الصفحة الأساسية > أعلام > من أعلام ولاية لعصابه الحافظ «خيرفينا ولد ديده»

من أعلام ولاية لعصابه الحافظ «خيرفينا ولد ديده»

الثلاثاء 19 أيار (مايو) 2015  16:01

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم

*ترجمة شيخنا الحافظ:*

*خيرفينا ولد ديده.*

هذه ترجمة كتبتها وفاء بالعهد وصلة للرحم، وقياما ببعض الواجب، وردا لبعض الجميل، تعرضت فيها لجوانب مضيئة من حياة شيخنا الحافظ الدرَّاكة: محمد المختار ولد سيدي محمد ولد ديده ولد اجلالي البومالكي القلاوي، المعروف بخيرفينا ولد ديده وكنيته: "بُبِلَّه" أو "هِن" (بسكون النون) وكل جوانب حياته مضيئة.

وقد تأخرت في كتابتها كثيراً آمل أن يتولاها عني من هو أولى بذلك من طلبته المقيمين بالوطن، فقد يتوفر لهم من دقة المعلومات وضبط الأحداث ما لم يتوفر لي بحكم كوني في الغربة، بعيدا عن الوطن، ناء عن الدار، وليس لدي إلا ما تسعفني به الذاكرة التي يصعب عليها الاحتفاظ بتفاصيل كل تلك الخصال الحميدة.

ولما لم يقم أحد عني بهذا الواجب المتحتم علينا - معاشر طلاب الشيخ – استخرت الله تعالى، وأقحمت نفسي في لجته، فـ"ما لا يدرك كله لا يترك جله" ولعل الله تعالى أن يقيض لهذه الترجمة من يكمل نقصها، ويصحح أخطاءها، أو يترجم لشيخنا ترجمة مستقلة وافية تليق بمقامه، وتفي ببعض حقه علينا، بعد أن لم يتحقق أملنا في ترجمة ضافية له ضمن من ترجم لهم في كتاب "أهل بومالك حقائق ومآثر " ولكن جيده جاء عاطلاَ من حِلية بترجمة شيخنا " ببله".

وقد أحسست أن هذا الواجب تحتم علي أكثر حتى - ولو كان لي عذر الغربة المذكور سابقا- وذلك بحكم أنني قد أكون من أكثر التلاميذ الذين انتفعوا بالشيخ، وخاصة من أهل الطبقة الوسطى من طلبته، فكنت أكثرهم ملازمة له، نتيجة لتفرغي للعلم الشرعي، حتى أنني لم أدخل المدرسة إلا متأخرا بعد تحصيل ما أمكن تحصيله هناك من الدرس المحظري.

فقد لا زمته ابتداء من سنة:1980م. وهي السنة التي هاجر فيها شيخنا سيدي محمد ولد صالح (حم) بتفخيم الميم، إلى العاصمة نواكشوط هجرة إقامة، وهي توافق السنة الثالثة من عمر المدرسة الابتدائية في احسي الطين، التي تم افتتاحها أول مرة سنة 1978م. فدخلها كل طلبة شيخنا (حَمَّ) باستثنائي: أنا وأخي سيدي بكر ولد المجتبى من طلابه، حيث مانعت الوالدة - أطال الله عمرها - في دخولنا المدرسة قبل حفظ القرآن الكريم.

وقد بدأت دراسة القرآن على شيخي "ببله" وأنا في الجزء السابع عشر، واستمرت الصلة والملازمة له، فلم ينقطع الدرس عليه إلا بعد سنة: 1990م. حيث التحقت بالإعدادية في ولاية لعصابة، ثم انتقلت منها لمتابعة الدراسة في ثانوية تيارت بنواكشوط العاصمة سنة: 1992م.

وخلال هذه المرحلة قرأت عليه القرآن (كسر ذهابة ما تبقى من القرآن) وأعدت ما سبقت دراسته عند شيخي الأول، ثم كتبت عليه جزءا من الرسم، ودرست عليه جل مختصر خليل، واكتفيت من المختصرات الفقهية - كابن عاشر والأخضري- بكثرة سماعها واقرائها من الشيخ للطالبات، فقد كان ذلك كافيا لاستيعابي لها، باستحضار منثورها وحفظ منظومها ولله الحمد.

