الصفحة الأساسية > آراء حرة > مقالة في علم النفس التربوي : (جوانب الشخصية )

مقالة في علم النفس التربوي : (جوانب الشخصية )

الخميس 12 كانون الأول (ديسمبر) 2013  05:38

بقلم المدير محمد ولد الصوفي

من المعلوم أن موقف الإنسان من البيئة ليس موقفا إيجابيا ولا سلبيا محضا ، بمعنى أن شخصية الفرد لا تتشكل كما يتشكل الصلصال في يد الخزاف أو الصانع .

وذلك أن البيئة ليست شيئا يسمح للإنسان بكل ما يريد متى أراد وكيف ... بل إنها تقاومه وتؤثر فيه ، فالعلاقة بينهما علاقة تفاعل شد وجذب أخذ وعطاء .

من خلال ذلك الصراع تتكون الشخصية وتنمو ويتحدد شكمها . وقد طور " افرد " ذلك الصراع وتحدث عن مقاومته لبيولوجية في تشريحه للشخصية أثناء حديثه عن جوانبها الثلاثة ، وهو تصور للعوامل الوراثية والاجتماعية في حالة تفاعلها وأثر ذلك التفاعل في تحديد الشخصية وتكوينها . كما يرى " افرد " أن الشخصية ثلاثة جوانب وهي : ( الهو – الأنا – الأنا الأعلا ) .

1- الهو : وهو منبع الطاقة البيولوجية والنفسية التي يولد الطفل مرودا بها وهو عبارة عن طبيعة الإنسان الحيوانية قبل أن تطالعها يد المجتمع بالتعديل وهذا الجانب من الشخصية ليس بينه وبين العالم الخارجي أية صلة لذا نجد الرضيع يندفع لإشباع حاجاته .

2- الأنا : هذا الجانب من الشخصية يتكون بالتدرج من خلال اتصال الطفل بالعالم الخارجي عن طريق حواسه وعن طريق حواسه وعن طريق خبراته وعلاقته بأمه ، يتعلم بالتدريج أنه لايستطيع أن يستجيب لحاجاته متى أراد وكيف كما يتعلم أن هناك سلوكا يجلب له الألم ، كما يعمل على تأجيل مطالبه .

وعلى هذا النحو يتكون الأنا وينمو فيعمل على ضبط الهو وتوجيهه كما يعمل حماية الطفل من الأخطار التي تهدده إذا انساق وراء مطالبه . ولما كان أنا الطفل الصغير ضعيفا وجب على الكبار حمايته حتى يشتد أناه ، أما الراشد فإنه يسير على مبدأ الواقع الأعلا وهذا ما يجعله يؤجل إشباع حاجياته بطرق أخرى كالكبت ، والاستعاضة ، والتحرير .

3ـ تتلخص تربية الطفل منذ عهد مبكر في صراع دائم بينما يريده هو وما يريد أبوه فللوالدين أساليبهما الخاصة في الثواب والعقاب وللطفل حاجياته التي لايريد تأجيلها في هذه التربية ووسط ذلك الصراع يجد الطفل نفسه مضطرا إلى تكييف نفسه فيكف عن أشياء كان يريدها ويقوم بأشياء لايريدها حتى يتجنب العقاب ويحصل على الثواب وعلى هذا النحو تنمو في نفس الطفل أوامر الوالدين ونواهيهما على شكل سلطة داخلية تقوم مقامهما حتى في غيابهما وهذه السلطة هي ما يسمى بالأنا الأعلا وهو ككل اتجاه يكتسبه الفرد في طفولته له أثر عميق في حياة الفرد ولذا فالمعارف التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة تبقى محفورة في ذاكرته كما يقال : العلم في الصخر كالنفس في الحجر .

كما أن الأنا الأعلا قد يصيبه التعديل بزيادة ثقافة الفرد وخبراته فلا يبقى صورة طبق الأصل من تعاليم الوالدين ومن خلال تشخيص " افرد " للشخصية يظهر لنا أنها تنطوي على ثلاثة جوانب وهي :

1ـ جانب بيولوجي يمثله : الهو 2ـ جانب سيكولوجي يمثله : الأنا 3ـ جانب اجتماعي يمثله : الأنا الأعلا .

وخلاصة القول هو أن نمو الشخصية يتمثل قدرة الأنا على تحقيق وطالب الهو بشكل لا يضر الأنا الأعلا ( مطالب المجتمع ) .

تقديم : محمد ولد الصوفي

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016