في مثل هذا اليوم ومن نفس الشهر قبل أربعة عشر سنة رحل الرجل النبيل الشهم والنجم. الساطع إسماعيل ولد عمار ولد حمادي ولد أعل رحل عن الدنيا ولم تكن يوما مبلغ همه رغم ما أحاطته من ملذات وشهوات وقيادة ورياسة كان رحمه الله تعالى نعم الأب والأخ والصديق مع الكبير والصغير فقد جمع من التقوى والورع والزهد والألفة بين قلوب الناس ماكان يبغبه في هذه الدنيا.

واليوم وفي هذه الأيام تعود بي الذاكرة إلى أيام كانت الدار عامرة بالمحجين ذهابا وإيابا يبغون مقابلته والخوض في الأحاديث التي تهم القبيلة معه نعم رحل لكن رحيله ترك فراغا لايزال شاغرا ولحد الساعة في قلوب المحبين والأهل والجيران.

كان رحمه الله تعالى لاتراه إلا بشوشا مبتسما تفوح من لباسه رائحة مسك فرنسي أصيل كان يواظب عليه فجر كل يوم وعمامته التي يضعها فوق رأسه كانت علامة تاج الوقار والسكينة والكبرياء.

نعم رحل وفي القلب غصة من مستقبل غامض بات يلوح في الأفق بفعل عاتيات الزمن وتقلباته حيث أصبحت المعايير عكس المعايير المتعارف عليها أيام زمانه .

رحل ومستقبل القبيلة والمجتمع الذي أسسه والده رحمهما الله يمر بأزمات تعصف بكيانه وتماسكه في ظل غياب إرادة صلبة وقوية تعبر بنا إلى بر الأمان.

نعم تعرف مدينة كيفة وساكنتها والعصابة ومن حولها تلك الشخصية التي كانت مربية للأجيال ودرس على يديه شخصيات كانت في هرم السلطة ولا تزال أمثال وزير الخارجية السيد أحمد سالم ولد مرزوگ وغيره كثيرون .

نعم رحمه الله كان شخصية بارزة في ولاية العصابة ومدينة كيفة خاصة مسقط رأسه رحمه الله كان مثالا لكل الأخلاق الحميدة والنبيلة اعترف الطالب اخيار ولد مامين والي العصابة أيام ولد هيدالة بحنكة إسماعيل ورزانته وحكمته في ممارسة السياسة دون ضغينة ولاغل ولا حسد زمن الهياكل تهذيب الجماهير .

كان رحمه الله تعالى يواظب على صلاة الجماعة في كل أوقاتها ولا تفارقه مسبحته التي ألفها وألفته حيث كان لسانه رطبا بذكر الله تعالى .

لكن هكذا هي الدنيا وهكذا هي أحوال من سبقوه ويبقى عزاؤنا فيه قول الشاعر .

جسبنا في العزاء مات الرسول.

عاش رحمه الله تعالى عزيزا مكرما وقائدا فذا وحكيما يحسده الكثير على حكمته ورزانته نحبه الأعداء قبل الأصدقاء يوم وفاته وتم دفنه في مقبرة بولنوار حيث إخوانه وأمه وأعمامه وحيث محبيه وصادقيه الذين وقفوا معه أيام العسرة في وجه الصعاب حتى ذللوها وأطاعتهم .

كامل الود

حامد ولد إسماعيل ولد عمار