وكنت خلال هذه الفترة أرافق الشيخ في حله وترحاله، وفي جل نشاطاته، رغم أنه لم يكن كثير الأسفار ولا يحبها، إلا لضرورة قصوى، وقد قيل إنه سافر مرة في شبابه للعمل في احدى الشركات الوطنية في الشمال، وتحديدا في مدينة بنشاب، التابعة لولاية اگجوجت، ثم رجع ولم يسافر للعمل بعد ذلك في علمي، وإنما جلس بعد ذلك وأقبل عليه الطلاب وانتفعوا به، وخاصة بعد سفر "طالبنا" (حم) كما ذكرنا،

لقد بدأت بهذه العلاقة ليتبين عمق الصلة به، وعظيم حظوتي به، مما يحتم الكتابة عنه ولو بالجهد المقل، والوصف المخل.

*أولا: نشأته وطلبه للعلم:*

ولد شيخنا الحافظ بتاريخ:13/8/1941م في بيت شرف ومحتد كرم وحِمى علم، ومستقر مروءة، وسط أرومة من الحفاظ، بل وحتى الحافظات، فوالد: سيدي محمد ولد ديده (حم) حافظ، وعمه: الحسن ولد ديده من مشاهير الحفاظ، المعروفين بقوة الحفظ وجمال الخط.

ووسط هذا المحيط وهذه البيئة العالِمة عاش شيخنا، فحفظ القرآن الكريم مبكرا، يعينه على ذلك شدة ذكائه وقوة حافظته، ثم انضم للمحاضر الأهلية المجاورة، كما هي عادة أهل ذلك الجيل من الرعيل الأول من سلف القبيلة في طريقة طلب العلم.

*ثانيا: شيوخه في العلم.*

من أهم شيوخه الذين كان يذكرهم ويجلهم ويصل أهل وِدِّهم:

- الحافظ: محمد ولد محمد الهادي، البومالكي القلاوي، صاحب المدرسة القرآنية الشهيرة في ارگيبه وغيرها والمعروفة بكثرة طلابها و"مساديرها" (خريجيها) في القرآن الكريم.

- لمرابط: الشريف: عبد الرحمن ولد سيدي عالي، المكنى ديمان، البومالكي السيداوي القلاوي. (ت:1990م) صاحب المحظرة الفقهية الشهيرة في حمى انواملين، والتي استقرت أخيرا في قرية (تفراديت) شمال جبل انواملين الشهير.

- الحافظ: سيدي المختار ولد شعيب، البوماكي القلاوي، (ت:2015م) شيخنا وشيخ شيخنا، فكان يصفه شيخنا بطالبنا، ويجله، اجلال الطالب لشيخه.

فهؤلاء الثلاثة كان يسميهم "طلبتنا"، أي مشايخنا، فلازمهم ملازمة متفاوتة، وأخذ عنهم علوما مختلفة بلا واسطة، كل في مجال تخصصه، حتى نهل من معين علمهم، واتصف بجميل صفاتهم وتأسى بسلوكهم، فأكسبه ذلك معرفة شمولية، محلاة بالأخلاق والشيم، استغلها في التدريس والنصح وتربية الأجيال.

*ثالثا: العلوم التي درَسها ودرَّسها* : يعتبر شيخنا أحد "مسادير" من ذكرناهم من أهل العلم والفضل فلذلك ورث عنهم علما جما، وباستيعاب معرفي كبير، بوأه لتلك المنزلة الفهم الثاقب والقرائح الذكية، فكان من الطائفة التي "أمسكت الماء وأنبتت العشب". فدرَّس العديد من المواد الشرعية، والمتون الفقهية، إضافة إلى التخصص الأول، وهو القرآن الكريم وعلومه، فكان يدرس مختصر خليل وابنَ عاشر والأخضري وغيرها..

وكان إلى جانب ذلك صبورا على التدريس، ومشاقه رغم كثرة الطلاب في أكثر الأوقات، وازدحام هموم الحياة ومشاغلها، فقد كان هو الشيخ الوحيد المتمركز لتدريس الطلاب بعد هجرة الشيخ سيدي محمد ولد صالح عن القرية، و كان من أهل الحضر، ولا يحب السفر لغير ضرورة كما أسلفنا، وقد أعطاه الله تعالى ملكة حسن الخط رغم أنه كان أعسراً( يكتب بيده اليسرى).

