الصفحة الأساسية > آراء حرة > مجرد اقتراح لكنه للسلطات العليا/أحمدو أحميتي

مجرد اقتراح لكنه للسلطات العليا/أحمدو أحميتي

الأربعاء 4 أيار (مايو) 2022  04:00

احمدو الطالب احمد احميتي

إن المتتبع لما يلوح في الأفق من أشباح النقص الغذائي العالمي وما تتسم به المرحلة من تعقيدات أمنية في العالم عامة وفي جيراننا خاصة يرى بلا ضباب أن الخروج من عنق الزجاجة هو الحل الوحيد الاجباري الذي لامناص منه ولن يتاح لبلد مثلنا الا بقيام ثورة زراعية حقيقية مدروسة وممنهجة وترجى منها نتائج مؤكدة .

لان الأمر لم يعد كما يقال لا استقلال لشعب يأكل من وراء حدوده بل أصبحت المقولة لا أمن ولا استقرار لشعب يأكل من وراء حدوده لان ما و راء الحدود لم يعد متوفر و إن وجد لم يعد على قدر امكانيات الشعوب الفقيرة وبذلك يصبح الاهتمام بالغذاء قبل الاهتمام بالعلم والدواء لان العقل السليم المؤهل للتعلم في الجسم السليم وسلامة الجسم وصحته غير ممكنة في غياب غذاء مكتمل بمقدور كل مواطن الحصول عليه.

فما هي أقرب السبل للوصول إلى هذا الهدف السامي ؟ وما هي مؤهلاتنا لخوض معركة كهذه؟ وما هو أفضل سلاح نحتاجه ومن هم الجنود والقادة القادرون على الانزال في ساحة المعركة ؟

وهل تحتاج المعركة الى خرائط معينة وحسابات دقيقة ؟وما هي مؤهلاتنا للانتصار ؟ وهل لهذه المؤهلات جذور تاريخية مطمئنة قادرة على الانبعاث ؟وما هي المثبطات التي يتوقع أن تعترض سبيلنا ؟ وهل موروثنا الثقافي وعاداتنا الاجتماعية مستعدة لاحتضان طموح كهذا؟

انها اسئلة تعتبر الاجوبة عليها نظرية بحتة في أذهان المثبطين الكسالى المستسلمين الذين لا يريدون من هذا البلد إلا جني ما طاب من ثماره عن طريق الاختلاس الفاضح في الدنيا الحارق في الآخرة ولكن المتتبع لتاريخ الشعوب العارف لطرق التطور الزراعي في دول العالم المنطلق من مقدراتنا من أراض ومياه وعمالة رخيصة يتحصل في ذهنه أن الفارق بيننا وبين الاكتفاء الذاتي من الغذاء هو أربعة أشهر اذا بدأنا العمل اليوم بعد قرار سيادي من السلطات العليا يأمر باستغلال خمسين ألف هكتار من أراضينا موزعة على كافة التراب الوطني لزرع محاصيل القمح والذرة الصفراء كمرحلة أولى يتابع تنفيذ هذه المشاريع من نوافذ الرئاسة مباشرة بعد استقدام فنيين من الخارج يتم اختيارهم بناء على طول تجربتهم لجعلهم في صف التنفيذ الأول مهما كانت قدرة مهندسينا الزراعيين ويجب أن تلبى لهم كل طلباتهم المتعلق بأدوات التنفيذ ومعداته وبعد السنة الأولى سيعود بلدنا إلى سابق عهده في الجد والاجتهاد فمجتمعنا كان مجتمعا زراعيا يعتمد على سواعده حتى في رحلات الحج والانتجاع إلى أن جاءت الدولة الحديثة فخذلته وسهلت عليه الأكل من سواعد الأجانب بالاستيراد حتى شاعت في المجتمع عادات تذم الزراعة وتدعو ضدها "أل هان الدهر اهين اتراب" والحقيقة عكس هذه المقولة فلا مهنة اليوم على الأرض أكثر ربحية من الزراعة حتى أن بعض المحاصيل يسمى الذهب الأخضر ولا أخفي عليكم إني قبل كتابة هذا المقال عانيت كثيرا من الإحباط في مشاريع زراعية لكن اكتشفت أن كل ذلك من الاستهزاء بما تحتاجه الزراعة من خبرة وإمكانيات فعرفت بعد المشاركة في معارض دولية متعددة أن الزراعة فن وعلم واستثمار لابد لها من جد لتحصيل علمها وصبر لتشكيل فنونها وتضحية برأسمال للاستثمار فيها وباكتمال الثالوث تكون مضمونة النتائج بإذن الله خالية من المخاطر.

أعرف أن المزارعين والسلطات الزراعية سيقابلون المقال بالتشاؤم متذرعين بعدم وجود الإمكانات المادية إلا أني أحيلهم إلى التلفزة الوطنية فلو صهروا الأرقام الواردة على ألسن الصحافة الوطنية المنفوقة في مشاريع زراعية في بوتقة واحدة وجعلوها في صندوق موحد مفاتيحه عند الرئاسة وتنفيذ أشغاله عند الهندسة العسكرية ومهمة الإشراف والمتابعة توكل لمتخصصين من الخارج أومن الداخل بعد انتقائهم ومتابعتهم .

فهذا الإيجاز بالنسبة لي يمكن اعتباره نواة لنقاش لا يسمح الوقت بتطويله يفضي إلى تنفيذ يمكننا من اكتفاء ذاتي يعيد للزراعة في بلدنا اعتبارها ويزيح الفقر والجوع والكسل عن محيط بلدنا والله الموفق

احمدو الطالب احمد احميتي

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016