جوزيفغوبلز.‘اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ‘

هكذا كان ينصح أكذب وزير إعلام في تاريخ البشرية أعظم سفاح في تاريخها وهكذا يفعل كل المستبدين المنقلبين المغتصبين للسلطة أمام المصفقين من شعبهم الذين يصدقون كل شيء قاله الزعيم ويهتفون باسمه في كل مكان وزمان.

قبل أيام كانت أقصى نقطة في المنتبذ القصي على موعد مع النسخة الرابعة مما يسمى زورا وبهتانا لقاء الشعب بينما هو لقاء الجنرال المنقلب مع حاشيته , وزبانيته ومصفقيه والناهشين من لحم الشعب المسكين الذى أتعبه الجهل والفقر والحرمان والضحك على الذقون وأتعبته نخبه ببيعه لمن يدفع أو يخوف أكثر من حكامه المتعاقبين .

كانت هذه النسخة الأكثر كذبا وتدجينا وجرأة ووقاحة على شرف دولة وتفويض شعب انقلب عليه الرجل في لمح البصر بعد أن صدر قرار من سيده الطيب بإقالته.

اعترف الجنرال بأنه لم يكن شرعيا في سنة 2008 وأنه انقلب على أول نظام ديمقراطي ليكذب بذلك عشرات النواب والوزراءوالعقداء والتافهين الذين جابوا المنتبذ القصي من جنوبه إلى شماله وشرقه إلى غربه وصدعونا بكلمة ‘حركة تصحيحية’ وأن الجنرال رئيس شرعي أهدته السماء إلى وطن مكلوم في لحظة يأس محتوم .

تنكر الجنرال لكل الذين وقفوا معه في تلك الفترة الحرجة من حكمه فجزاهم جزاء سنمار , منهم من سجن ومنهم من طرد خارج أسوار القصر الرمادي , ومنهم من أهينت كرامته ووصف بالكلب أمام جمع من الناس وآخرون قال عنهم الجنرال أنهم لم يساعدوه قط رغم أنه لولاهم ما كان انقلابه ليصبح تصحيحا ثم انتخابا , ولخرج مدحورا كما خرج زميله الغلام سونغو.

أصعب شيء في السياسة أن يتهم رئيسك أنه تاجر مخدرات وتبييض أموال وأن لديه علاقات مشبوهة مع أباطرة الذهب الأبيض في إفريقيا , ثم يأتون بتسجيل صوتي لفخامته وهو يساوم أحد صعاليك العراق الهاربين على بضع آلاف من الدولار.

لدى نشر التسجيل وتداوله بين المواقع الموريتانية , توقع الجميع أن تصدر الحكومة بيانا في الموضوع خصوصا أن المتهم رمز من رموز الدولة لكن وزير إعلامنا وسلفه ابتلعوا ألسنتهم ولم يعلقوا على الموضوع , أما الأغلبية فقد أحرجها زعيمها حتى إنهم لم يستطيعوا أن يدافعوا عنه سوى بزعم أن التسجيل مزور ثم ادعى أحدهم أن الرئيس كان يسعى إلى إبرام صفقة في مصلحة الوطن ترى أي مصلحة للبلد أن يكون رئيسه تاجر مخدرات

قطع الرئيس الشك باليقين وأعلنها جهارا نهارا وأمام الملأ أن الصوت صوته , لكن المسألة استغلت استغلالا خبيثا , وبغض النظر عن استغلال الموضوع من عدمه فإنه من الوقاحة أن يفاخر أكبر رمز في الدولة بأنه منقلب , وأنه هاتف شخصا مشبوها يعمل في مجال المخدرات

تفلسف الجنرال كثيرا في الاقتصاد وأعيي نفسه في شرح منحنيات وأرقام المنظمات الدولية , وأعطى صورة وردية توحى إلى المتتبع أن موريتانيا أصبحت قائدة التنمية في المغرب العربي وأن برنامج فخامته تحقق بنسبة 200 في بعض القطاعات نسبة خيالية لم يحققها أردوغان في تركيا , ولا أوباما في أمريكا ,,,

نسي الرئيس المفدى أن نسبة البطالة في عهده تخطت حاجز الثلاثين في المئة بمعطيات دولية , وأننا تصدرنا لائحة أفقر دول العالم العربي , وأن الدولة تحولت إلى دكان كبيير يديره عزيز تباع فيه كل الأوراق من شهادة الميلاد وحتى جواز السفر الذى دخل موسوعة غينتس كأغلى جواز سفر 360 أورو

من رئيسنا المفدى على شعبه نعمة الأمن والنجاحات التي تحققت على مستوى محاربة الإرهاب متناسيا أن ثمن هذه النجاحات دفع من جيوب الفقراء والكادحين وأنه لم يحققه هو وإنما حققه أبناء مخلصون محبون للوطن خاطروا بأرواحهم من أجل عيون وطن سكنهم حتى النخاع