وقد كانت لشيخنا همة عالية في تحصيل العلوم واكتساب المعارف، واقتناء الكتب، وإعارتها أحيانا إن احتاجها ولم تكن عنده، وأذكر أني ذهبت معه مرة إلى قرية مجاورة لاستعارة حاشية الدسوقي، وقد كان يومها يدرس مختصر خليل لبعض الطلاب من القرية.

وكان يدرس طلابه حسبة إلا من بعض المكارمات العرفية، غير الملزمة، وكان يحثهم على التحصيل ويشجعهم، ويدعوا لهم بالدعاء الضريع ويوجههم، ويرشدهم شفقة عليهم، ومحبة منه لهم ونصحا جُبل عليه، وقد نلت من ذلك - ولله الحمد - الحظ الأوفر بحكم تفرغي له، وطول ملازمته والتشرف بخدمته، فكان يدعو لي دائما بـ" فتح العارفين بالله" ومرة يخص "فتح الطالب عبد الله" وهو صاحب الرسم المعروف.

وكان يقول لي: لن تدخل مسابقة علمية إلا و تفوقت فيها بإذن الله تعالى، وكان يكن لي محبة خاصة، وإنما ذلك من طيبه وفضله، حتى أنني لم أزره مرة إلا وقام لي وظهر البشر عليه، لم يتخلف ذلك، حتى بعد أن أثقله المرض كان الوجه يعبر عن ذلك، واللسان ترجمانه، رحمه ربي رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة هو و والدينا ومشايخنا ،وجمعنا بهم في مستقر رحمته وتحت ظل عرشه.

*ثالثا: عبادته وأخلاقه*

كان شيخنا "بُبله" رحمه الله تعالى طيب السمت حسن الليل، كثير العبادة، مواظبا على الصلاة في الجماعة رغم شاغل التدريس، وكان حريصا على شهود الجمعة، وصلاة العيدين التي غالبا ما يؤم الناس فيها أيام صحته، وكان رحمه الله تعالى دائم البشر كريم الخصال لين العريكة في جانب المعروف والخير، كثير التلاوة للقرآن في جلوته وخلوته، له الحظ الأوفر من حسن الخَلق والخُلق، محافظا على هندامه وبزته، يكرم الناس، وينزلهم منازلهم.

يعرف لأهل الفضل فضلهم، حباه الله تعالى بنصيب وافر من العقل والحكمة، والقدرة على تدبير السياسة في مجتمعه وأهليه الذين يكنون له الاحترام ويصدرون عن رأيه. وخصاله الحميدة تأبى على العد، وليس من أقلها شأنا خصلة القناعة والزهد في الدنيا والرضى بما كتب الله له، مع حسن التصرف والقيام في مَهَنة الأهل والجيران، وهو الجانب الاجتماعي والسياسي الذي ضرب فيه بسهم وافر.

**رابعا: دوره الاجتماعي والسياسي.*

رغم اعتناء شيخنا بمهمة الإقراء والتفرغ لها حتى لقب بيته بـ" اتلاميد " أي: التلاميذ- إلا أنه كان أحد الأعيان والأركان البارزين في مجتمعه، وكان شخصية خدمية محورية في البلد عموما، يخدم الناس حسب استطاعته، ويقوم هو وطلابه بخدمتهم، ويشتغل بالتوجيه والإرشاد و إكرام الأضياف التي كثيرا ما ترد على بيته من كل صوب وحدب، فقل أن يُرى بيته خاليا من الضيوف حتى كأن بيته بيت الضيافة، ولم يكن ممن يظعن فكان بيته يشكل المأوى للضيف وأهل البادية.

وكان إلى جانب هذا يعيل العديد من الضعاف من أهله، ويخدمهم بيده ويعطيهم من ماله ويسوي بينهم في بشره وخُلقه، وكان له عطف خاص على أخواته وأمه التي كان يبرها كثيرا ولا يشرب "الشاي" إلا معها وبحضرة أخواته وأفراد عائلته مبالغة في الحفاظ على الود ولحمة الأسرة وتطييب القلوب وجبر الخواطر.

