أعود إلى مدينتي وقد عادت القهقرى / عثمان ولد عمار

تأخذني الأقدار وتفرض علي أحوال السعي وراء الرزق الغياب عن هذه المدينة التي أعشفها كثيرا ، فأقضي أشهرا خارجها رغم ما يسببه ذلك لي من عذابات الحنين للعودة، ولا أجد ما يساعدني على الصبر غير الأمل الذي ينتابني من أن مدينتي ستشهد تطورات ، وسأعود إليها كما هي سنة الحياة وقد تغير شيء من حالها.

أعود اليوم فأجدها تدحرجت إلى الوراء ،وعادت سنوات أخرى القهقرى، ولا يسلم من ذلك قطاع ولا ميدان ولا مجال. وهنا فإني أحمل المسؤولية كاملة للمنتخبين وللأطر وللإدارة الحاكمة.

لا يمكنني إحصاء كافة تلك الإخفاقات ومظاهر التردي؛ لذلك سأكتفي بموضوع واحد هو تخطيط المدينة الذي ظل مطلبا ملحا منذ الاستقلال حتى اليوم دون أن تلوح بارقة أمل في ذلك الاتجاه .

واتجهت الأمور للعكس فعملت أطراف مختلفة رسمية، ومنتخبة على خنق المدينة وقتل أبرز شوارعها وجاء ذلك من الطرف الذي كان من المفترض أن يرعى المصلحة العامة ويدافع عن مصالح السكان والمدينة.

لقد أساءت بناية المجلس الجهوي على مشهد المدينة وهو الأمر الذي قام به ثلاثة من أبناء المدينة هم الوزيرة ورئيس المجلس والمقاول، وبارك ذلك للأسف أبناء المدينة على المستوى العالي رئيس الجمهورية ووزير الداخلية.

لقد ناقشت الأمر مع العمدة الذي كان قد رفض ومازال على يقين أن المكان غير مناسب، ويتعارض مع مساعي التخطيط وفتح الطرقات.

وبالنسبة للإدارة فإن الوالي نفذ كما قال أوامر صدرت من الأعلى، وفي اعتقادي أن الأمر ليس مقنعا فالوالي هو رئيس الجمهورية بالولاية.

لقد أدت هذه البناية إلى إغلاق ثلاثة طرق رئيسية بالمدينة ومحاصرة بئر حبس كانت مصدر شراب مئات العطاش ،وعزلت ثكنة أمنية بكاملها ، وفوق ذلك ستكون هذه البناية أصغر بكثير من مثيلاتها في الداخل نظرا لضيق المكان الذي فرض التخلي عن 15مترا مما هو مخطط له.

وفي الختام أأكد للرأي العام في ولاية لعصابه أنني سأختار اليوم المناسب لجر كافة الشخصيات المتورطة في هذا العمل للعدالة؛ وهم بالإضافة إلى الوالي والحاكم وزيرا الداخلية والعمران ورئيس المجلس الجهوي والمقاول.

والله ولي التوفيق

عثمان ولد عمار