الصفحة الأساسية > آراء حرة > النظرة الإجتماعية للمعلم

النظرة الإجتماعية للمعلم

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013  04:18

أحمد فال ولد الحضرامي

يعد التعليم من أشرف المهن بامتياز لذا كان مهمة أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ولهذا فهو يتطلب معارف ومهارات وسمات خلقية معينة ليس من السهل توافرها عند كل إنسان وعليه فكما أن كل إنسان لايستطيع أن يكون قائدا فذا أو موسيقيا بارعا أو رياضيا ماهرا أو سياسيا محنكا فكذلك ليس باستطاعته أن يكون معلما منتجا ومؤثرا

إن مهنة التعليم فقدت في الوقت الحاضر قدسيتها واحترامها بسبب النظرة الإجتماعية الحالية للمعلم والتي أصبحت دون المستوى عما كانت عليه في السابق لكن البعض قد يتساال عن الأسباب التي جعلت المجتمع ينظر إلى المعلم بشيئ من الدونية وعن مظاهر وتجليات تلك النظرة وهذا ما سنحاول الإجابة عليه في المعالجة التالية: إن الأسباب وراء هذه النظرة كثيرة منها ماهو متعلق بالمعلم نفسه ومستوى الدخل لديه ومنها ماهو متعلق بالقوانين والأنظمة وبهذا تدنى مركز المعلم الإجتماعي والإقتصادي وبالتالي فقد ماكان يحظى به في السابق من وضع اجتماعي مميز . وهناك العديد من الظواهر الدالة على تدني المكانة الإجتماعية للمعلم في الوقت الحاضر.

أولا: فقدان ثقة المجتمع به كقائد مجتمع وانفصال المعلم والمدرسة عن المجتمع. فالمعلم كان المصدر الوحيد للمعرفة ولكنه كان أيضا بمقام رجل الدين شريكا للأب في التربية كبيرا لأهل القرية وإماما لهم فكانت كل هذه المهام تعلي من مقامه وترفع من قدره أما الآن فهو واحد من أفراد المجتمع لايتردد المجتمع بأفراده وقنوات أعلامه المختلفة في كيل التهم وتوزيع الشائعات السالبة عليه. ثانيا: الإعتداء على المعلمين حيث التلفظ بكلمات نابية ، لقد سمعنا في السنوات الأخيرة عن تعرض كثير من المعلمين للضرب والشتم والتوبيخ من بوابي وعاملي بعض المؤسسات ( الطبية والبنكية) وحتى من قبل الطلاب ومجموعات من أولياء الأمور

ثالثا: تدني مستوى الدخل للمعلم مما أدى إلى تدني واهتزاز قيمته الإجتماعية وتقويمه تقويما ماديا فقط فبينما ارتفع المستوى المادي بتسارع شديد لكثير من أصحاب المهن والحرف التي لاتتطلب اعدادا علميا أو تثقيفا وأصبح هؤلاء ذو امتيازات مادية ظل المستوى المادي للمعلم متخلف والتحسينات التي تطرأ عليه تحبوا حبوا بالمقارنة مع مع ارتفاع مستويات المعيشة والغلاء التي تضرب المجتمعات عامة ومجتمعنا بصورة خاصة وبالتالي أصبحت مهنة التعليم من المهن غير المرغوب بها في المجتمع وهذه حقيقة لايمكن أن تنكر على الرغم من كل ما يقال من كلام انشائي في مناسبات خاصة .

بل إن هذا المدح غير العملي والإشادة الباردة بالمعلم ودوره في المجتمع ليست إلا من قبل معالجة خلل موجود في النظرة العامة السائدة تجاه مهنة التعليم ولو سألت معلما أو مدرسا سؤالا بسيطا هل يحب لولده أن يمتهن مهنة التعليم في مستقبل حياته لكان الجواب بالقطع لا. وهكذا اهتزت شخصية المعلم هذه الأيام بما طرأ على مجتمعنا من متغيرات في مظاهر الحياة الإجتماعية والإقتصادية .

رابعا:عزوف الطلبة المتفوقين عن الإلتحاق بمهنة التعليم واقتصر الإلتحاق بها على كل من تدنى معدله في الثانوية وهي الحالة التي نجم عنها تلقايا ابتلاء نظامنا التليمي بمنهم غيبر جديرين فعلا بمهنة التعليم ، فالمعلم الذي اتجه إلى التدريس كرها لاطوعا لم يجد وظيفة أصلا غيره فهو الخيار الوحيد له ولسان حاله يقول: مكره أخاك لابطل وبالتالي أصبح التعليم مهنة من لامهنة له ثم إن غياب قوانين صريحة تجرم الإعتداء على المعلمين وحتى عدم وجود بطاقات مهنية معدة بشكل جيد ومحترم تميز المعلم عن غيره وكذا تعامل بعض الأنظمة مع المعلمين في التحويلات التعسفية وصرف بعض العلاوات مثلا .... إلخ وما ينجر عن ذلك جعل المجتمع ينظر إليهم نظر ازدهراء .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016