الصفحة الأساسية > آراء حرة > حتى لا نشيع الفاحشة / القصطلاني سيدي محمد إبراهيم

حتى لا نشيع الفاحشة / القصطلاني سيدي محمد إبراهيم

الثلاثاء 29 حزيران (يونيو) 2021  11:11

ظاهرة جديدة تكاد تصبح عادة في مجتمعنا بفعل سلطة الفيسبوك العشوائية.

و بما أن المراسل الفيسبوكي ليس بالضرورة صاحب سياسة تحريرية ذات قواعد صلبة تحترم كل أدبيات النشر

و لأن الفيسبوكيون ليسوا جميعهم على المستوى المناسب لإختيار ما هو الأنسب للنشر

و لأن البعض أصبح يريد فقط من خلال النشر أكبر عدد من المشاهدين و المشاركين حتى و لو كان المنشور لا يناسب أبسط أبجديات النشر.

لتلك الأسباب و غيرها ... بدأت تنتشر فينا ظاهرة " حب إشاعة فاحشة" دون أن نستشعر...!

فتجد المدونين يترصدون الحوادث و يوثقونها ما ساء و أخجل بالتفصيل الممل ... دون أن يكون لذلك التفصيل فائدة إلا إشاعة أمور كان المجتمع في غنى عنها.

فشاشة الهاتف الصغير و مكرفونه الداخلي؛ لا يكاد يسلم منهما قول و لا فعل لواحد أو أكثر؛ إلا تم تخزينه في ذاكرته المتهورة.

فحتى خصوصيات الأشخاص؛ تصبح عجلا حنيذا لحوار أطر و مثقفين يحاولون أن يصنعوا منها خبرا يلتهم أوقاتهم و مواقفهم بشكل رهيب.

و كأننا لم نقرأ في كتاب الله

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

و في الحديث

: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ». [أخرجه أحمد]

إن المحتوى الذي ينشر عبر الشبكة العنكبوتية هو محتوى يراد له أن يكون في الهواء الطلق و على مدى الزمن يتداوله الأجيال بعد الأجيال.

و هناك مفسدون دوليون و محليون متخصصون في تكثير و تكثيف المحتويات التي تهدم الأخلاق و تحارب الدين و تنشر الفسوق بإسم التحرر و الحداثة.

و ينفقون أموالا طائلة من أجل ذلك.

إن هشاشة الوعي بخطورة نشر المحتويات اللاأخلاقية و المسيئة؛ تجعلها تغزوا شبابنا و فتياتنا بشكل مخيف.

فبتمرير سبابة على شاشة الهاتف الصغيرة تصل الكلمة أو الصورة أو التسجيل او الفيديو لأبعد مكان.

و يتضرر منه عشرات آلاف الأسرة.

و لاشك أن حرص منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على سرد حكاية الجريمة بتفاصيلها الصغيرة و المقززة أحيانا؛ و التي هي من الخصوصيات التي لا ينبغي أن يطلع عليها إلا الأمن لدوافع تتعلق بمتابعة الجريمة نفسها و مدى إمكانية تجنبها ز الاستفادة من ماهيتها لتتبع المجرمين.

و ذلك سرد البعض لتلك الحكايات إرضاءا لنهم فضول و نزوات البعض؛ فيكشفوا بها عورة أهلها دون مراعات الأبعاد النفسية و الخصوصية لأهلها.

لا شك أن ذلك يعتبر نشرا للاوساخ و الأدران في قارعة طريق إصلاح المجتمعات.

فعلى القائمين على توزيع بعض المحتويات المثيرة للاشمئزاز أن يراعوا في ما ينشرون موقف الشرع و ينتبهوا للأبعاد السلبية المستقبلية لأثره.

و على الجهات المسؤولة عن أمن و صلاح مجتمعنا أن تضع معايير و ضوابط تهذيبية للمادة التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي،

و تسن قوانيين رادعة تمنع دائرة اللامبالات في عالم الفيسبوك من نشر ما يضر و يلوث نسيج و قيم مجتمعاتنا المحافظة و يخالف مبادئ إسلامنا الذي هو اغلى و أعز ما نملك.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016