منذ سنة 1996 تاريخ تزويد مدينة كيفه بالكهرباء وبعد ذلك حصولها على شبكة مياه سنة 2003 ، ظلت أحياء كثيرة يعيش بها آلاف الفقراء محرومة من خدمات الماء والكهرباء، وقد ثابر سكان أحياء :

المطار – العنكار – دبي – أمصيكيله – السيف – صونادير – التميشه وغيرها على توجيه عشرات الرسائل وتنظيم العديد من الوقفات الإحتجاجية للفت الأنظار إلى مطالبهم المشروعة ؛ وعلى تعاقب الإدارات والمسؤولين وتبادل المنتخبين فإن التجاهل بات هو نصيب هؤلاء المساكين وظلت أساليب المماطلة والتسويف هي أدواة تخديريهم ، فاستسلموا لقدرهم، فأطفالهم لا يستحقون شراب الماء الصافي ودفاترهم المبعثرة لا ينبغي أن تقرأ على ضوء المصابيح.! ولكن من حقهم على ولاة أمورهم أن لا يناموا من أزيز ماكنات محطات الكهرباء والماء التي تتوسط منازلهم .

لقد كانت شبكات الماء والكهرباء بهذه المدينة ضعيفة و ظل عطاؤها مترهلا بالإضافة إلى ارتفاع كلفة الحصول عليها وكان المواطنون الذين حرموا من الحصول على هاتين الخدمتين يتفهمون أحيانا ما تصيغه المصالح المختصة من مبررات كالمتعلق منها بالوسائل وبالقدرة الاستيعابية إلى غير ذلك .

لكن ذلك بدا أخيرا أنه ليس إلا نمط من الإنفراد بالمواطنين البسطاء واللعب على عقولهم ، حيث ظهر وبشكل فج و وقح أن السلطات العمومية بهذه الولاية – وإن كانت معذورة - تكتال بمكيالين للقوي وصاحب النفوذ أوفرهما!

لقد ظهرت المفارقة وتبين ما يلقاه الضعفاء من الإزدراء والإقصاء .

في طرف من هذه المدينة وبين أحياء ظلت محرومة والي اليوم من كل الخدمات تم تشييد قصر شاهق بمعايير أروبية ، زخرف بأنواع النقوش والفسيفساء والطلاء المتطور، و رصع بكافة الألوان .

رصدت له أموال طائلة كان يمكن أن تبسط نعمة الماء والكهرباء والصحة في كل أرجاء المدينة ، بني في ساحة تمتد آلاف المترات المربعة ، زينت بأجمل أشجار و ورود حدائق الدنيا. قصر يمنع على المارة الاقتراب منه لكنه لشموخه يأبى إلا أن يدخل أعين الجميع!

في طرفة عين من السنة الماضية استنفرت جميع المصالح العمومية بهذه الولاية من أجل تقديم كل الإحتياجات للقصر المنيف وهناك هرع مسؤولو المياه والكهرباء وهم يرتعشون ليمدوه بما شاء صاحبه من أنابيب وكابلات علي مرآي ومسمع من مواطنين مجاورين له حرموا من هذه الخدمات رغم الالحاح في طلبها!!

في هذه المدينة يحرم مواطنون فقراء من خدمات تافهة هي أبجديات الحياة في هذا العصر رغم إلحاحهم في طلبها منذ قرابة عقدين ، وبرنة هاتف تستجمع الولاية كل قواها من أجل مضاعفة رفاه الضابط المدلل !