الصفحة الأساسية > آراء حرة > الغابة السعيدة والثعلب الماكر

الغابة السعيدة والثعلب الماكر

السبت 11 شباط (فبراير) 2012  09:06

كان في قديم الزمان غابة سعيدة يحكمها ملك طاغية من الأسود . كان لهذا الملك الطاغية ثعلب ماكر يرأس حرسه الخاص . وكان يتعلم عليه قيادة الغابة بشكل مستبد دون أن يحس الملك أن حارسه الماكر يطمح في الإستلاء على السلطة وإزالة ملكه . كان الأسد الجبار طاغية مستبدا وكان كل شئ في الغابة يرهبه ويخافه . وكان شديد الذكاء والمكر وأتخذ وزراء من النسور والعقبان والنحل والدببة والعقارب .... وأعطاهم حق التصرف المطلق في شؤون رعيته , فكون كل واحد منهم عصابة من الأعوان سلطها على سكان منطقته .. كان الأسد يسمح لأعوانه ومناصريه بالنهب والسلب والثراء على حساب سكان الغابة فأصبح كل واحد منهم يعيش في ترف ويغدق على أعوانه بالأموال والهدايا . وأصبحت قصور أعوان الملك وحاشيته مكانا للإحتفالات والمآدب والولائم لكل الأنصار والعملاء .... بينما أصبح سكان الغابة يعيشون في بؤس وفقر وجهل تحت حكم مستبد وقهر وذل .....وكانو لايجرؤون على ذكر أي نوع من أنواع معاناتهم وظروفهم القاسية بل كانوا بدلا من ذلك يمدحون الملك الطاغية ويتغنون بمأثره وإنجازاته العظيمة بل كانوا يدعون له في المساجد بطول العمر والملك وكان وزراء ومساعدو الملك لايذكرون في تقاريرهم شيئا عن شؤون الرعية إلا خيرا وأن سكان الغابة يعيشون في رخاء وأمن وازدهار وأنهم في نعيم وأن غابتهم من أحسن الغابات وأخصبها حتى ولو كانت تعاني من قحط وجفاف .... لذلك كان سكان الغابة السعيدة يكرهون في أعماق نفوسهم هذا الطاغية على الرغم من أنهم يبدون عكس ذلك .. .فأنتهزالثعلب الماكرفرصة كراهية السكان للطاغية والظروف القاسية التي يعيشون فيها وسافر الطاغية لتعزية ملك غابة أخرى كان قد هلك وأعلن الإنقلاب على الملك الطاغية مع صقور المملكة وأسودها ونمورها .... وتماسيحها ..... وأعلنوا للسكان أنهم لم يقوموا بهذا العمل حبا للسلطة وإنما حبا لمواطني الغابة ..... ومن أجل إزالة هذا الطاغية عنهم وتحسين ظروف الغابة وإسعاد ساكنيها والقيام بحكم ديمقراطي بها ونشر العدالة والأمن والرخاء فيها . هذا ما أعلنوا عنه وأظهروه لسكان الغابة وكانت نواياهم الخفية هي الإستلاء على السلطة بطريقة غير مباشرة بحيث نصبوا ملكا خاضعا لهم على الغابة يحكم صوريا وتحت أوامرهم فبحثوا عن الشخص المناسب لهذا الغرض فكان اختيارهم على تمساح عجوز متقاعد كان يعيش في بعض المستنقعات .... ونصبوه ملكا على الغابة بالمكر والدهاء والترغيب والترهيب والتزوير أصبح التمساح العجوز ملكا على الغابة السعيدة . كان الثعلب الماكر وأصحابه يعتقدون أن التمساح لا يمكن أن يتصرف في أي أمر دون الرجوع إليهم وموافقتهم وأنه لايمكن أن يبتلع ولو ضفدعة صغيرة دون موافقتهم لكن الرياح قد تجئ بما لاتشتهي السفن . فاستطاعت زوجة التمساح اللعوب وابنته المدللة وسماسرة السياسة والغاوين إقناع التمساح العجوز بأن يتصرف كملك غابة بالفعل وأنهم وراءه ... وبضرورة تخلصه من الثعلب الماكر وأصحابه . بدأ التمساح العجوز فعلا يتصرف كملك غابة ويعمل بنصائح زوجته وإبنته وأعوانهم من سماسرة الغابة وأخذ يخطط للتخلص من الثعلب الماكر... لكن الثعلب كان له بالمرصاد وكان جاهزاللإنقضاض على التمساح العجوزوالإطاحة بحكمه .. فانقض عليه ليلا وحبسه في صحراء قاحلة عندها اندفع مؤيدو التمساح العجوز يقاومون الثعلب الماكر وليضمن الثعلب الماكر ولاء سكان الغابة أعلن أنه ماجاء للسلطة إلا من أجل حماية سكان الغابة وحماية ثرواتها التي أخذ التمساح العجوز وزوجته يتلاعبون بها ويبددونها على أنصارهم بدون حق شرعي .. وأنه ماجاء إلا من أجل الفقراء والضعفاء ونشر العدل والدمقراطية والأمن في الغابة وأقنع سكان الغابة بذلك واستطاع كسبهم بدعايته هذه حتى أن أئمة الغابة وفقهائها أصدرو فتاوى بأن من صوت ضد هذا الثعلب خارج عن ديانة الغابة وعليه أن يتوب فورا ويعلن موالاته.. . بذلك نجح الثعلب الماكر في الحصول على أغلبية سكان الغابة , وأصبح رئيسا للغابة واستولى على كافة السلطات فيها فهو رئيس الغابة ورئيس المجلس الأعلى للقضاء بها ورئيس السلطة التنفيذية بها وكسب إلى جانبه ثلثي أعضاء السلطة التشريعية بها , ... وكافة خفافيش ونسور وبومات وصراصير وعقارب وعناكب الغابة . وأعلن أنه سيحارب الفساد والسرقة وكل أنواع الظلم والتلصص وأنه سيطور الغابة ويجعل سكانها يعيشون في ازدهار ورخاء عيش ... وكانت الغابة غنية بمواردها ... فأصبح سكان الغابة يعيشون على الأحلام والآمال التي وعدهم بها الثعلب الماكر لكن الثعلب لم يقم بأي إنجازات من شأنها أن تطور من وضع الغابة وتحسن من ظروف عيش سكانها... وأصاب الغابة جفاف وتدهورت مواردها الإقتصادية وتحطمت أشجارها وظهر الثعلب الماكر على حقيقته فأصبح ملك غابة بحق . فجاءته الجماعة ناصحة بضرورة قيامه بإصلاحات جدية وقالت له :

