حين تدين الثعالب يتعذر الإقتناع بجدية مواقفها،ذالك ما تعكسه وقائع حرب العزيز المقدسة علي الفساد منذ إنتزاعه للسلطة علي طريقة جنرالات العالم الثالث،فلكي يغالط الرأي العام حاول إقناعه بأن الحرب تطال أهل الولاء المطلق أكثر من المناوئين وبالفعل زج بمدير صناديق القرض الشعبية كبش الفداء الأول أحمد ولد خطري وألبسه لبوس الفساد وإهدار المال،وهو ما رفض الرجل قبوله أو الخضوع به "فلبث في السجن بضع سنين"إلي أن جاء الفرج الدنيوي وبقي الفرج الأخروي ينتظر موعده"ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون".

ثم شملت الحملة تجارا وساسة منهم الموالون ومنهم من دون ذالك:محمد ولد أنويكظ ،يحي ولد الواقف، محمدن ولد شمد ،القاسم بلالي، محمد الأمين ولد الدادة،إلا أن هذه القائمة خرجت من سجن الظالم معلنة له الطاعة والولاء رغم ماحاق بها من ذل وعار التهم التي شربوها علي مرارتها صاغرين،فكان له ما أراد فأمن مكرهم واستقبلوه حيث حل استقبال الفاتحين،وجاءوا إلي ولائه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسمه رغبة ورهبة كي لا تهب العاصفة عليهم من جديد.

وكان حريا بجنرالنا الهمام أن يضيف إلي مشاهد مسرحيته المقربون منه إجتماعيا في محاولة لطمس معالم الجريمة أكثر، فجاء الدور اليوم علي عمدة نواكشوط السيد أحمد ولد حمزة الذي ظل يتربص به الدوائر منذ العام 2008 حين رفض الوقوف معه إبان انتخابات الباء الطائرة الشهيرة،لكن الرجل يملك ترسانة أخلاقية ومهنية حصنته ومنعته من الوقوع في الفخاخ فولد حمزة معروف في عالم الأعمال بوضوح معاملاته ولا يفهم معني التهرب الضريبي والتحايل لنهب المال العام،ثم إنه قدم إلي المجموعة الحضرية بداية العام 2007 وهي خاوية علي عروشها ترزح تحت وطأة الديون والعجز المالي حتي عن سداد رواتب عمالها،وخلال العام الأول وحده تمكن من تسوية جميع الديون ورفع مستوي المداخيل إلي معدلات قياسية ظلت تتزايد بشكل مضطرد حتي اليوم حيث تتوفر علي فائض يربو علي3.7 مليار أوقية،إضافة إلي مبني دار البلدية المحترم والتدخلات الكبيرة في مختلف شؤون الحياة اليومية لساكنة المدينة وما تمويل توسعة شبكة مياه الترحيل منا ببعيد،وتمويل وإنعاش الأنشطة الرياضية الشبابية والنسوية وغيرها كثير رغم العراقيل والقيود الحكومية التي لم تعد خافية.

لكن ولد حمزة رغم كل هذا مجرم من العيار الثقيل في نظر جنرال الحرب الذي لا يشق له غبار وزبانيته وأزلامه،فقد كلف مفتشيه الدولة -عصاه الغليظة – بإلزامه دفع مبالغ مالية صرفت في إطار تنفيذ ميزانية المجموعة الحضرية 2011 و 2012 في خطوة استفزازية تعتبر تمهيدا للإيقاع به وتمريغه في غبار الحرب المقدسة ،فمن البديهي أن ولد حمزة لن يقبل الابتزاز تحت أي ضغط كان خاصة إن تعلق الأمر بملاحظات مفتشية مسيسة حتي النخاع منذ أطاح جنرالنا بهيبتها واستقلاليتها يوم أطاح بالشيخ الوقور دون حياء أو حتي أن يرمش له جفن.

وهذا ما يعكس حقيقة أن الحرب الهزلية عفوا المقدسة ضد الفساد لن تطال سوي الخصوم أو المغضوب عليهم ولأن الهدف مقدس فلا بأس من التضحية ببعض المقربين نسبيا من من يمكن تعويض دورهم بأدوار أخري،وإلا فإن هذه المبالغ التي يطالب بها ولد حمزة اليوم لا تمثل فواتير ضبابية ومضخمة ولا تجاوزات في الميزانية ولا عملية نهب لصالح جيبه،تلك الوقائع وغيرها أثبتت أن الرجل نظيف الجيب من مال المجموعة الحضرية.

فمتي يفهم جنرالنا الحاذق أن ألاعيبه المكشوفة لم تعد خافية علي أغبي الناس وأنه بها مجرد لا عب بالنار،فلا الرأي العام مقتنع بجديتها ولا هي تسمن أو تغني من جوع في حال الدخول بها إلي ملاعب الأسود.