الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفه : من يساعد أهالي " الخندريه " على تر ميم سدهم ؟

كيفه : من يساعد أهالي " الخندريه " على تر ميم سدهم ؟

الاثنين 1 أيلول (سبتمبر) 2014  00:00

الخندريه ؛ ذلك المنخفض الجبلي الرائع ؛الذي تنطلق منه أودية صغيرة ، تجري عبرها السيول المنحدرة من أعالي هضبة "أفل " .

تقع الخندرية - تلك المنطقة الطبيعية التي رسمت فيها تناقضات التضاريس لوحة جميلة في بلدية أغورط التابعة لمقاطعة كيفه وعلى حافة وادي " أم الخز" من الشرق.

في فصل الخريف تتدفق مياه السيول فتملأ سد "الخندرية" في أسفل الهضبة، الذي بنته سواعد الرجال والنساء فكان يصمد لسنوات في وجه السيول ثم تلحق به الأعطاب فيعيد السكان الكرة وينجحون في ترميمه وهكذا ...

في سنة 1995 تمكن هؤلاء من الحصول على مساعدة من السفارة الآمريكية ، فقاموا ببناء السد بالحجارة والاسمنت المسلح ، فعاد السد لماضيه الزاهر وانحصر الماء وزرع الناس فأكلوا وباعوا وخزنوا.

هذا السد الكبير الذي كان يوما مصدر عيش الميئات من الأسر القاطنة على أطرافه ، جرفته السيول سنة 2003 . فأضحى الأهالي في عطلة عن النشاط الزراعي الذي مارسوه بهذا السد منذ 1920 ؛إذا استثنينا بعض المزروعات الخفيفة التي يصر السكان على إقامتها بمساحات السد التي تمر منها المياه في طريقها إلى الوادي الكبير؛ والتي تنجح بعض مقاطع السد التي لا تزال قائمة في حصرها قليلا إلى أن توسعت التكسرات في السد وهو ما قضى على أي إمكانية لمواصلة أي نوع من البذر من طرف الملاك منذ 2009.

واليوم ينتظرالسكان من يمد يد المساعدة لإعادة ترميم سدهم.

وكالة كيفه للأنباء في رحلة إنتاجية بالمنطقة زارت هذا السد ، نظرا لتاريخيته وأهميته الزراعية والسياحية وما له من مردودية على السكان قبل أن يتكسر. عند السد تجمع العشرات من مزارعيه وبدأوا في تسييجه بالأسلاك الشائكة ، حيث استفاد من دعم بتلك الأسلاك موجه من طرف التنمية الريفية. هؤلاء المزارعون جاءوا وقد أجروا عددا من العمال لإحكام الحظيرة على السد في انتظار أن تجود جهة أخرى بالدعم الجوهري وهو ترميم السد .

الأهالي يشكرون الدولة الموريتانية على ذلك الدعم ولكنه يبقى منقوصا بغياب تأهيل السد.! لقد وجهوا عشرات الرسائل إلى عدة جهات حكومية بهدف الحصول على دعم يساعدهم في إعادة تاهيل السد ولكن دون جدوى. واليوم وبعد توفر السياج يعتزم هؤلاء التشمير عن السواعد وبناء السد من جديد مهما كلف ذلك يقول احدهم. إنهم ينتفضون جميعا شبابا وكهولا نساء ورجالا ، يحمل كل واحد ما استطاع حمله من الحجارة والطوب ويبدأون في العمل. لقد طال انتظار الحكومة – يقول احدهم وسنبني سدنا على طريقة الاجداد -

القاسم ولد سيد ابراهيم؛ شيخ في ال 79 من العمر زاول حراثة السد منذ كان صبيا صرح لوكالة كيفه للانباء قائلا : ((في سنين خلت كانت كافة أسرنا تنزل على أطراف هذا السد وكنا نقوم بحرثه فنحصد عشرات الأطنان من الحبوب فنكتفي بعائداته ولا نستورد من المدينة غير الشاي والسكر. لقد كان انهياره خسارة كبيرة ولو أصلحته الدولة لاستغنينا عنها على الصعيد الغذائي على الاقل. إن انهياره تسبب في هجرة الكثيرين إلى المدن ، إلا أننا الآن وبعد أن أعيانا الانتظار سوف نصلح بالسد ما نستطيع إصلاحه.))

لقد كان هؤلاء الناس جادين فيما يعتزمون فعله ، فقد خرجوا جميعا رغم جفاف العام وانعدام الوسائل إلى سدهم وباشروا العمل يشجعهم على ذلك النصيب المتواضع الذي حظوا به من الدولة وهوعبارة عن قليل من السياج والاعمدة ، فما بالك لو مدتهم هذه الدولة بما أهم من ذلك .؟

إنك لتشعر بالمرارة والدهشة وأنت شاهد على عجز اصحاب هذا السد الحيوي عن الإستفادة منه، وهوالذي لا يكلف الدولة أكثر من بضعة ملايين من الأوقية. ستعود بالكثير من النفع المستديم على الكثير من المواطنين . إنها ثروة حقيقية ضائعة تنتظر من يستغلها. المفارقة العجيبة ان السلطات العمومية بهذه الولاية تقوم بضخ الكثير من الاموال لصالح بناء السدود الرملية الصغيرة ,فيستفيد من ذلك أناس لا صلة لهم بالمجال الزراعي, ولا يملكون أراضي صالحة للزراعة! فقط عبر أساليب المحسوبية والزبونية والنفوذ يستولون على أموال لو تم توجيهها إلى أمثال سد " الخندرية" لحدثت ثورة زراعية.

نعم يحرم أهالي الخندرية من وسيلة تساعدهم على بناء سدهم الهام لأنهم لم ينجحوا في اكتشاف طريق ملتوية للحصول على التمويل! ويفوز آخرون تمكنوا من المرور عبر تلك الطريق ويستولون على أموال طائلة بحجة ترميم وإنشاء سدود لاوجود لها في غير الاوراق! فيضربون لسماسرتهم بسهم ويستبقون الآخر.!

لو عاين والي لعصابه أو حاكم كيفه أو مندوب التنمية الزراعية أو أي مسؤول آخر سد "الخندريه" المنهار وما على شاكلته من السدود الحقيقية الجدية لادركوا أن ظلما كبيرا وفسادا عظيما وفوضى عارمة هي ما يحكم الطريقة التي يتم بها توزيع الدعمات التي تقدمها مصالح الدولة في هذا المجال وإلا لما ظل هذا السد وأهله على الهامش.

إن الأهالي المستغلين لهذا السد ؛ ليرفعون نداء عاجلا من أجل وضع حد لإقصائهم وتجاوزهم , ويرجون لفتة من الحكومة الموريتانية تفضي إلى تمكينهم من ترميم سدهم وعودته إلى سابق عهده عندما كان ينبت الزرع ويدر الضرع ويتجمع الناس حواليه بأمان واطمئنان وبعيش كريم.

3 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016