لا منة لجنرال تهرب من مهمته في لمغيطى 2005 في تحقيق الأمن للمواطنين فهذا واجب الدولة وهو أضعف الإيمان

رغم أن الجنرال وفي غمرة تباهيه بإنجازاته لم يتذكر العشرات الذين يقتلون بأيادي للصوص والمجرمين في أزقة وشوارع انواكشوط وأن معدل الجريمة ارتفع في عهده وكذلك الانتحار خصوصا في وسط شباب لم يوفر له وطنه فرص عمل فاختار الموت على الحياة بذلة

تحدث الرئيس عن إجرائه أربع عمليات بعد غزوة الرصاصات الصديقة وأنه مستعد لإجراء فحص صحي إذا ما طلبت الأحزاب الموريتانية ذلك ومع أننى أتمنى له دوام الصحة , فإنه فاجأنا بالعملية الرابعة التى لم ندر توقيتها ولا مكانها عكس الثلاثة السابقة.

مازال عقلي القاصر غير مصدق لروايات المخزن الموريتاني عن قضية الرصاصات الصديقة , فكيف يسير إنسان ينزف أكثر من أربعين كيلومترا .؟ ,وكيف يصاب الرئيس وحده رغم أن إطلاق النار كان على الموكب ؟ , ثم أين هي آثار السيارة التي ضرب فيها الرئيس وكيف استطاعت أن تواصل رغم أن الرواية الرسمية تشير إلى أنه تم استهداف عجلات السيارة؟ , ولماذا رقي الضابط المتهم ولم يحقق معه إلا ساعات ؟

كل هذه أسئلة سيجيب عنها التاريخ الثرثار يوما .

في ملف الانتخابات رفض الرجل مبادرة حليفه مسعود وضرب عرض الحائط بكل مطالبات المعارضة الموالية والناضحة بتأجيل الانتخابات ووضع نظام يضمن عدم تدخل قوى الدولة العميقة التي تتدخل لصالح فلان أو علان تؤثر على خيار أغلبية الشعب المطحون

موريتانيا التي يعيش أكثر من أربعين في المئة من سكانها تحت خط الفقر تمتلك رصيدا يزيد على 100 مليون من الدولار في البنورك الخارجية كسندات وهو شيء إيجابي لو انعكس على العملة الوطنية الأوقية ولكن وبعكس تقديرات فخامته الأوقية لا تساوي جناح بعوضة أمام نظيراتها وهي في تدهور دائم ,

يخلط الرئيس بين ميزانية الاستثمار وميزانية التنفيذ وكلاهما له غرض مخصوص ومعلوم , فميزانية التنفيذ التي تحصل سنويا من دافعي الضرائب ومن جبايات الدولة ومداخلها النفطية والمنجمية مخصصة لتنفيذ مشاريع الدولة الكبرى وتسديد رواتب الموظفين ينما ميزانية الاستثمار وهي الممنوحة من قبل الدول الكبرى كهبات وقروض مخصصة للنهوض بمستوى المعيشة وتحسين مستوى التعليم وتشجيع المقاولات والقطاع الخاص حيث تغيب كل هذه المسميات عن سياسة فخامته

بدا الرئيس فرحا ومسرورا لأن بعض الأسر لم تعد تستطيع أن تمضى بضعة أسابيع خارج البلد لتتنفس جوا نقيا وتخفف عن نفسها عناء أشهر من التعب , وكأن الرجل يستمتع حينما يكون الآخرون فقراء عاجزين .

التنمية لا تعنى سيدى الرئيس أن تغلق خزائن الدولة وتمنع المستثمرين وتسجن رجال الأعمال وترفع سعر البنزين , وتفقر شعبك بينما تستغنى أنت وحاشيتك غناء فاحشا حتى أصبحت الرئيس المفترس ففي كل استثمار للدولة لك يد , وفي كل صفقة لك نسبة .

دفاع الرئيس عن الصحفيين وحرية الرأي واعترافه أن وزراءه يضيقون ذرعا بما يكتب عنهم في الصحافة كانت نقطة إيجابية في اللقاء تذكر وتشكر ولعلها الومضة البيضاء في ذلك اللقاء الأسود.

موريتانيا على شفا جرف هار لا تعليم ولا صحة ولا مساواة ولا عدالة اجتماعية , القضاء بيد رئيس الدولة يسجن من يشاء ويخرج من يشاء , والاقتصاد بيده , والخارجية بيده , وسونمكس والخطوط الجوية إنه يمسك بكل شيء ويريد فعل كل شيئ .

أنت الرئيس والمستشار والمدير والبواب أنت الدولة والدولة أنت يا رئيس الفقراء ومفقر الأغنياءوالضاحك على البسطاء.