يجب أن نتعرض أكثر لنكران الجميل الذي قوبل به البؤساء. بمساندته للرئيس المقبل للفقراء لم يكن ولد بوعماتو يتصور أبدا أن مجازاته سوف تكون بأن يحول إلى واحد منهم. ومع ذلك فإن ولد عبد العزيز وصل إلى قمة فقدان الذاكرة تجاه أفضال ابن عمه، الذي بذل جهودا جبارة فى تقديمه إلى غيان وبورجي وواد ورفاقهم قبل أن ينفق ملياري أوقية من أجل القيام ’بالتصحيح الانتخابي’ داعما له فى المهرجانات وداعيا إلى التصويت له. ولم يمض شهران على الانتخابات حتى وجد ولد بوعماتو نفسه أمام مفوضية الجرائم الاقتصادية كأي لص عادي، فى ما أطلق عليه قضية رجال الأعمال التى كان هو بعيدا عنها تماما. بعد ذلك تعرض للمنافسة الشرسة من الدولة ومن المحيط القريب للرئيس فى أنشطته التجارية، والرجل الآن يرى مملكته مهددة بغزوات ضريبية متتالية. فمجموعة الشركات التى هو شريك فيها قد تلقت إخطارات بتسديد ما يصل إلى 4،1 مليار أوقية. قد يكون فى الأمر بعض الوجاهة لكننا لا يمكن أن نغير القانون دون أن نمر بالطرق المعتادة، وكذلك أن نطبقه على الجميع. والأسوأ أن مدير الضرائب يرفض الاستجابة لأمر القضاء بحجز المبالغ الذى أخذت من شركة الإسمنت فى حساب منفصل إلى أن يتم البت فيها، بل إنه طلب من الشرطة الاتجاه إلى المصنع وإغلاقه. إذن نستطيع أن نتفهم أن ولد بوعماتو قد اختار العيش فى الخارج بدل البقاء هنا ومواجهة مضايقات ابن عمه.

لكننا نتساءل عما إذا كان ولد بوعماتو أصبح مقتنعا بمحدودية القدرات الإدارية وال سياسية للرجل الذى راهن عليه سابقا. لأنه أصبح يصوب سلاح الضرائب على معارضيه أو حتى على أولئك الذين يشك فى ولائهم له. الدولة هي أنا، يقول لويس السادس عشر. وفى موريتانيا محمد ولد عبد العزيز وهذا يكفى أن تصنع مداخيل وفروقا محاسبية. لمام ولد ابنو بدوره تلقى قبل أشهر إشعارا ضريبيا بدفع ما يزيد على المليار أوقية. أدرك الرجل من أين جاءت المشكلة وأقسم والله لا أكون فى صف المعارضة أبدا. وتحول الأمر إلى إحدى عجائب تصحيح ال6 أغسطس حيث أصبح المليار مائتي مليون أوقية وأعطي الرجل رخصة لإنشاء البنك الشعبي.

مجموعة أهل عبد الله واصلت هي بدورها جر خطيئة قربها النسبي من نظام ولد الطائع السابق. واقتيد رئيسها إلى السجن بعد اتهامه باختلاس أموال من حساب فى البنك المركزي. هو أيضا كان عليه أن يراجع حساباته للحفاظ على شركاته. وحتى الذين ساندوا صاحب التصحيح فإنهم يستفيدوا من هذا الدعم. مجموعة اعزيزي التى خصص رئيسها مئات من الملايين لحملة الرئيس ولد عبد العزيز استبعدت بصورة مشبوهة وبطريقة مكشوفة عندما تقدمت لإحدى الصفقات العمومية. فما الذين يمكن أن نستخلصه من هذا؟ إن قائدنا ذا التوجيهات النيرة يريد بالإضافة إلى تجديد الطبقة السياسية، أن يدفع بمجموعة جديدة من رجال الأعمال يكونون رهن إشارته. يلتزمون بالأوامر التزام الجنود دون نقاش.

ترجمة الصحراء