كانت قرية "أكن" في بلدية أقورط اليوم ال 21 سبتمبر 2018 على موعد مع تظاهرة سياسية حاشدة تعد من أكبر التجمعات الشعبية التي عرفتها البلدية منذ نشأتها ، فقد تصبب المدعوون من طرف منسقية اتحاد قرى راس الفيل أفواجا متوالية من كل التجمعات القروية الموجود في بلدية أقورط ؛وهناك بدأت الشخصيات القيادية في المنسقية برئاسة السيد محمد ولد أكبيدت أم ومساعده سيدي ولد الشيخ في استقبال الوفود.

الفعاليات بدأت بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم قبل أن يتقدم الزعيم التقليدي السيد صدفي ولد أعويمير للحديث فرحب بالحضور وشكرهم وتمنى لهم مقاما سعيدا ولأعمالهم وطموحاتهم التوفيق و النجاح.

رئيس منسقية اتحاد قرى راس الفيل السيد محمد ولد أكبيدت أم شكر بدوره ضيوفه وقال إن منسيقته لم تتأسس أصلا من أجل الأهداف السياسية وإنما لأغراض اجتماعية وتنموية، غير أن حاجة السكان البلدية لخدمات في المستوى وفي التغيير على المستوى المؤسسي دفعتهم في نهاية المطاف لتبني هذا الخيار في محاولة لحلحلة الواقع المر الذي يعيشه السكان، مبرزا أنهم موالون لرئيس الجمهورية ومؤيدون له وأنهم فقط يعارضون ممارسات وأساليب أشخاص بعينهم وأردف أنهم ليسوا قبيلة ولا عرقا ولم يدخلوا الميدان ضد أحد أو زعامة وإنها من أجل تغيير حال السكان إلى الأفضل.

ولد أكبيت أم طالب قيادة الحلف الذي تأسس تحت يافطة حزب السلام بوضع الآليات والهياكل التنظيمية لهذا الحلف الكبير الضارب في كل أنحاء الولاية ،والذي أصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية.

ثم طالب العمدة الفائز وكذلك النائب لمرابط ولد الطالب ألمين بالتحلي بالمسؤولية والدفع بقضايا السكان الحيوية، موص بأن أجواء الحملة انقضت وأن سكان البلدية متساوون اليوم في الحقوق والواجبات.

الوزير السابق أحمدو ولد إدي تدخل فأوصى بالعودة إلى الحياة الطبيعية وبالأخوة والتوحد، مبرزا أن جميع سكان البلدية هم أسرة واحدة ولم يعد أي شيء يفرقهم وشدد على أن حزب السلام هو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأنهم مؤيدون حتى النخاع لرئيس الجمهورية وطالب النائب ولد الطالب ألمين بقيادة مبادرة برلمانية من أجل فتح الدستور لمأمورية ثالثة لرئيس الجمهورية. أما الفقيه الشيخ ولد صالح فقد هنأ الحاضرين على هذا الحفل البهيج، وحث على نسيان الحملة وعلى المحبة والتآخي ونبذ التفرقة والضغائن.

وطالب المنتخبين الفائزين بالعمل على أداء المهام الموكلة إليهم على الوجه الأكمل حتى يستطيعوا العودة ومواجهة الجماهير في المأموريات القادمة.

بدوره تحدث العمدة المصطفى ولد أسويلك فقال إنما ما يحدث اليوم في بلدية أقورط كان حلما وتعهد بأن يكون عند حسن ظن الجماهير التي اختارته.

النائب لمرابط ولد الطالب ألمين قال إنه ممتن لهذه الوجوه وأنه مسرور بالتغيير التاريخي الذي حدث في البلدية متعهدا بأن يكون نائبا لمقاطعة كيفه ومدافعا مخلصا وجسورا عن حقوق ومصالح أهلها.

ثم تتابعت المداخلات من طرف الوجهاء والأطر والفاعلين في هذا الحلف فصبت كلها في التهاني والإشادة بما حققه الحلف من نجاحات ومطالبة بتقويته واستمراره.

هذا المهرجان نظم على وقائع مأدبة غداء فاخرة أكل فيها المئات مما لذ وطاب من رزق الله وكان دوي المدافع التقليدية يتناغم مع الزغاريد وترانيم "النفاره".

لقد كان هذا التجمع من أضخم المناسبات الشعبية التي عرفتها البلدية وبه تكون منسقية راس الفيل قد توجت أشهرا متوالية من العمل الدؤوب في هذه البلدية وأظهرت عمقا وشعبية منقطعة النظير وذلك في ظرف وجيز يقل عن السنتين بعد الـتأسيس ، ولا جدال بعد اليوم فإن هذه المنسقية كانت هي الشرارة الأولى في هذه الهبة الشعبية التي وضعت حدا لثلاثة عقود من سيطرة أحزاب "المخزن" والزعامات التقليدية على هذه البلدية الحيوية.