ورغم زهده في الدنيا فإنه كان يفهم الزهد على حقيقته، فلا معنى للزهد فيما ليس عند الشخص، لذلك فقد كان على رأس الرجال الذين عَمَروا القرية وبنوا الدور وغرسوا النخيل وحفروا العيون والآبار، وشيدوا السدود وزرعوا ......، وكان ينفق من ذلك على عياله وأهله وأضيافه وطلابه إن اقتضى الأمر ذلك.

وبالجملة فهو رجل الدنيا والدين: يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا، وهو إلى جانب ذلك مرجع اجتماعي يُرجع إليه في مهام القرية ومصالحها الأساسية، واصلاح ذات البين بين أهلها، ويستشار ويؤخذ برأيه الذي غالبا ما يوافق الصواب لحكمته، وكان لا يبخل بالنصح والإرشاد، وكان مخموم القلب لا حسد فيه ولا ظل ولا بغي. رغم أنه عاش (أيام الصبر) والشدة والخلاف بين الإخوة الأعداء.

*خامسا: صبره وتحمله*

ضَرب شيخُنا رحمه الله تعالى المثل الأعلى في الصبر والتحمل، فكان قدوة في ذلك، فقد ابتلي في بداية حياته بموت زوجته وأم عياله الكبار: (ابن واحد و ثلاث بنات ) فتوفيت عن بعضهم في سن الرضاعة، وهي المرحومة بإذن الله تعالى الناجية بنت البو( ابو) ولد خطري ( ابن عمه )، وأمها ابتيتو بنت النينَّه ولد سيدي المختار من أهل الطالب امحمد ولد بيساق القلاوي.

وبعد أن رباهم التربية الحسنة، بالعلم والأخلاق والسلوك الحسن تزوج بنت الأكارم: أم كلثوم بنت صدفَه ولد أحمد لخيار

من أهل المختار (اييه) ولد معيوف بن أحمد البومالكي القلاوي. فأنجبت له ولدين وبنتين.

ولكن تشاء الأقدار مرة أخرى أن يمتحن الله شيخَنا في صبره وقوة دينه وشدة تحمله - رغم أنه كان يومها بدأ يعاني من المرض، الذي ألم به ولازمه طويلا- ويُكتب اسم شيخِنا في لائحة الصابرين والمبشرين بالصلوات والرحمات المنجيات. قال تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

وهو مبشر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث " الرقوب" وغيره، ففي الحديث الصحيح من طريق ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول صلى الله عليه وسلم:( ما تعدون الرقوب فيكم قال قلنا الذي لا يولد له، قال ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا..).

فقد اختطف الموت صغيره وابنه الأكبر وفلذة كبده من زوجته الثانية الذي جاء على فترة من النسل وانقطاع من الذرية، حيث تُوفيَّ صغيرا بسبب الغرق أمام عينيه، فصبر صبر الجماد، واحتسبه لله تعالى واسترجع، فكان له ذلك الولد فرطاً على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، خاصة أنه كان يحبه كثيرا، وكان طفلاً تبدو عليه علامات الذكاء وجودة الحفظ. ولله ما أخذ وله ما أبقى، والخير فيما اختاره الله.

ومن أعظم ما ابتلي به شيخُنا في آخر حياته من المصائب هو المرض العُضال، الذي أصابه واستمر معه حتى آخر حياته، فكان صابرا محتسبا لله تعالى رغم المعاناة الشديدة، والصبر على الآلام والمشاق والأسفار الكثيرة للعلاج إلى العاصمة البعيدة من مكان سكنه بما يزيد على660كلم، ولكن ذلك لم ينل من طبعه، ولا طوى بشره عن أحد، بل ظل يقرئ الطلاب إلى عهد قريب احساسا منه بتعيُّن ذلك عليه، وتحملاً للمسؤولية التي تعود على تحملها دائما.

*سادسا: ثناء أهل الفضل عليه*

اتصف شيخنا رحمه الله تعالى بجميل السلوك وحميد الصفات التي أشرنا إلى بعضها سابقا - على سبيل المثال لا الحصر- وهذا السلوك الحميد والصفات الجبلة المركوزة في طباعه جعلته محل ثناء ومدح من طرف العامة والخاصة، وكل من يقابله أو يسمع عنه، أحرى من يجالسه أو يعرفه عن قرب.

