الصفحة الأساسية > آراء حرة > عطلتي بكيفه ....!(تدوينة )/ الحسن ولد محمد الشيخ

عطلتي بكيفه ....!(تدوينة )/ الحسن ولد محمد الشيخ

الجمعة 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2019  07:00

اعتدت خلال عطلتي الصيفية أن أجلس يوميا أمام مقر وكالة كيفة للأنباء مع نخبة من أبناء المدينة ؛من أساتذة و مثقفين ، و أحيانا مع تقليديين .. يدور حديثنا المتشعب بعفوية تامة دون إعداد للمواضيع المطروقة .. نخوض في سياسة البلد بحيادية مغشوشة ، و لكن تأخذ المعارضة حظها من النقد كاملا مثلما يأخذ النظام .

نتحدث عن واقع المدينة المزري بحرقة يتجاوز لهيبها الحناجر مع لهفة تشع بنور الأمل ، فنثمن بعض المبادرات الخجولة التي تطل من حين لآخر في محاولة منها لترك أثر إيجابي يعود بالنفع على السكان .

في تلك الجلسة التي تدوم زهاء الساعتين يوميا، و برعاية تامة من مدير الوكالة الذي يوفر المكان و الشاي و الخبز و الفستق و المطالعة -و نحن نشكره على ذلك- نشعر بالراحة و الحرية و العدالة و المساواة .. نمقت العنصرية و الشرائحية ، و نتطير من كل ناعق مشؤوم يعزف تلك الأوتار .

لا شيء محظور و لا خطوط حمراء إلا ما كان يخل بالذوق العام أو يدعو لحمية جاهلية منتنة .

نحظى تارة ببعض الظرفاء ممن يجلسون عادة في مجالس السياسة القرفصاء ، و لهم فيها صاع و باع ، فينثر الواحد منهم كنانته من الأدب بما يشنف الأسماع ، و من الطرف و النوادر ما يزيل الرتابة و الملل ؛ فنضحك كأول مرة بالإجماع .

و تارة تنتصب السيدة ( ف )سامقة كعمود كهربائي لصوملك يصعق لأتفه الأسباب .. تطل بوجه بريء براءة طفلة غضة لا تكاد تميز بين الفقراء و الأغنياء في بلد "يزرع أهله ما لا يأكلون و يأكلون ما لا يزرعون " ! إنها هي (ف) تلك السيدة التي اقتربت من الرئيس السابق عزيز ذات يوم في زيارة رسمية للمدينة و سألته صدقة فأمر لها بذلك فأعطوها ألف أوقية .. ابتسمت و قالت مستهزئة "فظمة هذي كاع يعطيها لي الشرطي ( ح ) لين نطلبو " !

فكم يا ترى سيحظى به أمثالها من ذوي الاحتياجات الخاصة عند تطبيق برنامج "تعهداتي" خلال المرحلة الجديدة !؟

و أحيانا نتدارس بعض الأحكام الفقهية فنأخذ من فتاوى الشاه و تسجيلات ولد عبد البركة مادة للتحري في طرح الأول و التدقيق في لغة الثاني .

و نتحدث عن أمراض المجتمع التي باتت تنخر جسمه المنهك أصلا ؛ فنجدنا حائرين أمام الكم الهائل للتسريبات من تسجيلات فاضحة و فيديوهات خادشة للحياء فنقرأ الأسباب بقراءات مختلفة تعطي في النهاية نتيجة واحدة تثبت صدقية قول الشاعر

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

نأخذ ذلك كنتيجة حتمية لما آل إليه البلد من ترهل في التعليم و اعتلال للصحة و تصدع في اللحمة الاجتماعية ....

عند مقر وكالة كيفة للأنباء قد تصادف حول تلك الطاولة المستديرة البيضاء بياض جيوب الندماء إلا قليلا -قد تصادف- المهندس و الطبيب و المدرس و الإداري و العمدة و المزارع و المنمي و السياسي و الحقوقي كل يدلي بدلوه فيتناول تارة من الحديث شيقه و تارة من حب الفستق أنضجه دون أن يكون ذلك على حساب الآخر ؛ فيكبر الأمل عندنا و نزداد ثقة أن موريتانيا بلد غني يسع الجميع ، و لأبنائه القدرة على العيش المشترك في جو ديمقراطي عماده التنمية و العدالة الاجتماعية ...

فهل سيتمكن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من خلق ذلك الجو لهذا الشعب العربي الأفريقي المسلم المسالم في بضع سنين ؟

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016