الصفحة الأساسية > آراء حرة > القبيلة تاج من الوهم /رد على مقال ولد محفوظ

القبيلة تاج من الوهم /رد على مقال ولد محفوظ

السبت 16 آذار (مارس) 2013  04:05

بقلم غالي ولد الصغير

قرأت جذاذات تمجد القبيلة فماذا جلبت إلينا؟! إلا البداوة والانطوائية والأنانية وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وغصب الأموال.

لقد عمتنا عصبية القبيلة بنعراتها الضيقة عن أوامر الله تعالى التي في صدورنا والشهامة والأنفة التي تجري في دماء أجدادنا حتى احتقرنا الورى وألهنا ذواتنا. فعالمنا وجاهلنا وشيخنا وسيدنا وفارسنا وشاعرنا يتمعر وجهه ويغضب ويقاتل في سبيل إتان له نهشتها كلب من قبيلة أخرى ناهيك من نهل مائه و أهرق حوضه بغير إذن فسوف يلقى غدرا .

يا أخي من يتغنى بالقبيلة في موريتانيا فكأنما يتباهى بتاج من الغائط على رأسه !فباسم القبيلة تشرذمنا حتى ذهبت ريحنا ، وتطاحنا برحى الحرب حتى سحقت وجودنا . أما يكفينا خجلا أن لنا حقبة من التاريخ فيه ربوعنا توصم بأرض السيبة،أما يكفينا خجلا أن بعض علمائنا أفتى بأفضلية مجيئ المستعمر بسبب مايراه من هجر الحبيب وصرم الصديق وقطع الرحم وسفك الدماء وانتهاك حرمة الأموال والأعراض وسبي الحرائر بسبب عصبية القبيلة. أليس من الخجل أن يطوع المستعمر بعض قبائلنا ويجعلها عينه التي يكشف بها المجاهدين ورجله التي يمشي و يتبختر بها في فيافينا ويده التي يبطش ويفتك بها أبطالنا. أليس من الخجل اليوم أن يجعل العسكر القبيلة فينا كصحوات العراق لتركيع شعبه وغرس استبداده وتمجيد طغيانه و إطالة أمده.

إن أحلك فترة من تاريخنا العام تلك التي ألغيت فيها الخلافة الإسلامية وكبدت فيها جيوش العرب أمام اليهود شر هزيمة حتى أصابتهم نكسة وصدمة، ودمرت العراق و اذلت و أهينت شعوب في ظل العصبية.ويكفينا عارا ونارا من العصبية أحداث الثمانينات ما بين سواد العين وبياضها وما فيها من تحريض وتجييش للعواطف ونبش للنعارات وتمجيد للون و الدم والعرق و من يتذكر ذلك وما حصل فيه من هرج ومرج ونهب وتلف وتسفير ويتذكر فتنة لعيون المشؤمة، يتيقن أن من يحمل لواء القبيلة والعصبية بمفهومها الواسع أو الضيق همه الآن المتاجرة و التملق وامتصاص الدماء و أخذ الغنيمة في الحملات الأنتخابية و ليس أصلاح أحوال الناس. إن أشرف وأشرق ومضة في تاريخنا الخاص يا أخي تلك التي غابت فيها دعوى القبيلة كمعركة الزلاقة التي قدنا فيها المشرق وهزمنا فيها الغرب لأننا حملنا فيها الإسلام ونسينا فيها الأنانية والعصبية و القبيلة.

لا أرى في القبيلة من خيرإلا قدر ما أعرف به نسبي وأصل به رحمي وأنزل به منازل الناس. يا أخي( دعها فإنها نتنة) و( من تعزى بعزاء الجاهلية فاليعض هن أبيه) وله تاج من الوهم على رأسه!.

ونلتقي على همة عالية.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016