أجرت وكالة كيفه للأنباء خلال الأسبوع الماضي حوارا مع النائب عن مقاطعة كيفه السيد لمرابط ولد الطالب ألمين في مكتبه وسط مدينة كيفه فكان الحديث حول قضايا محلية وطنية هامة:

سؤال: فيما مضى من مأموريتكم هل تعتقدون أنكم قمتم بالمهمة على الوجه الأكمل؟

ولد الطالب ألمين: بذلت ما في وسعي وأرجو أن أكون قد وفقت في تأدية الأمانة التي وكلت لي.

إن عمل البرلماني هو رقابي وتشريعي وهي المهام الوطنية الكبرى التي نقوم بها لصالح كافة الموريتانيين ،وبالنسبة للتمثيل الذي هو الدور الثالث للبرلماني فقد حافظت على الدفاع عن مصالح دائرتي في قبة البرلمان ،وفي الاتصالات المباشرة بالجهاز التنفيذي ،وكنت حريصا على إقناع كل الذين تحدثت إليهم بالاستجابة لمطالب السكان الملحة وتبيان حاجيات المقاطعة على صعيد الخدمات.

سؤال: هل من أمثلة محددة لمشاريع أو تدخلات حكومية لصالح الشعب كنتم وراء وجودها؟

ولد الطالب ألمين: لقد أوليت اهتمامات قصوى لمشاكل حيوية رأت النور مؤخرا مثل مشكلة العطش بإيجاد حل نهائي من النهر وكذلك قضية تخطيط مدينة كيفه الذي بات قريبا وبناء مدارس ومنشآت صحية بالمقاطعة وغير ذلك من مشاريع تضافرت جهود مختلفة بما فيها إلحاح البرلمانيين حتى تحققت.

سؤال: كنتم أول نائب لمقاطعة كيفه يفتتح مكتبا و اليوم تجرون هذه المقابلة من داخله هل وجدتم أن هذا العمل كان في محله وأنه مفيد؟

ولد الطالب ألمين: هو ناجع إلى أبعد الحدود وهو واجب علي اتجاه الجماهير التي منحتنا الثقة ولا شك أنكم تشاهدون اليوم عشرات الأشخاص الذين يراجعون المكتب لإيداع رسائلهم التي تحمل مطالبهم وهمومهم ،وهناك مداومة في هذا المكتب مكنتني من التواصل الدائم مع السكان وموافاتي بكل جديد.

وهنا ألفت انتباهكم إلى أن هذا المكتب يترجم حقيقة مفادها أن النائب يصبح خادما للجميع وليس للذين انتخبوه ،وعليه يكون هذا المكان مكتبا عموميا للصالح العام ، فضلا عن توفيره لفرص عمل لبعض الشباب الذين يضطلعون بمهماته.

سؤال: يتميز الواقع المعيشي للسكان بوضعية مقلقة إذ يبلغ الغلاء حدودا غير مسبوقة ويسيطر الخوف مما يخبئه المستقبل فما هو تعليقكم بخصوص هذا الجانب؟

ولد الطالب ألمين: إن تبعات وباء كورونا وظروف دولية وإقليمية مختلفة سببت ارتفاع الأسعار، وهو ما انعكس على المواد المستوردة وكان وقع ذلك موجعا للشعوب التي لا تنتج غذاءها، وقد واجهت السلطات الموريتانية بقيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هذه التحديات بما يلزم وفي حدود الإمكانيات، وفي هذا المضمار تقوم الدولة بالعديد من التدخلات الاجتماعية للتخفيف من تأثيرات هذا الغلاء بما في ذلك استحداث شركة للتموين، وهنا فإني أطالب بالمزيد من عون المواطنين ومساعدتهم على العيش، وبنفس القوة أطالب المواطنين بالصبر والتفهم وبالرجوع إلى زراعة الأرض ووضع حد للكسل والاتكالية.

سؤال: يرى كثيرون أن حزبكم فشل بشكل ذريع في مهمة الاتصال التي قام بها مؤخرا وكنتم عضوا في البعثة الخاصة بولايات الشرق فإلام تردون الأسباب؟

ولد الطالب ألمين: لا أوافقكم هذا الحكم وعلى العكس فإن مهمتنا نجحت واستوفت أهدافها فقد استمعنا إلى مناضلي الحزب وللمواطنين عموما وتفقدنا أحوالهم ،ووقفنا على عدد من المرافق الخدمية وتمكنا من فهم عميق لما يدور في خلجات الناس ومشاعرهم ونعكف على إعداد تقرير واف للحزب ومن ثم للحكومة.

