الصفحة الأساسية > آراء حرة > ما هوأصل الإختلاف بين الطبقة السياسية في موريتانيا؟ وكيف نقرأ مستقبل هذه (...)

ما هوأصل الإختلاف بين الطبقة السياسية في موريتانيا؟ وكيف نقرأ مستقبل هذه الطبقة

الخميس 18 نيسان (أبريل) 2013  01:30

سيدي محمد ولد أحمدو ولد الشيخ

* إن الدارس الإبستيمولوجي للفكر السياسي في موريتانيا وبالتحديد الطبقة السياسية الحالية لايجد صعوبة في تحديد أصل الإختلاف بينها ، كما لايجد صعوبة في فهم مستقبلها السياسي ، لكن كيف نبين ذلك للمواطن البسيط ؟

*إن الواقع السياسي كما هو نراه بالعين المجردة ونعايشه يوميا كما نسمعه بالأذن ونلمسه باليد تحيط بنا مظاهره وتجلياته، هو واقع، أفرزته الطبقة السياسية في موريتانيا منذ الإستقلال وحتى اليوم، إنه واقع مركب عملية تركيبه تراكمية في كل المجالات إذا هوواقع مؤلف من الماضي والحاضر فحاضر الطبقة السياسية الراهنة هو حاضر للماضي حاضر منتهي الصلاحية فالفكر السياسي لهذه الطبقة فقد قوة الدفع والإبداع ولم يعد بمقدوره جلب المنافع ودفع الضرر عن البلد الأمر الذي جعل الطبقة السياسية الحالية تدور في حلقة مفرغة تطفو فوق السطح إذانعدم الفكر المستنير والعقلانية المطبقة ولم يعد عندها سوى الخطاب اللغوي تقدم نفسها للمواطن البسيط على أنها لم يعد لديها وسيلة للبقاء سوى الإختلاف والقيل والقال والتلاسن والتشاؤم فهي ترى بأن الوضع السياسي الحالي يتهيؤ للقيامة ونهاية التاريخ لكن المواطن البسيط يدرك أن خطاب هذه الطبقة السياسية المتداول الهدف منه تغطية الحقيقة والتي لايختلف عليها إثنان وهي أن أصل الخلاف بين الطبقة السياسية هو التهافت على السلطة والمال.

* لقد استغلت هذه الطبقة السلطة منذ الإستقلال لأغراضها الشخصية وحولت الدولة وهيبتها إلى دولة الأفراد وهيبة الأفراد ولم تعد الطبقة السياسية طبقة الدولة ، كما نهبت أموال الشعب الموريتاني من الثامنة صباحا وحتى الرابعة مساء كل يوم وعلى مدى خمسين سنة كانت النتيجة هو الواقع اليوم كما نراه ونشاهده واقع الفقر،والأمية، ، وفقدان الأمل، والتخلف بكل أشكاله وصوره تخلف مزمن بنيوي مشاكله لايمكن أن تحل على المستوى القريب أو المتوسط مشاكل تعود إلى الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات. إن تركيز الطبقة السياسية الراهنة على السيطرة على السلطة والمال قسمها إلى اتجاهين: 1- اتجاه بقيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. 2- واتجاه بقيادة زعيم المعارضة والمعارضة المحاورة.

*مما لاشك فيه أن زعيم المعارضة لم يستطع قراءة الواقع السياسي كما هو ولم يستطع التعرف على ملامح وسمات فكر محمد ولد عبد العزيز والظاهر في الأمر أن زعيم المعارضة لم يشعر أيضا بالوضع الذي آل إليه البلد والمواطن منذ خمسين سنة وظلت استراتجيته ثابتة وهي البحث عن السلطة مرة اعترف بالرئيس محمد ولد عبد العزيز ومرة طالبه بالرحيل ومرة تأثر بمناخ الربيع العربي أو الطاعون العربي، ومرة طلب الحوار، ومرة رفض الحوار، ومرة طلب تشكيل حكومة انتقالية لتكون مدخلا للحوار وتأسيسا للثقة ولكن ما غاب عن زعيم المعارضة هو أن الشعب الموريتاني هو مصدر السلطة ولا يبحث عنها بل بكل بساطة مايريده هو الحياة الكريمة ودولة قوية وعادلة توفر له حقوقه، وطبقة سياسية عقلانية تضع مصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار.

* ومما لاشك فيه أيضا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لم يطح بالرئيس معاوية من أجل السلطة ولا المال بدليل أنه وافق على رئاسة أعلى ولد محمد فال ومن بعده سيدي ولد الشيخ عبد الله ولكن ما حمله على الرئاسة مصلحة الشعب الموريتاني وبالتحديد الطبقات الهشة والمستضعفة أو ما يعرف بالفقراء، فالشعب الموريتاني تعرض لكل أنواع الظلم والقهر والضياع ولم يبق إلا المؤسسة العسكرية المؤسسة الوحيدة المنظمة حماة الديار ودرع الأمة لقد إنقضت الطبقة السياسية على هذه المؤسسة وتحت جنح الظلام وحاولت قطع رؤوسها لتبقى شيئا كأن لم يكن والهدف من ذلك هو تمكن الطبقة السياسية من السلطة والمال ولكن أسود الصحراء وحماة الديار في طرفة عين كانت ردة الفعل، كانت الطبقة السياسية تراهن على الخارج لكن حماة الديار لايركعون إلا لله سارت الأمور وسار مؤتمر داكار إلى غير رجعة وسارت الإنتخابات الرئاسية وفاز من فاز ووصل الإصلاح مداه بمحاربة الفساد والقبض على المال بيد من حديد فظهرت بشائر الأصالة الشنقيطية وظهر الإنجاز تلو الإنجاز في كل مجال وصفوة القول أن الخلاف بين الطبقة السياسية الحديثة أصله وفصله السلطة والمال والحل بين الفرقاء السياسيين حل واحد وواحد فقط وهو العودة إلى الشعب وصناديق الإقتراع ومن كان يتميز بالعهد والصدق والأمانة هو من ستنعقد له البيعة .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016