الصفحة الأساسية > آراء حرة > قصة مريض مع مركز استطباب كيفه

قصة مريض مع مركز استطباب كيفه

الأربعاء 11 أيلول (سبتمبر) 2013  04:53

بقلم/ سيدي ولد أحمد مولود

لم تكن المصالح الجهوية والإدارات الاقليمية بكيفه تعيش عصرا ذهبيا ولا واقعا مثاليا في خدمة المواطنين وهي اليوم أسوأ مما كانت بعد أن أصبحت في حالة مزرية ووضع يرثى له.

تتجه إلى مركز الاستطاب فتجد الأبواب موصدة والشبابيك مغلقة فتطرق الباب فلا يجيبك أحد، فترفع صوتك عاليا وتنادي، فيتبين لك أنه لا حية بالوادي ولا حياة لمن تنادي، وبعد أن تتفطر قدماك من الوقوف يتراءى لك البواب وهو يتهادى ويتبختر، ثم يفتح عنك بعد أسئلة كثيرة عن دواعي القدوم تزيدك ألما وكمدا..

تدخل مكاتب الدوام وقاعة الاستقبال فتجدها خاوية إلا من البعوض والحشرات الطائرة والزاحفة والروائح الكريهة التي تفوح منها.

تنظر عن يمينك وشمالك فلا ترى إلا قاعا صفصفا، وبعد أن تستدير إلى قفاك تقع عينك على شخص ما، فتبادره السلام والسؤال، أين الطبيب؟ فيقول لا أعرف! لكنه كان هنا وخرج من هنا واتجه إلى هناك، فتقفو أثره فإذا به ممرض جالس على أريكة خارج مكانه المعهود للحديث والسمر مع ممرضة قل حياؤها وساء خلقها!

تسأله أين الطبيب فيشير بيده إلى هناك فتطلبَ منه أن يشعره بأن مريضا جاء إلى المستشفى في حالة مستعجلة، فيرد عليك لا أستطيع؟ إني أخشى من زفرات غضبه وبذاءة لسانه، وقد سبق أن حذرني من تصرف كهذا؟!

تتجه إلى المكان المشار إليه فتجده مستلقيا على قفاه يغط في نوم عميق! فتوقظه بأدب ورفق فيفتح فيك عينيه كأنهما شهابين يتوقدان نارا.. ويسألك -والغضب قد بدا عليه- ما ذا تريد؟ فتقول عندي مريض بحاجة إلى العلاج، فيرد عليك بتشنج ليس من حقك أن توقظني! هذه مُهمة الممرض فهو الواسطة بيني وبينك، ثم يقوم معك وهو يَفورُ يكادُ يتميّز من الغيظ.. وبعد أن يباشر المريض ويشخص حالته المرضية يتطاير منه الشرر وتنتفخ أوداجه ويرعد ويزبد لأنك قطعت نومه وأوقفت أحلامه بسبب الحمى أو صداع في الرأس أو وجع في البطن، ثم يكتب لك وصفة طبية بخط رديء وعلى عجل...

تتجه بها إلى صيدلية المستشفى فإذا بالباب مغلق! فتنظر من النافذة الصغيرة فلا ترى إلى قنينات الدواء المتناثرة! فتجوب أروقة المستشفى وأزقته بحثا عن الصيدلانية فتجدها -بعد عناء شديد وجهد عسير- قد انزوت في غرفة مظلمة تتبادل الحديث مع أحد أخدانها الذي يكون عادة من زملائها الممرضين.

وبعد أن تقطع عليها الخلوة المشبوهة بالسلام، تخرج إليك كأنها شُحنة كهربائية أو شُعلة نارية وهي تردد عبارات السخط... فتناولها الوصفة الطبية فترد عليك بأن هذا الدواء نفد من الصيدلية أو لم يدخلها أصلا.

تخرج إلى الصيدليات التجارية الخاصة التي ترابط أمام المستشفى، وتتناوب على الدوام في الساعات الأخيرة من الليل، فتجد الصيدلاني ينتظرك بفارغ الصبر وقد شحذ سكينه ليذبحك مستغلا الفرصة المناسبة فينفض ما بقي في جيبك من نقود! تناوله الوصفة الطبية فيقرؤها بعسر شديد! ثم يبحث عن الدواء فيخطئ الهدف ويناولك داء المنية بدل دواء البلية!. تعود إلى المستشفى -في ضحوة النهار بعد أن أعياك ما لاقيت فيه ليلا- لإجراء الفحوصات الطبية فتجد المسؤول عن المختبر خارج مكانه فتسأل عنه، فيقال لك: انظر علك تجده في مختبره الخاص الواقع أمام مركز الاستطباب، فسيكون هناك حتما؟!.

5 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016