صحيح أن جو الحرية وسقف المداخلات والمطالب التي طبعت هذه الاجتماعات تترك الانطباع لدى البعض بأن الأمور لا تسير في صالح الحزب ، وعكس ذلك هو الصحيح فالحزب كشكول جماهيري كبير يضم الكثير من الحساسيات والأقطاب والرؤى وإن جزء من مهمة هذه البعثات هي معالجة ذلك في اتجاه خلق انسجام بين كافة مكونات الحزب حول القضايا الأساسية الحزبية والوطنية .

سؤال: تقودون حلفا سياسيا في مقاطعة كيفه يدعى "الوفاء" أصبح جزء من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية فهل مازال قائما أم أن مهمته انقضت بانتخابكم نائبا؟

ولد الطالب ألمين: حلف الوفاء تأسس بعد نجاحي نائبا وليس قبل ذلك، ويمكن أن يقال أن قيامه كان عفويا في البداية فقد التحمت جهود آلاف المواطنين في مقاطعة كيفه ففازوا بمقعد نيابي وعمدة وبعدد كبير من المستشارين المحليين، ومع مرور الأيام ظلت هذه الجماهير التي تنادت من كافة بلديات مقاطعة كيفه ومن كل الفئات والأعمار والأجناس على تواصل واندماج ، ولأنها قطعت شوطا على طريق العمل المشترك وبات لها رأي متميز وحاضر فيما يجري في الساحة المحلية فقد وجدت أن تجربتنا هي الأفضل بالنظر إلى ابتعادنا عن الطابع القبلي الذي يهيمن على الساحة السياسية؛ وهو ما مكن من ميلاد حلف داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مختلف تماما عن البقية ،يسعى إلى تجذير قيم المواطنة والتجمع حول مصالح مشتركة تجمع الجميع وتنبذ التقوقع والنعرات الضقية.

لذلك أأكد لكم أن هذا الحلف مازال قائما ومتماسكا ويشهد توسعا ملفتا.

سؤال: هذا يعني السيد النائب أنكم مصرون على الترشح في الاستحقاق القادم؟

ما أعنيه فقد هو أن حزب الاتحاد من أجل الجمهوري يمكن أن يعول على حلف كبير بمقاطعة كيفه واع بمسؤولياته الحزبية ومتعلق ببرنامج رئيس الجمهورية ،وهو من يحدد طبيعة مشاركته واختيار أشخاصه من خلال الهياكل التنظيمية التي عهدنا إليها بمثل تلك المهات.

سؤال: في حالة وقع اختيار حزب الاتحاد على غيركم ماذا أنتم فاعلون؟

حزبنا وقع في أخطاء فادحة في مسألة اختيار مرشحيه في المأموريتين الماضيتين، ولا شك أنه استوعب الدرس وهو يسير اليوم في تصحيح كافة الاختلالات وبات يعمل بعقلية مختلفة بمعنى أن القرارات ستكون قاعدية و موضوعية وشفافة ولن يتخذ أي قرارات غير حكيمة ومقنعة، وهنا فإني واثق من أن الحزب سيرشح الذين يمتلكون القدرة ولديهم الاستعداد ،وفوق ذلك يتمتعون بالثقة والمصداقية لدى الجماهير التي يجب على كافة الأحزاب مساعدتها بالدفع بالأشخاص المقبولين لديها الذين يمكن تقديمهم بسهولة للناخبين.

سؤال: يرد البعض تخلف مدينة كيفه لتخاذل النخب من منتخبين وأطر وغيرهم من قادة الرأي فهل تتفقون مع هذا الطرح؟

ولد الطالب ألمين: هناك مشاكل بنيوية كبيرة تراكمت منذ استقلال البلاد ولم تجد العلاج من طرف الأحكام السابقة، واليوم توجد إرادة قوية للتقدم إلى الأمام ،وهناك مشاكل حيوية للمدينة بدأت ملامح حلها تبلور كالعطش مثلا وغيره، وأنا على ثقة من أن المدينة مقبلة على عصر جديد فالمواطن واع ويطرح مشاكله واهتماماته بقوة والسلطة مدركة لضرورة الاستجابة وتخطو خطوات هامة في اتجاه تغيير مؤسسي وخدماتي شامل، ولن تكون مدينة كيفه على الهامش، نظرا لأهميتها الديمغرافية والجغرافية ومواردها الغنية ودورها التاريخي.