الصفحة الأساسية > الأخبار > Le calame: النادر عزيز

Le calame: النادر عزيز

الجمعة 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012  00:41

احمد ولد الشيخ

أخيرا عاد الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى انواكشوط. بعد أربعين يوما من خضوعه للعلاج فى فرنسا بعد تعرضه "لرصاصات صديقة". كان فى انتظاره عند نزوله من سلم الطائرة جمهور غفير احتشد لاستقباله فى المطار وعلى طول الطريق نحو الرئاسة.

استقبال لم يكن عفويا على الإطلاق كما حاول البعض ترويجه وكما لم يتوقف معلقوا الإذاعة والتلفزة عن قرع أسماعنا به. وقامت الوزارات والإدارات والمؤسسات العمومية وحتى الخصوصية بإرغام موظفيها وعمالها على الحضور في هذا اليوم الذى هو عطلة، وكانت لكل قطاع مساحة معروفة على طول الطريق نحو الرئاسة. الاتحاد من أجل الجمهورية كان له دوره المشهود فى حشد أنصاره. كما انضم إلى هذه الجهود جهود رجال الأعمال المقربين من السلطة. حيث كان لهم دور كبير جدا فى تأمين الموارد المالية اللازمة لتنظيم الاستقبال (العفوي). فالبنسبة للأوليغارشية السياسية العسكرية المالية، التى تختطف هذا البلد منذ أربعة وثلاثين عاما، فإن التحدى يجب أن يكون لصالحهم بأي ثمن. بعد ثلاثة أيام من مهرجان المعارضة؛ كانت الرسالة أن ’العزيزية’ لا تزال بخير وأنه لا أخطاء العسكريين ولا الغياب الطويل سوف يجعل الموريتانيين يتراجعون عن دعم ومساندة السياسة ’الرشيدة’. حتى توظيف أساليب هياكل تهذيب الجماهير فى أدنى درجاته. فحشد الجماهير لحضور استقبال رئيس ليس مقياسا لأي شيء؟ فكم اجتمع من أجل معاوية؟ أنسيتم؟ وفى صباح الــ3 من أغسطس 2005، انقلب كل شيء، فنفس الوجوه التى كانت تعبد الرئيس أصبحت تصفه بأقذع الأوصاف وتمدح من أسقطوه.

مرت أربعون يوما. ونحن لا نعلم شيئا عن الظروف الحقيقية لإصابة الرئيس، وليست معلومات تذكر عن وضعه الصحي، ولا عن تداعيات الحدث. بعد ظهوره لمرتين مع وزير الدفاع ومع الطبيب المعالج سرت أحاديث عن أن وضعه الصحي قد انتكس، وهو ما حمله على أن يفاجأ الجميع باستقباله من طرف هولاند. الرئيس الفرنسي الذى كان يتجنب ولد العزيز كما لو كان طاعون ولم يرسل إليه لا وزيره الأول ولا وزير خارجيته مدة علاجه ونقاهته؛ قدم له هدية لا تعوض قبل أربع وعشرين ساعة من مهرجان المعارضة، الذى انتقد الفراغ فى سدة الرئاسة. وتدخل فرنسا فى اللعبة السياسية الداخلية فى موريتانيا ليس أمرا اعتباطيا. فهل أنها تلقت ضمانات تتعلق بالتدخل العسكري فى مالى الذى كان ولد عبد العزيز يرفضه؟ ألم يقل هولاند أن باب الحوار مع الجماعات المسلحة قد أصبح مسدودا؟ أو بمعنى آخر نحن الاثنين متفقان على أن الحرب هي الحل الوحيد. لكن عزيز وافق على الأمر، لكنه تراجع فى مقابلته مع فرانس 24 حيث أكد على أن الحوار يظل الخيار الأفضل. وهو تراجع لن يفوت على الفرنسيين. وهو أمر ليس غريبا على رجل اعتاد على سلوك طرق ملتوية للوصول إلى هدفه. لكنه عاجلا أو آجلا سوف يواجه الحقيقة. ونحن من جانبنا نشتكى من شخصنة السلطة وارتهان المؤسسات وإخلاف المواعيد الانتخابية، والتسيير غير الشفاف للمال العام، وعجز الحكومة، وهيمنة الجيش. والقائمة تطول. وهي تتطلب أن يبحث لها الرئيس عن حل قبل أن يحل مشاكل الآخرين.

le calame N° 859

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016