هدية السر....؟

السبت 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011  16:18

جميل أن يتصدق المرء سرا حتى يأمن شر الرياء والتباهي بفعل الخير ، وجميل أن يكسب المتصدّق عليه سرا ما يقتات به دون عناء سؤال الناس ، وقد أعد الله للمتصدقين ثوابا مغريا ، وصدقة السر هي من أنبل أعمال البر ، لكن الغريب في الأمر ـــ اليوم ـــ أن تتحول صدقة السر إلى هدية السر ، والأغرب من هذا كله أن تكون الهدية ناطقة ، حية ترزق ... كثرت العطايا و *السرقات* وتنوعت الهدايا والمنكرات ، حتى بات التهادي بفلذات الأكباد على طريقة صدقة السر موضة العصر . إنه الإجرام والعهر الذي دفع مثل هؤلاء إلى ذلك . حيث تردد مؤخرا في مدينة كيفه أن أسرة وجدت في بيتها لقيطة ـــ وقت غياب الأسرة ـــ تصرخ وتبكي وكأن لسان حالها يقول : يا ليتني ما ولدت ؟ ماذا اقترفت ؟ حتى تتخلى عني ــ وأنا في المهد ــ من أوجب الله برورها ..؟ ذرفت وقتها أدمع وتفطرت قلوب وتحسر لها كل من علم بالخبر ، ما ذنبها وأي جرم ارتكبت ؟ لقد تركتها إحدى المومسات المحترفات التي لم تخجل ولم تستح من ربّ العالمين حينما كانت على موعد مع شريكها قبل تسعة أشهر ، لتنهي قصتها الغرامية الدرامية بهذه النهاية المؤلمة ، التي فتحت بداية جديدة لملف كان مغلقا لأعوام طويلة ، إنه ملف العهر والانحلال الخلقي ، الملف الذي تغاضت عنه السلطات ، وهي تعلم علم اليقين وترى بأم العين ما يحاك من سيئ الأخلاق في ضواحي المدينة نهارا جهارا بلا خجل ولا حياء . إن ظاهر الخروج إلى الضواحي لهدف التلاقي غريبة على المدينة والمجتمع ، ربما من وحي المسلسلات المدبلجة الدخيلة على ثقافتنا الإسلامية ؟ فما تلك التي هربت عن زوجها لتقيم مع عشيقها وأصدقائه ليال ثلاث في ضواحي العجلة إلا قصة مكسيكية .. ولا أولئك اللائي قتلن ورمين في الزبالة أبناءهن إلا مثال حي على ما وصل إليه واقعنا اليوم من غريب الأطوار ، فهن لسن بأحسن خلق ولا أكثر عفة من التي تخلت عن هذه البريئة المسكينة ، ولربما تكون الأخيرة أكثر حنانا وعطفا وألين جانبا وأرهف حسّا لمّا آثرت التخلي عن صغيرتها في بيت تحسبه آمنا لعله يتكفل بها أو يوصلها إلى سلطة تتحمل مسئوليتها . إنها السلطة التي نرجو أن تكون عينا ساهرة وحاضرة في كل مكان مشبوه ، لسد الباب أمام كل من تسول له نفسه العبث بدينه وعادات وتقاليد مجتمعه المحافظ ، لا أن تقف كالمتفرج المنتظر لنتيجة التحري . وخير علاج لهذه الظاهرة العمل بالآية الكريمة ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .....). الحسن بن محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016