الصفحة الأساسية > آراء حرة > حين يكون لون البشرة برنامجا سياسيا

حين يكون لون البشرة برنامجا سياسيا

الأحد 9 حزيران (يونيو) 2013  12:34

تفاجأت كثيرا من مضمون تقرير قرأته على موقع "كريديم" تحت عنوان "رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية: كيهيدي مدينة تحت الحصار" لكاتبه الممرض المتقاعد ديا ممادو عال. لقد وجدت هذا التقرير ينضح عنصرية ويجتر خطابا كنت أحسب أن مروجيه هجروه بعد أن اتضح إفلاسه وتسبب في نتائج كارثية بالنسبة للشعب الموريتاني.

يحاول صاحب التقرير أن يتقمص دور المدافع عن "السكان المحليين" لمدينة كيهيدي ولا يجد ما يعزف عليه سوى أوتار التفرقة بين الشعب، متجاهلا تاريخ هذه المدينة وواقعها كفضاء للتعايش بين مختلف مكونات شعبنا لا يمكن لبضاعة العنصريين أن تلقى فيه رواجا قابلا للترجمة إلى رصيد انتخابي.

ويصل به الأمر حد وصف "البيظان" –أو العرب البربر كما يطلق عليهم- ب"الأغراب" في مدينة كيهيدي وهي التي ظلت مثالا للتعايش بين القبائل البيظانية والزنجية منذ أن كانت تدعى "رك هيبه"، متجاهلا أن أراضي شمامة التابعة لها هي ملك مشترك بين بعض العائلات الزنجية و 15 قبيلة بيظانية ( لمتونه، اتوابير، إدكجمله، انجامره، أولاد عايد، اتمدك، أهل الشيخ ولد امني، التياب، تاكاط، الحجاج، لمحيصر، تجكانت، أولاد اعل، أولاد طلحه، أهل اسويد).

ومع أنني أنحدر من إحدى هذه القبائل وأن جدي من أمي هو العلامة سيلمان بال مؤسس الدولة الامامية وأنني دخلت سجون هذه المدينة دفاعا عن مصالح أبنائها منذ سنة 1973، فقد سمح كاتب التقرير لنفسه بوصفي بأنني أحد هؤلاء "الأغراب" الذين استحوذوا على أراضي الكيهيديين ولم يستطع أن يفوت الإشارة إلى انتمائي السياسي، كاشفا بذلك عن هدفه الحقيقي من خرجته غير الموفقة.

يعرف الممرض ديا جيدا أسماء العائلات الزنجية الافريقية والتجار الذين منحت لهم الإدارة الأراضي الزراعية، لكنه فضل التستر عليهم واستهدافي بصفتي السياسية وكأن هدفه ليس "إخراج كيهيدي من الجحيم" وإنما البحث لنفسه عن موطئ قدم على الساحة السياسية متوهما أن ذلك يمر عبر محاولة ملامسة عواطف الزنوج الأفارقة من خلال خطاب التفرقة ومن خلال التهجم على اتحاد قوى التقدم.

ومن دون شك فقد أخطأ الممرض هدفه لأن مواقف اتحاد قوى التقدم من قضايا الوحدة الوطنية ومن التعسف الذي استهدف سكان الضفة، معروفة لا يكابر فيها سوى ألئك الذين لا يتحدثون عنها إلا من أجل الاستغلال السياسي أو البحث عن مصالح أنانية للحصول على لجوء أو قبض تمويلات لن تعرف طريقها أبدا إلى مستحقيها.

لقد أخطأ أيضا هدفه حين هاجمني بصفتي الشخصية لأنني منذ بداية السبعينات وأنا مستمر في خوض نضالي إلى جانب ضحايا تعسف الأنظمة والحيف الاجتماعي والخطابات العنصرية البغيضة، ولأن أحياء كاملة من الزنوج (العائدين من الترحيل أو ممن لم يتم ترحيلهم) يمكن أن تشهد لصالح ما بذلته من جهود في سبيل استعادتها لحقوقها بما فيها أراضيها المصادرة.

لقد حصلت بالفعل مؤخرا على بعض الأراضي قرب مدينة كيهيدي، لكنها لم تمنح لي من طرف الإدارة ولم تكن هناك أيه دعوى بشأن الطعن في ملكيتها. و قمت قبل شرائها باستفسار القرى المجاورة لها حول ما إذا كانت تلك الأراضي سبق وأن كانت في أي وقت من الأوقات محل نزاع، وبعد حيازتي لها دخلت في شراكة مثمرة مع جيراني أتاحت لهم فرصة الحصول على تجهيزات زراعية مهمة.

أعرف أن كل ذلك قد لا يهم كاتب التقرير، لأنه يرفض حتى إمكانية أن يكون "بيظاني" يشغل وظيفة إدارية في مدينة كيهيدي وكأنه يقول بطريقة أخرى إن المهم هو لون البشرة والانتماء العرقي وليس الكفاءات والتحلي بالمسؤولية والانتماء للوطن.

وهنا أيضا يكشف السيد ديا أنما يهمه ليس التخفيف من تهميش مواطني كيهيدي ومعاناتهم وإنما إطلاق حملة انتخابية سابقة لأوانها تقصي "البيظان" بالاعتماد على خطاب خصوصي ضيق تجاوزه الزمن ولم يعد يصلح لتحريك عواطف "الكيهيديين" واستدراجهم للتسلق مرة أخرى على أكتافهم من أجل تحقيق مطامح أنانية.

شيخاتو

مقيم في كيهيدي

هاتف: 22028589

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016