تنقل الجراثيم للإنسان ( المصدر السابق)

و مع فشل الجهات الإدارية و الصحية في الحدّ من انتشار هذه المخاطر فإنها كذلك تتهاون في التعاون مع آثارها و العلاج المترتب على ذلك، فيقع المواطن ضحية ذلك مرتين: مرة لعدم الوقاية من هذه المخاطر -بسبب إهمال المسؤولين- و مرة أخرى من خلال دفع تكاليف باهظة مقابل خدمات صحية عديمة الجدوى قد لا تقضى على الأمراض الناتجة عن هذه النفايات و الأوساخ!!

و الذي يَندى له الجبين أن هذه النفايات و بعض الأوساخ تقع في وسط المدينة و على بُعد أقل من كيلومترين من مقر الولاية، و على بعد أمتار قليلة من سرية الدرك الوطني و الادارة الجهوية للبيئة و مدرسة الصحة العمومية و سكن البعثة الطبية الصينية مما يعني أن الجميع لا يهتم بحال المواطنين و هم -جميعا مقصّرون و مسؤولون أمام الله تعالى - بدءا من العمدة و مجلسه البلدي، و انتهاء بالمدير الجهوي للصحة و حاكم المقاطعة، و والي الولاية.

و من المضحك المبكي أن البلدية و السلطات الإدارية لا تقوم بتنظيف الشوارع الرئيسة إلا عندما يريد الرئيس زيارة الولاية، و كأنّ أهل المدينة حيوانات قذرة لا تستحق النظافة، و إنما يجب عليهم دفع الضرائب و إعلان الولاء المطلق للسلطة، هذه السلطة التي لا تقدّم للمواطن أي خدمة، و تكتفي بالاستيلاء على أمواله، و إرغامه على دفع الضرائب، و التمتُّع بخيرات البلد!!

كما تقوم البلدية بفرض مبالغَ للتنظيف و جِبايتها دون القيام بالتنظيف!! و قد كنتُ شاهدا على قصة غريبة في هذا المجال حيث حاول موظف بلدي تحصيل مبلغ ألف أوقية (قديمة) يتم جبايتها شهريا مقابل التنظيف من إحدى الصيدليات، فردّ عليه صاحب الصيدلية : أنتم لا تنظّفون إلا في هذا اليوم الذي تقبضون فيه المبلغ!!، و لن أدفع لك! فردّ عليه الشرطي المرافق للمحصّل: يجب أن تدفع أو نُغلق صيدليتك!! فاضطر للدفع و سكتَ! و ابتسمتُ ابتسامة المغضب لعدم قدرتي على إنصافه!

و من المهم التنبيه على أن النفايات و الأوساخ لا تقتصر على حي بعينه مثل حي "ألاق" -في وسط المدينة- بل هي علامة مميزة لكل أحياء المدينة و عند مداخلها و مخارجها، فمثلا الصورة رقم ٣ للمدخل / المخرج الشرقي للمدينة من منطقة اتويميرت، و الصورة رقم ٤ من منطقة صونادير شمالي مركز الاستطباب الوطني الجديد (مقبرة غير مسيّجة)، و الصورة رقم ٥ من سوق المواشي المركزي (قرب ثانوية بوعماتو)، و هناك صور أخرى لا أريد نشرها ، و لكن السؤال المطروح هو : ما هو دور البلدية في تنظيف المدينة و مكافحة الأوساخ و النفايات ؟ و ما هو دور الإدارة الجهوية للصحة ؟ و السلطات الإدارية في الحفاظ على صحة و سلامة المواطنين ؟ هل يجب أن يبقوا متفرّجين على المشهد دون تصرّف؟ و أخيرا ما هو دور النخبة في المدينة فيما يتعلق بهذه القضية و غيرها من القضايا الحساسة ؟

إنني من خلال هذا المنبر أطالب السلطات الإدارية و الأمنية و الصحية و المؤسسات الثقافية و التعليمة و التجار و الطلاب و الأحزاب و منظمات المجتمع المدني و أعيان المدينة و غيرهم بالقيام بحملة تنظيف للمدينة و توفير الوسائل و المُعدّات الكفيلة بالحفاظ على نظافتها، فهل سيستجيبون؟!

9 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016