فلا تجد أحدا من القرية أو الجيران أو حتى من أهل البادية والقرى البعيدة ممن عرفه وحظي بشيء من خبره إلا ويثني عليه، ويرطب لسانه بالدعاء له، ويشكره كامل الشكر، ويكن له المودة، وربما يبعثون إليه بالهدايا من بعيد، لكثرة ما عرفوا فيه من كرم الضيافة وحسن الأخلاق.

أما أعيان القرية فيكنون له الاحترام الخاص، وخاصة منهم جماعة المسجد، حتى من هم أكبر منه سناً، فقد كان الوالد رحمه الله تعالى: المجتبى ولد الشيخ سيدي إبراهيم ( ت:2007م) يثني عليه ويقدمه للصلاة، ويصفه بكل وصف حميد، ولم يكن يثني إلا على من يعجبه من أهل الفضل والدين والمروءة والصلاح دون غيرهم، كما كان شيخنا دَدَّار ( سيدي المختار ولد شعيب) المتقدم ذكره يثني عليه ويزوره، وكان إذا جاءه يحتفي به ويفرح له فرحا شديدا.

*سابعا: عقبه وعائلته*

أعقب شيخنا من زوجتين كريمتين كما ذكرنا سابقا، فعياله من الناجية هم: حاجة ( المضيافة خادمة الطلاب)

ولخصاره: وهي طبيبة في مستشفى احسي الطين، والأستاذة الكريمة سكتو مديرة مدرسة احسي الطين، وأخوهم الأصغر الفاضل: سيدي محمد ( سيدي).

أما عياله من أم كلثوم بنت أهل أحمد فهم: محمد المصطفى - وقد توفي في حياة أبيه كما أسلفنا، وأخوه الحافظ محمد الهادي، وأختاهما: نبقوه وتسلم حفظ الله الجميع وأمد في حياتهم.

ومُترجَمنا وشيخنا هو سليل أسرة المجد والصلاح، أهل ديده من أهل سيدي ولد الجلالي، المعروفين بالعقل والحكمة والذكاء، وله اخوة لا يقلون عنه شأناً، وهم: المرحوم ديده ( ت: 2013م) والذي كان شيخنا يكن له محبة خاصة، وكان يدخل عليه البِشر والسرور وينشرح له انشراحاً، ومحمد الهادي المكنى (يهاه) (ت:2017م ) وهو أكبرهم سنا، ومحمد الأمين شيخ محظرة كصادو في انواذيبو - أطال الله عمره في صحة وعافية. وهو الوحيد المتبقي من عيال سيدي محمد ولد ديده رحمه الله. وكل هؤلاء من حفظة القرآن الكريم. وإن اختلفوا في مستوى الإتقان.

أما أخواته وهن ثلاثة: أم اخريص وأمنة والشينه رحمة الله عليهن فقد كن يعتبرنه بمثابة الأخ الأكبر لهن، بل في منزلة الأب. وأم الجميع هي: بنت الأكارم: فاطم ( مامَّه) بتفخيم الميم بعد الألف، بنت النونَّه ولد زيدان، من عائلة أهل زيدان من أهل معيوف ( أهل اييه).

رحم الله شيخنا الحافظ العابد الزاهد، الكريم الشهم، القائم بحق نفسه وحق غيره، الحالي بكل خلق رفيع، والمترفع عن كل فعل ذميم، لقد عاش حياته وهو مضرب المثل الطيب: أصله ثابت وفرعه في السماء، يعطي من خصاله كل حين بإذن ربه حتى أسلم الروح لباريها يوم20 يوليو من سنة: (2005م) ودفن في مقبرة احسي الطين. إلى جنب أبيه وخلانه في الدنيا، رحم الله الجميع برحمته الواسعة.

وما مات من عقب الولد الصالح، والعلم الذي ينتفع به، مصداقا لقوله

صلى الله عليه وسلم في الصحيح :(إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).

د: الطالب ولد المجتبى ولد عنگر.

الكويت بتاريخ: 13 رمضان 1440هـ الموافق: 18/5/2019م.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016