الصفحة الأساسية > آراء حرة > إلى المغاضبين من الحزب الحاكم /عبدالقادر ولد الصيام

إلى المغاضبين من الحزب الحاكم /عبدالقادر ولد الصيام

الثلاثاء 21 آذار (مارس) 2023  11:03

عبدالقادر ولد الصيام

أظهرت الترشيحات الأولية لحزب "الإنصاف" بعض المواقف التي كانت مستورة و مخفية عن "المعارضين" و بقية المواطنين؛ حيث صرّح كثير ممن تم "إقصاؤهم" من الترشيحات من الأفراد و القبائل و الأحلاف و التكتلات السياسية بما لم يتعوّدوا عليه من خطابات رنّانة تمجّد "الدولة" و رئيسها و حزبها الحاكم ! حيث بدأوا -و ربما لأول مرة في حياتهم -بنقد الحزب الحاكم و اتهامه و اتهام قيادته و بعثاته بترشيح أقلية لا تمثل المنتسبين و لا تعبّر عن مكونات الحزب و جماهيرهم الغفيرة !!

و قد اختلفت ردود فعل هؤلاء:
- فمنهم من اعتذر عن قبول الترشيح (في منصب متأخر في اللائحة)؛ حيث لن يتم انتخابه مطلقا!
- و منهم من استقال من الحزب، و يسعى للترشح عن طريق حزب من أحزاب الاغلبية الداعمة للرئيس؛ كي لا يغضب منه صاحب الفخامة !
- و منهم من "توعّد الحزب و مرشحيه" بهزيمة نكراء، و مِنهم و مِنهم … و يبدو أن السلطة غير راضية عن بعض ردود الأفعال؛ حيث ورد استدعاء "القصر الرمادي " لشخصيات تم إقصاؤها و تعهّد بعض "داعميها" بتمويل أحزاب ٍ منافسةٍ للحزب الحاكم !

إن ما نشهده اليوم من غضب و نقمة على الحزب الحاكم -الذي أُسّسَ على غير التقوى و على غير مصلحة الوطن -ليس أمرًا خالصا لوجه الله و لا حُبا للوطن و مصلحته ، بل انتقاما لذات متضخمة من أفراد دأبوا على "تقاسم" الكعكة و "المشوي" مع غيرهم ، و لما تمّ حرمانهم غضبوا و ثاروا و زمجروا و هددوا و أبرقوا و أرعدوا.

إلى كل هولاء أقول لهم: إنكم تعانون اليوم -و بشكل مؤقت-مما يعاني منه معظم المواطنين في كل الأوقات و بشكل دائم؛ حيث حُرموا من حقهم في الوظيفة و الاختيار الحرّ لمن يمثلهم و يجبي الضرائب منهم، و يبني القصور ، و يشتري السيارات الفارهة، و يُرسل أبناءه للدراسة في الخارج من أموالهم، و يسرق ثرواتهم!!

و بالنسبة للذين تم ترشيحهم من "زملائكم"- سواء تم التجديد لهم أم من القادمين الجدد-فإن الجميع يعلم أنهم لم يُرشحوا و لم يترشحوا من أجل تحقيق أي مصلحة عامة للشعب ، فلا ارتفاع الأسعار يهمهم، و لا الطرق من صميم اهتمامهم، أما الصحة و التعليم و التنمية فتلك "أحلام الضعفاء"!

حلم معظم هؤلاء الذين أخذوا "أماكنكم" هو أن ينتقلوا من أحياء فقيرة إلى أخرى غنية ، و أن يركبوا سيارات فارهة ، و أن يزيدوا مالهم الحرام ، و أن يبقوا في "دائرة الضوء" و التأثير من أجل مصالح ضيقة يتقاطعون فيها مع آخرين يستخدمونهم و "يحكمون بهم" من أجل تبديد ثروات الشعب و تكميم أفواهه!!

و أتحدى معظم " المغاضبين" أن يُعطونا بعض إنجازاتهم خلال المأمورية السابقة ، أو موقفا واحدا مشرّفا لصالح الوطن ومخالفا لحزبهم ، و كذلك الأمر بالنسبة لمُعظم مّن تم تجديد الثقة فيهم . أما "المرشحون الجدد" فالسؤال موجّه لهم -كذلك-و لكن يجب انتظار الإجابة عنه بعد أربع سنوات!! و غالبُ الظن أنهم "لن يخيبوا ظني" فيهم ، و لن يختلفوا عن من سبقهم-إلا من رحم ربك ، و قليل ما هم —!

لقد سبّبت ترشيحات الحزب الحاكم خيبةَ أمل و ذلاًّ و إهانة لبعض "المحرومين"،و هي أمور سببتها و تسببها سياسات حزبهم و حكومتهم-التي دعموها- لآلاف العاطلين عن العمل من حَملَة الشهادات و مِن المرضى المحرومين من العلاج ، و مِن ضحايا حوادث السير و الأخطاء الطبية و الأدوية المزوّرة و ضعف خدمات التعليم و البنية التحتية، و مِن الشباب الفارّ من وطنه إلى أدغال افريقيا و غابات الأمازون و جدار المكسيك ! و هم الآن يشربون من نفس الكأس التي سقوا بها غيرهم؛ فهنئيا مريئا !!

و لكل هؤلاء المغاضبين أقول : أدعوكم إلى الإعلان عن برامج انتخابية محددة و واضحة المعالم ، مختلفة عن برامج حزبكم "السابق" و إثبات أهليتكم للثقة من طرف الناخبين! و لا أدعوكم للانضمام ل"المعارَضة" غير المعارِضة ، و التي بات تحديد مفهومها و حقيقتها أبعد منالا من "إنصاف حزب الإنصاف" غير المُنصف !

ما ينبغي أن يعلمه الجميع هو أن الوطن للجميع ، و لا ينبغي أن يبقى رهينة لتحالفات سياسية مبنية على مصالح ضيقة تتقاسم فيها "الأطراف القوية" كامل الكعكة، فتحرم الضعفاء و الأقليات العرقية و القبلية و الحزبية ، و تكمّم أفواه المنتقِدين، و تحاصر الشباب و المعارِضين، و تمنع الشعب من اختيار مَن يُمثله في البرلمان و مَن يُسيّرُ شؤونه المحلية. و إذا بقيت الأمور تُدارُ بنفس الطريقة فإن لذلك عواقب وخيمة على مستقبل البلد و استقراره!!

و ختاما: فإنه ينبغي التساؤل عما إذا كانت موجة الغضب الحالية ستساهم في "تقليم أظافر " الحزب الحاكم وتقليل نفوذه و تغييره لمساره و تجديد الطبقة السياسية و لو بشكل محدود ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه سحابة صيف و انتصارا ل"الأنا" المتضخم عند البعض و غضباً من أجل الحرمان من "مشوي" المناصب و الصفقات و الامتيازات التي يحتكرها الحزب الحاكم و حكومته ، و يمنحانها ل"من يسيرون في فلكهما من غير المغاضبين و لا المغضوب عليهم"؟!

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016