غياب الضمير

السبت 5 كانون الثاني (يناير) 2013  02:42

زين العابدين ولد المنير

و كان للإنسانية لسان ينطق لصاحت مخاطبة كل بشري قائلة: أيها الإنسان أين غاب ضميرك وكيف أمكنك النوم ملئ الجفون ممتلئ البطن دافئ الجسد وأخاك من بني جلدتك ووطنك يذوق الويلات لنقص ما فاضت به خزائنك.

ولابتهلت للخالق أن يمد يد العون للإنسان الفقير المعدم في كل المواسم؛ لأن عين الغني الرحيمة مغمضة ويده المنفقة مغلولة فيما سوى رمضان إنها المتاجرة وانعدام الإحساس بالآخر عندما يغيب الضمير الذي هو أساس الأخلاق البشرية الرادع الآمر فتغيب الرحمة ويكون الشعور بالضعفاء مقرونا بنيل الأجر المضاعف فقط.

عندما يغيب الضمير يسير المرء في طريق الشر بلباس الخير ويمشي في الرذيلة باسم الفضيلة فترى القوي الحاكم يقتل ويحرق شعبه بسم حفظ النظام ومحاربة العصابات، وترى المحتال يسرق المال بسم إعمار المساجد

في زمن غاب فيه الضمير الذي هو الخلق هو الرحمة التي تستيقظ في الإنسان عندما يرى أخاه يعيش واقعا لا يتمناه لنفسه من جوع وبؤس وحرمان .

أخي الآدمي المسلم والوطني أما امتحنت ضميرك في مواقف متعددة ومشاهد على مر عمرك أما جلت ليلا بقدميك أو بمخيلتك أو سجلت من ذكرياتك ليلة مع الفقراء في مساكنهم؟

أما رأيت إخوانك من أهل "الكبات" و"الكزرات" في ليل الشتاء الطويل وهم يلبسون فراشهم من البرد متجمدين في أكواخهم الهشة التي تعصف بها زوابع الشتاء تلك الزوابع التي تثير قعقعة "السنك" فيهتز لها الكوخ ليوقظ الصغار وقد ناموا على أمل أن تكون وجبة الغد أفضل من الأمس الذي كان غدائهم فيه عشائهم تلك الليلة فناموا بعد صراع جوعهم .

أما رأيت مريضهم يتألم من وجع البرد فلا طبيب يسعفه ولا يد تواسيه في قسوة الشتاء الذي يخترق برده قصور الأغنياء فكيف بأكواخ الفقراء لا فرق إلى أن الغني حصن جسمه ووقاه لسعه بقدرته على اقتناء ما يدفئه والفقير محروم ماله إلى لطف خالقه.

أخي الآدمي والمسلم والوطني أين كان ضميرك وأنت لاشك رأيت أو سمعت أوتخيلت أو عايشت قبل أن يفتح الله عليك أما عاتبك وأنت ترى خدمك أو بعض اهلك يرمي الطعام في القمامة وقد أنفقت مالك في مالا تحتاجوأين الدين والإحسان عندما تعيش لنفسك غير عابث بمن حولك .

أخي وخصوصا شباب وطني سطرت كلماتي لعلى أوقظ فيك روح الإنفاق والإحساس بالضعفاء وكلى أمل أن أرى قوافل الشباب محملة بمؤن الشتاء تجوب "الكبات" و"الكزرات" وأحياء الترحيل والأرياف تواسي فقراء بلادنا وما أكثرهم من بؤساء وفقراء لا يسألون الناس إلحافا

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016