إذاكنت في أمــــــــــــــــــــر * فكن فيه محسنــــــــــــــــــــــا فعما قريـــــــــــــــــــــــــب * أنت ماض وتــــــــاركــــــــــــه فكم دحت الأيام أرباب دولة * وقد ملكوأضعاف ما أنت مالكه

فوعدها بأنه سيقوم بإنجازات عظيمة وكان يعلن عن كثير من الإنجازات والمشاريع التي ستحول الغابة إلى جنة ولا يقوم بفعل ولا يفي بعهد . ثم اتصلت به ملكة النحل هاتفيا محذرة له مما يلحق بازهار ونوار الغابة من أضرار .. . وأن ذلك سيؤثر في حياتها بصورة خاصة وسيقضي على مجتمع النحل ... وعدها بإصلاحات من شأنها إنعاش الأشجار والنوار والورود بالغابة ولم يقم بأي عمل في هذا الشان والنحل الآن في اجتماعات يتدارس كيفية قيام المظاهرات في الغابة .. وأعلن التماسيح والضفادع والفراشات والناموس والخنافيس بالغابة عن ظروفهم القاسية وأنهم يحتاجون لتد خل سريع من السلطات في الغابة وإلا فإنهم سيتعرضون للهلاك المحقق . بينما قامت النمور والأسود والفهود والذئاب والثعالب والدببة بالدعاية للملك والدفاع عنه وذلك لكثرة مايحصلون عليه من جِيَّفِ حيوانات الغابة وبقيت الغابة تحت رحمة الثعلب الماكر . ولم نعرف أي شيئ عما حل بها بعد ذلك؟.

بدين ولد آمين

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016