الصفحة الأساسية > الأخبار > مزارعات "أم اتويزيه" يعملن في ظروف قاسية لكنهن يأبين الاستسلام للجوع (...)

مزارعات "أم اتويزيه" يعملن في ظروف قاسية لكنهن يأبين الاستسلام للجوع (تقرير)

الخميس 8 كانون الأول (ديسمبر) 2022  05:55

هي قرية "أكسر أم اوتويزيه" التابعة لبلدية الملكه ،الواقعة على بعد 60كم جنوب مدينة كيفه.

يسكن بهذه القرية مئات الأشخاص ، يمثل النساء والأطفال غالبيتهم إذ يتفرق الرجال بين المدن للبحث عن العمل من أجل إعالة أسرهم بهذه القرية.

يعتمد السكان في حياتهم على مصدرين فقط هما رعاية قطعان البقر وزراعة الوادي المجاور "بتقليت " خلال فصل تهاطل الأمطار؛ هم فقراء بشكل عام وترتبط حياتهم ارتباطا مصيريا بالمطر.

خلال هذا العام الذي تميز بشح الأمطار لم يستطع الأهالي "بأم اتويزيه" زراعة حقولهم كما اضطر من يملك منهم قطيع بقر إلى سوقه إلى الجنوب بحثا عن العشب.

وهي الوضعية التي فاقمت قساوة الحياة على هؤلاء المواطنين الذين باتوا ينتظرون ما يبعث به رجالهم من المدن الأخرى لإعالة الأسرة.

ومن أجل التحرك لتفادي مجاعة أصبحت عند باب كل أسرة في ظل غياب أي تدخل حكومي مهما كان نوعه قرر نساء "أم اتويزيه" التحرك والتشمير عن السواعد .إنهم لا يردن الاستسلام للجوع.

اجتمعن في وقت سابق وقررن البدء في عمل تعاونية زراعية للخضروات شارك العشرات منهن في التصديق عليها.

وهنا وقفت أمام المزارعات معضلات على رأسها البذور والماء السياج.

جمع النسوة مساهمات متواضعة للمنخرطين في التعاونية وقاموا بشراء البذور ثم طلبوا من الرجال القيام بحفر خنادق وحفر للحصول على ما أمكن من مياه "لمسيله" وقد استجابوا لذلك فورا وتوفر قليل من الماء ثم بادر النسوة بجمع الحطب والعيدان والقماش لوضع حماية على المساحة المزروعة وبدأ العمل في البذر والغرس والإنبات. وبشكل دوري ومنظم تم توزيع أعضاء التعاونية إلى مجموعات تتناوب على السقاية والحراسة.

وكالة كيفه للأنباء زارت هذه التعاونية التي بدا أصحابها يعملون في ظروف قاسية حيث ينعدم الماء الكافي وتغيب أي تقنيات أو وسائل حديثة فضلا عن الدعم المادي أو الإرشادي من أي جهة كانت.

رئيسة التعاونية السيدة جينابا قالت أنهن اضطررن لإنشاء هذه التعاونية الزراعية لجاجتهم الماسة إلى ما يسدون به رمقهم وبدت غير متفائلة للمحصول نظرا لضيق المساحة المزروعة وتنوع المشاكل والآفات وأعربت عن خيبة أملها في "حكومة" ولاية لعصابه التي لم تقدم لهذه القرية أي مساعدة ومع ذلك فهي لا تقنط من رحمة الله وتذكر هذه الحكومة بواجب الالتفات إلى سكان قريتها التي تعيش مجاعة حقيقية.

الناظر إلى مستوى تلك التعاونية يدرك تمام الإدراك أنها لن تحقق الحد الأدنى من حاجيات هذه القرية للغذاء وستتولد لديه الشفقة والحزن على حال هؤلاء المواطنين ،ومع ذلك يمكنه أن يتمسك بقليل من التفاؤل وبوجود ضوء خافت في نهاية النفق ما دام لدى هؤلاء النسوة إحساس بالمبادرة والتحرك لمواجهة الفاقة بأي عمل مهما كان عبثيا وغير مضمون النتائج.

الشكر موصول "للدولة الموريتانية" فهي لم تهجر هؤلاء الناس ولم ترسل إليهم من يجلدهم ويسحلهم ويبصق كل يوم على وجوههم. هي فقط تمنعهم من الاستفادة من ثروات بلادهم الطائلة وتحرمهم من الرعاية الصحية ومن التعليم والغذاء.!!

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016