الصفحة الأساسية > الأخبار > وكالة كيفه تستحضر موسم " الكيطنة" من خلال واحة "تقادت إريجي"

وكالة كيفه تستحضر موسم " الكيطنة" من خلال واحة "تقادت إريجي"

الأحد 4 حزيران (يونيو) 2023  15:12

وكالة كيفه للأنباء تعيد نشر تقرير أعدته عن رحلة إنتاجية نظمتها خلال موسم الكيطنة الماضي عن واحة " تقادت إريجي" من أجل لفت الأنظار والعودة للتراث من خلال ممارسة العادات والتقاليد المتبعة قديما في موسم "الكيطنة" الذي يبدأ هذه الأيام :

في حيز أرضي منحدر يخنقه جبلان فجر الله ذلك الينبوع الذي تجري مياهه عبر الوادي طيلة الأيام دون أن ينضب ذات يوم مطلقا.

وتتعانق في هذا المكان الساحر الهضاب الشامخة مع رمال ذهبية تتحرك باستمرار، لكنها تستحي من ردم تلك الواحة المهيبة ،فتكف عنها مشكلة أهلية تزين الوادي الأخضر في تناقض طبيعي قل نظيره، ويتناغم خرير المياه مع زقزقة الطيور وصوت الرياح وهي تلاعب زعف النخيل في مشهد هو جنة الدنيا بلا خلاف.!

هي واحة "تقادت إريجي" التي تشمخ فيها اليوم أكثر من 12 ألف نخلة تأتي ثمارها رطبا جنيا وعلى غلاتها يعيش مئات الأسر؛وهي من أكبر واحات الولاية إنتاجا للتمور،وواحدة من أهم الواحات بالجمهورية. تقع على بعد 12كم شرق مدينة كرو وتتبع لبلدية كامور.

ويروي السكان المحليون أن أول غرس للنخيل بهذه البلدة يعود إلى ما قبل قرن ونصف عندما استجلب الأخوان المؤسسان لهذا الاستقرار المصطفى والطالب أبناء عبدُ الله أول الفسيلات عبر الجمال من واحات تكانت.!

وقد نمت الواحة بشكل متسارع حيث أذهلت خصوبة الأرض ووفرة مياهها المتدفقة من الينبوع المزارعين الذين لا يعملون غرسا أو بذرا للنخيل حتى ينبت أسرع مما هو معهود، فأقاموا العيون ،ومن بعد ذلك الآبار لتوفير مياه أكثر وتحسين الإنتاج، وفي ظلال النخيل تقام زراعة الخضروات التي وفرت لأصحابها الكثير من المردودية ،وزودت السكان في المدن القريبة من خضروات طازجة،فضلا عن توفيرها للأعشاب التي تتغذي عليها دواجن القرية من مواش.

توسعت هذه الواحة حيث بلغت أشجار النخيل بها حسب إحصائية أعدت سنة 2018 من طرف رابطة الواحات بالولاية 12340نخلة يعمل بها 225 مزارعا و أنتجت لذات السنة 323 طنا من التمور.

أصبح وادي النخيل هذا الوجهة المفضلة "للقياطين" الذين يتوافدون أٌسرا وأفرادا من كل جهات ولاية لعصابه وغيرها من الولايات القريبة، فكان موسم "القيطنه" يمثل مهرجانا شعبيا كبيرا، إذ يقضي الناس يومهم في ظلال النخيل الوارفة يأكلون ما طاب لهم من الرطب على ذبائح الجديان ، متسلين بمختلف أصناف الألعاب والرياضات التقليدية ،وعندما يقترب الليل يصعد "لقياطين " على التل الرملي النظيف الذي يحيط بالوادي من كل جانب لقضاء ليل مقمر تلاطف فيه نسائم "لمسيله الضيوف" المكيطنين"، السامرين على أنغام الموسيقى والشعر وتبادل الحكايات والطرف النادرة.

وإن تراجع ذلك الواقع بشكل كبير مع التغيرات الحاصلة في المجتمع ووسائله وتقاليده في الحياة ، فإنه حتى وقت إعداد هذا التغيير يظهر أن كثرين مازالوا يتشبثون بتلك العادات الجميلة "للقيطنه"، ومازال هذا الوادي يستقطب أفواج "لقياطين " كل موسم.!

السالم ولد أج أحد الوافدين من ضواحي مدينة كيفه سعيد بقضاء الموسم في هذه الواحة، مبرزا أنه يعاود كل سنة للاستمتاع بهذه المناظر الخلابة ومشاركة "لقياطين" في هذا الجو المريح.

تمثل هذه الواحة جنة دنيا حقيقية مازلنا بحاجة كبيرة إلى سبر أغوار عطائها ، واستغلالها بشكل أوسع، وأمثل للجميع.

إنها مورد هائل و متجدد ينتظر من يكتشف كنهه ويستفيد من جميع مكنوناته، فبإمكانه أن يكون مصدرا زراعيا كبيرا تتجاوز فوائده الحاجز المحلي إلى باقي أجزاء الولاية والوطن ، ووجهة سياحية فريدة لو وُجِدت حكومة واعية، جادة تضع الخطط اللازمة لذلك ، وتضخ القروض لمزارعين متحمسين لا يتسرب الكسل إلى نفوسهم، ولا يعرف اليأس إليها سبيلا رغم جسامة التحديات وتنوع المثبطات.!

الوجيه مدو ولد عبدُ الله عدد جملة من المشاكل التي تعترض تحسين الإنتاجية فكان على رأسها مشكل انجرافات التربة الذي يؤدي إلى تداعي عشرات أشجار النخيل سنويا، كما أورد مشكلة صعود النخيل في مواسم التلقيح وجني الثمار؛إذ لا وسيلة لذلك غير الأشخاص الذين باتوا يخافون من هذه المهمة ، مضيفا أنهم بحاجة إلى الدعم الفني والإرشاد ؛وإلى استحداث طرق عصرية للحفظ والتعبئة والتسويق ، ولا يتذكر هذا المزارع من التدخلات الحكومية غير تسييج الوادي من خلال مشروع الواحات.

بدورها ناشدت المزارعة أخديجه بنت محمد فال الحكومة تقديم المساعدة لمزارعي الواحة كي يتمكنوا من الصمود، منبهة إلى أن فقرهم لا يمكنهم من تطوير أدوات وأساليب الإنتاج.

وفي ذات المنحى تحدث المزارع محمد فقال إنهم يعملون بالطرق التقليدية وبشق الأنفس ، ولم يستفيدوا شيئا من طرف الحكومة، دون أن ينس تقديم الشكر لاتحاد الواحات.

لو كانت واحة "إريجي" في بلد رشيد تعتني حكومته بالزراعة ،وتعي ما لها من أهمية ؛لكان لها شأن كبير ولغطت نعمها أصقاعا واسعة من الوطن.!

فهل يأتي اليوم الذي يستفيد فيه هذا الوطن على الوجه الأكمل من غنى البلدة ومعينها الذي لا ينضب.؟

وهل نصبح يوما على حكومة لامعة تستشعر الخسارة التي يمثلها إهمال مثل هذه المناطق.؟

8 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016